صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

بشري … عندما يسقط الرجال على ايدي الجبناء برصاص غدرهم … العدالة وحدها تطفئ النار …

بقلم : شربل نوح - في كل التاريخ كانت بشري و هي حتماً ستبقى في كل المستقبل و لكل الأجيال الآتية … في كل التاريخ عنوان واحد كان لتلك القلعة المسيحية الجبلية الرابضة على رؤوس جبال لبنان .. هو عنوان المقاومة و الصمود العنيد .

ما يؤلم في أحداث بشري هو الهوية المفترضة و المرجّحة للمعتدين ، فعندما يخرج بعض الجبناء من ابناء الظلام من جحورهم ليصطادوا برصاصهم الغادر والجبان أهل النور و الحرية و المقاومة تحلّ الكارثة ، كان يمكن لنا أن نفهم ان يقتل ابناء بشري على جبهة كما حصل سابقاً للدفاع عن وطنهم ، لكن أن يقتل بعض الجبناء ممن استقدموا سابقاً الغرباء للقتال عنهم بوجه الآخرين في لبنان ، ان يقتل هؤلاء مالك طوق إن صحت المعلومات التي يتداولها الأهالي فهذا ما يثير الإشمئزاز و الغضب .

سنتحدث في مقالنا عن المسؤوليات المعنوية لا المادية لأن التحقيق هو الوحيد المخول بتحديد المسؤولية الفعلية و القانونية عن الجريمة :

ما يؤلم فعلاً في أحداث بشري ذلك الضخ الذي حصل منذ سنوات و سنوات ممن كانوا حلفاء في السياسة لبشري و حزبها الأكبر (القوات اللبنانية) ، المؤلم بالتحديد كمية السموم التي ضخوها بين أهلهم و ذلك التحريض المخيف على حلفائهم السابقين ، و هذا ربما ما أدى الى التفلت الذي حصل و أوصل بشكل غير مباشر الى الجريمة البشعة .

كي لا نغش انفسنا ، لو لم تكن النفوس مهيأة و مشحونة لما تطورت الأمور لتصل الى هنا ، فالمشاكل في منطقة القرنة السوداء معروفة و مزمنة و حصلت اشكالات سابقا و عولجت و لم تتطور في أي مرة لتصل لحد القتل .

أولاً : إن من يتحمل المسؤولية المعنوية المباشرة عن الحادث الأليم هم من شحنوا نفوس أهالي الضنية لسنوات و سنوات ضد بشري و ما تمثل من أجل تصفية حسابات صغيرة و مصالح ضيقة ، هؤلاء مسؤولون و لو بشكل غير مباشر أو من دون قصد لأنهم عملوا على توتير الأجواء لا على التهدئة و كل من يعيش في تلك المناطق يدرك هذه الحقيقة و يلمسها يوميا .

ثانياً : طبعاً و في سياق المسؤوليات المعنوية ايضاً ، كلنا يعرف ان بعض الأطراف و الجهات في محاور معينة عملت جاهدة منذ فترة ليست بقصيرة على تغذية إشكالات القرنة السوداء لأهداف سياسية و انتخابية ، فهي كانت المتضرر الأكبر من العلاقات الجيدة التي سادت بين بشري و الضنية بعد ثورة الأرز و التناغم الذي حصل سيادياً بين ابناء المنطقتين ما أدى الى عزل تلك القوى و إضعافها .

ثالثاً : كل من تقاعسوا عن حلّ الملف القضائي-العقاري الخاص بمنطقة القرنة السوداء و الخلاف على الملكية الحاصل هم مسؤولون بشكل معنوي عما حدث أيضاً ، فلو تم انهاء هذا الملف و أخذ كل ذي حق حقه لكنا تجنبنا حتماً كارثة كهذه من خلال تحييد الذريعة الأساسية للإشكالات المتكررة في تلك المنطقة .

رابعاً : ان اردنا ان نضع جريمة بشري في سياق سياسي معين ربما اراد البعض من استغلال الجريمة البشعة ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد ، أولها دق إسفين كبير بين بشري و ما تمثل و الضنية السنية المنتمية الى الخيار السيادي أقله منذ ال ٢٠٠٥ حتى اليوم ، و ربما أيضاً ارادوا توريط قيادة الجيش و إغراقها في إشكال مفاجئ كهذا و الدفع نحو خلق مشكلة بينها و بين بشري و القوات و ما يمثلون في السياسة اللبنانية ، و هذا ما تداركته قيادة الجيش سريعاً بحكمتها المعهودة و ما تداركته أيضاً القوات اللبنانية بنفسها الطويل المعروف و هدوئها اللافت فأفشلو المشاريع الإستغلالية للبعض .

اللافت في الأحداث التي حصلت هو الحكمة و التعالي الذي مارسته القوات اللبنانية قيادة و أفراد و معها مدينة بشري و تلك القدرة الإستثنائية على ضبط النفس و الشارع بشكل كلي و عدم الإنجرار الى ردود أفعال غرائزية لا توصل الا الى الخراب ، تلك القدرة المعروفة أصلاً عن حزب حديدي كالقوات و مجتمع صلب مقاوم كالمجتمع البشراوي .

اللافت أيضاً التحرك السريع للجيش على الأرض و الذي أدى بشكل مباشر و فوري الى تطويق الإشكال و متع تمدده ، فحتى لو حصلت بعض الأخطاء غير المقصودة و التي تحصل في ظروف مشابهة و في كل مكان ، لو لم يتحرك الجيش بهذه السرعة و بحسم لربما كنا دخلنا فيما لا تحمد عقباه و انتقلنا الى مرحلة متفلتة من الضوابط و صراع دموي لا نهاية له ، هذا الصراع الذي ستخرج منه كل أطرافه خاسرة و سيفرز منتصراً واحداً كلنا نعرفه ،

شكرا لأهالي بشري أولاً ، أولئك المقاومين الأشداء المتعالين عن الجراح ، الصامدين و الصابرين على المحن ، شكراً لحكمتهم و صلابتهم و شرفهم الرفيع الذي لا يضاهيه شرف على هذه الأرض ، و سيأتي يوم ليس ببعيد تتحقق فيه العدالة و ينصف التاريخ مدينة الأبطال و الفلاسفة و الحكماء ، فتعود الأمور الى نصابها و يأخذ كل ذي حق حقه .

شكرا للقوات اللبنانية قائدا و أفراداً على هذه القدرة المذهلة و الفريدة من نوعها على ضبط النفس و الشارع و عدم الإنجرار للفوضى المخطط لها ربما من أجل تدمير ما تبقى من لبنان .

لبشري نقول : انتم الصخرة التي اتكأ عليها مجتمعنا في أزمنة الشدة و الخطر ، ربما غُدرتم و ربما كثراً من بيننا كانوا جاحدين و ربما تعودتم على الظلم و القهر و الاضطهاد و الزمن الأسود ما زال ماثلاً في ادهاننا جميعاً ، لكنكم لم تُكسروا يوماً و لم تركعوا يوماً ، و بقيتهم انقياء عزيزين ابطالاً مقاومين ، و هكذا ستستمر المسيرة بنا و بكم ليحيا لبنان و ننتصر .

رحم الله شهدائكم و شهدائنا الذين لا يمكن أن تذهب دماؤهم هدراً هذه المرة و لن يقبل أحد منا الا بكشف ملابسات الجريمة و تسليم القتلة الى القضاء لينالوا قصاصهم اللازم و لن نسكت قبل تحقيق ذلك علّ موتانا يرتاحون في قبورهم … بالنهاية وحدها العدالة تطفئ النار و لا شيء سواها .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading