عاد الزخم الى الملف الرئاسي مع عودة اللجنة الخماسية المؤلفة من الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والمملكة العربية السعودية، ومصر، وقطر الى تكثيف تحركاتها، والتي من المتوقع ان تزور “الخماسية” بحسب المعلومات الصحافية، رئيس المجلس النيابي نبيه بري غداً بناء على موعد طلبه السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو.
رغم ذلك، لم تتغيّر صورة المرشحين حتى السّاعة، وما زال الثنائي الشيعي متمسكاً بترشيحه لرئيس تيار “المردة” سليمان فرنجية، والمعارضة بالتقاطع مع “التيار الوطني الحر” ما زالت تطرح اسم الوزير السابق جهاد أزعور، يقابلهما “الخيار الثالث” الذي طرحه الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في زيارته الأخيرة الى بيروت.
فهل ما زال “التيار” على تقاطعه مع المعارضة؟ وماذا عن لجنة التواصل بين “التيار” و”القوات اللبنانية” المؤلفة من النائبين فادي كرم وجورج عطالله؟ هل ما زالت قائمة ومستمرة في عملها ام انها متوقفة بعد الانتقادات التي وجهها رئيس التيار جبران باسيل الى القوات ورئيسها سمير جعجع لاسيما خلال مناقشة الموازنة واثناء التجديد لقائد الجيش العماد جوزف عون؟
عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم يؤكد لـ”المركزية” ان “التواصل طبعاً مستمر. ونحن نتعاطى مع بعضنا البعض على أساس أننا لسنا حلفاء وكل فريق موجود في محور، ونعترف بأن هناك خلافات في ما بيننا بالنظرة الى أمور استراتيجية، لكن من وقت الى آخر هناك امور تجمع الطرفين. لهذا السبب، وكي لا تضيع الفرصة بأن ندعم ملفا كرئاسة الجمهورية ونتقاطع معا عليه، هناك تواصل دائم وعند الضرورة”.
هل ما زال التيار على تقاطعه مع المعارضة على دعم أزعور؟ يجيب كرم: “صحيح، وهذا الامر أبلغونا إياه مؤخراً. عندما يكون هناك خيار ثالث وعندما يعلن محور الممانعة عن استعداده للخروج من خياره الأول، يصبح عندها المجال مفتوحا للبحث بخيارات أخرى. لكن اليوم ما زلنا متقاطعين على أزعور ومستمرين في المعركة”.
هل أنتم متفائلون بتحرك اللجنة الخماسية للدفع باتجاه انتخاب رئيس للجمهورية؟ يقول كرم: “لا أرى جدية بعد في مقاربة الملف الرئاسي. حتى على صعيد “الخماسية” لا اعتقد أن هناك مقاربة واحدة، كما ليس هناك طرح لأسماء بعد، كل الفكرة التي يعرضها الموفدون الأجانب الى لبنان تتمحور حول تحييد البلد عن الحرب. في حين ان المطلوب منهم أيضاً ان يقوموا بالضغط اللازم على ايران لمنع تدخلها في السياسة الداخلية اللبنانية وعدم جر لبنان الى حرب تحتاجها طهران من أجل تقوية موقعها التفاوضي”.
ماذا عن الحديث عن فصل الرئاسة عن حرب غزة، الا يساعدنا هذا كلبنانيين للالتفات الى الملف الرئاسي؟ “بكل بساطة، الرئاسة تُفصَل عن كل المشاكل السياسية وعن غزة وعن كل هذه الامور عندما يدعو الرئيس نبيه بري الى جلسة مفتوحة مع دورات متتالية”.