فوجئ رواد منطقة عين المريسة – المنارة، بالرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط وعقيلته السيدة نورا جنبلاط، جالسين قبالة ميناء جل البحر الذي يستفيد منه صيادو السمك المناصرون للحزب، صباح أمس، للاستمتاع بدفء نور الشمس، خلال فسحة انفراج مناخي قبل استئناف المطر هطوله ظهرا.
وقد استحوذت صورهما على متابعة واسعة على مواقع التواصل. وكان جنبلاط اجتمع في كليمنصو أمس الأول إلى النائبة عن الحزب الاشتراكي الاسباني هناء جلول التي تقوم بجولة مشاورات على القيادات والفاعليات السياسية، وجرى خلال اللقاء استعراض الواقع السياسي العام والتطورات العسكرية في فلسطين وعلى الحدود في جنوب لبنان، حيث اطلعت جلول من جنبلاط وجهة نظره حيال الواقع الراهن.
هذا، وما زالت الغارات الأميركية على مواقع الميليشيات الموالية لإيران في المنطقة، تشكل محور الحدث في المتابعات اليومية اللبنانية، حيث أبدت وزارة الخارجية والمغتربين «عميق قلقها من القصف الذي تعرضت له كل من سورية والعراق، وأسفها لما نتج عنه من سقوط عدد من القتلى والجرحى، وما يشكل أيضا من انتهاك لأمن وسيادة البلدين الشقيقين».
وفيما ذكرت بأن «موقفها هذا مبدئي لدى الاعتداء على أي دولة عربية» وأن «لبنان سبق أن حذر مرارا الجميع من خطر تمدد الحرب وتوسع الصراع»، فإنها طالبت «بضرورة تطبيق وقف إطلاق نار فوري في غزة كمدخل إلزامي لوقف التصعيد، بغية التوصل إلى حل سياسي قائم على قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وفقا لقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة».
وإلى جانب التطورات الميدانية والسياسية على جبهتي غزة وجنوب لبنان وتفاعلاتها على مستوى المنطقة، لايزال الحديث عن مساعي «المجموعة الخماسية» لإنهاء أزمة الرئاسة أساس المداولات، وينكب الجميع على التحضير لما سيواجهون به وزير الخارجية الفرنسي ستيفان سيجورنيه لدى زيارته لبنان غدا الثلاثاء، حاملا أفكارا ونصائح يسديها لتجنيب لبنان ويلات توسع حرب غزة إليه، مع استمرار التركيز على طروحات وزير الخارجية البريطاني ديفيد كاميرون بشأن الحدود الجنوبية التي تختلف الآراء حولها بين الإيجابية وما هي قيد البحث، والأمل ما زال معقودا على الاجتماع القريب لوزراء خارجية «المجموعة الخماسية» وما سيتفقون إزاءه.
وهنا تأتي أهمية ما قاله البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد: «بحرمان لبنان من رئيس انكشفت النيات من خلال نتائج الفراغ: كتحويل لبنان في الممارسة من دولة تفصل الدين عن الدولة إلى دولة دينية طائفية مذهبية، كما نشهد في التعيينات عامة والقضائية خاصة، حيث أصحاب السلطة يتجاوزونها ويتدخلون سياسيا، ويلغون فصل السلطات خلافا للدستور، ويعطلون مسيرة القضاء.
فنقول لهم: ارفعوا أيديكم عن القضاء، لكي تسلم العدالة التي هي أساس الملك».
ميدانيا، الوضع في الجنوب على حاله، فقد سجل تمشيط كثيف للعدو الإسرائيلي بالرشاشات الثقيلة والمتوسطة، من أحد المواقع المعادية المقابلة لبلدة الظهيرة، وطال القصف المدفعي المعادي في بلدة بليدا استهدف منزلا تحت جبانة البلدة، خلال مراسم تشييع شهداء حركة «أمل»، ولاحقا مشط العدو محيط الجبانة وشن غارة من طائرة حربية على ميس الجبل جهة محيبيب. ونعى «حزب الله» كلا من عباس علي مبارك ومحمد جودت يحيى وهما من بلدة الطيبة الجنوبية.
في المقابل، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري أن بلاده هاجمت أكثر من 3400 هدف لحزب الله في جنوب لبنان منذ بدء الحرب في غزة، مضيفا أن أكثر من 200 من عناصره وقياداته قتلوا في الضربات.