صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

بريغوجين.. قصة الصعود والسقوط

نتهت، الأربعاء، قصة يفغيني بريغوجين زعيم مجموعة فاغنر، الذي قاد تمردا جريئا ضد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قبل نحو شهرين، بـ”سقوط” طائرة كانت تقله مع عدة ركاب آخرين، شمالي موسكو.

وورد اسم بريغوجين ضمن قائمة الركاب الذين كانوا على متن طائرة تحطمت، في منطقة تفير، الأربعاء، خلال رحلة داخلية بين موسكو وسان بطرسبرغ، وفق هيئة الطيران المدني الروسية.

ووسط غموض لف مصير بريغوجين بعد الإعلان عن تواجد اسمه بين لائحة الركاب على متن الطائرة المنكوبة، أكدت هيئة النقل الجوي الروسية أن زعيم فاغنر كان بالفعل على متن الطائرة التي لم ينجُ منها أحد. 

كما ذكرت قناة على تيليغرام مرتبطة بمجموعة فاغنر العسكرية الخاصة، الأربعاء، أن رئيس المجموعة، بريغوجين “قُتل”.

وقال منشور على قناة (غراي زون) على تيليغرام: “رئيس مجموعة فاغنر.. بطل من روسيا.. وطني حقيقي لوطنه الأم.. يفجيني فيكتوروفيتش بريغوجن قتل نتيجة أفعال خونة لروسيا”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وأضاف المنشور “لكن حتى في الجحيم سيكون الأفضل! المجد لروسيا!”

من هو بريغوجين؟

كان بريغوجين، الذي لُقب لسنوات بـ”طباخ بوتين” ثرياً، حيث نسج علاقات شخصية مع الرئيس، الذي منحه ثقة لم يمنحها لكثيرين، حيث فاز بعقود مغرية، لتقديم الطعام ومشاريع البناء مع الحكومة الروسية، وذلك قبيل القيام بتأسيس مجموعته التي قاتل عناصرها في أوكرانيا، ودول أخرى، مثل سوريا ومالي وأفريقيا الوسطى وليبيا وغيرها.

ولد صاحب الـ٦٢ عاما، في 1961، عندما كان يطلق على سانت بطرسبرغ اسم لينينغراد، (حقبة الاتحاد السوفييتي) وأودع السجن، في عام 1981، بتهمة السرقة وجرائم أخرى.

توفي والده وهو صغير، وكانت والدته تعمل في مستشفى. 

تم إرساله إلى أكاديمية رياضية، لكنه لم يهتم بها، ثم انضم إلى مجموعة من المجرمين الصغار، وفقا لوثائق محكمة من عام 1981، اطلعت عليها صحيفة الغارديان.

شارك في العديد من عمليات السطو مع هذه المجموعة، في سان بطرسبرغ على مدى عدة أشهر، قبل أن يتم القبض عليه، ويتم الحُكم عليه بالسجن 13 عاما.

بعد خروجه من السجن  في عام 1990، بينما كان الاتحاد السوفيتي يلفظ أنفاسه الأخيرة، بدأ في بيع النقانق والعمل في مجال المطاعم.

ويُعتقد أنه اجتمع حينذاك ببوتين الذي كان أحد كبار مساعدي رئيس بلدية سان بطرسبرغ، بحسب رويترز.

وسرعان ما تحول بريغوجين لتاجر معروف، وذو سمعة جيدة في عالم التجارة وتمويل المؤسسات.

قصة الصعود 

لم يمض وقت طويل حتى امتلك بريغوجين حصة في سلسلة من المتاجر الكبرى، وفي 1995، افتتح مطعما مع بعض الشركاء، ثم بدأ في الفوز بعقود لتلبية فعاليات حكومية كبرى من خلال شركة “كونكورد” التي أنشأها في التسعينيات.

وأصبح يعرف باسم “طباخ بوتين” بعد تقديم الطعام لمناسبات الكرملين. ومزح في الآونة الأخيرة قائلا إن وصف “جزار بوتين” أكثر ملاءمة، بحسب رويترز.

كانت الخطوة التالية، “فوزه” بعقود توريد حكومية عملاقة، ففي عام 2012، فاز بأكثر من 200 مليون دولار من عقود توفير الطعام لمدارس موسكو، حسبما ذكرت وسائل إعلام روسية، نقلا عن سجلات حكومية.

زادت هذه العقود من ولائه لبوتين، لذلك، انتقل التعامل بينهما، في عام 2014، من المال إلى مجالات أخرى مرتبطة بأنشطة غير معلنة.

أوكل إليه بوتين عدة مهمات غير رسمية، وكان وفيا للرئيس عدة سنوات.

في فبراير من عام 2018، كان واحدا من 13 روسيا وجهت إليهم هيئة محلفين أميركية لوائح اتهام بالتدخل في الانتخابات الأميركية من خلال وكالة أبحاث الإنترنت (Internet Research Agency)، التي ساهمت بنشر الأكاذيب وشن حرب إعلامية ضد الولايات المتحدة، دعما لحملة الرئيس السابق، دونالد ترامب. 

صحيفة “الغارديان” فصلت في صعوده المثير في تقرير عنونته بـ “يفغيني بريغوجين.. بائع النقانق الذي صعد إلى قمة آلة بوتين الحربية”. 

في تفاصيل تحوله إلى جندي بوتين، كشفت الصحيفة أنه خلال  اجتماع مجموعة من كبار المسؤولين الروس في مقر وزارة الدفاع، مع بريغوجين، طلب الأخير مساحة أرض من وزارة الدفاع ليستخدمها لتدريب “متطوعين” لا تربطهم صلات رسمية بالجيش الروسي، للاستعانة بهم في خوض حروب روسيا.

ورغم أن كثيرين منهم لم يستصغ فكرته “ولا أسلوب عرضها” وفق تعبير الصحيفة، إلا  أنه أوضح لهم قائلا “الأوامر تأتي من بابا”، في إشارة إلى بوتين، وذلك للتأكيد على قربه من الرئيس.

وكانت تلك الفترة التي مهدت لإنشاء ما يعرف اليوم بمجموعة مرتزقة “فاغنر” التي ساهمت في دعم النظام السوري ضد شعبه، وتدخلت في العديد من الدول في مناطق مختلفة من العالم.

مستنقع أوكرانيا.. السقوط

بالتزامن مع قرار الكرملين غزو أوكرانيا، في عام 2022، تضخمت صفوف فاغنر إلى حوالي 50 ألف مقاتل، وفقا لتقديرات أجهزة مخابرات غربية، بما في ذلك عشرات الآلاف من السجناء السابقين الذين تم تجنيدهم من السجون في جميع أنحاء روسيا، غالبا بواسطة بريغوجين شخصيا.

وسّع الرجل تواجد فاغنر في أوكرانيا بعد أن فشلت محاولة الكرملين للاستيلاء على العاصمة، كييف، في الأيام الأولى لغزوها. 

وقاد مقاتلو “فاغنر”، ومن بينهم آلاف المدانين الذين جندهم من السجون، الهجوم الروسي على مدينة باخموت في أطول المعارك أمدا وأكثرها دموية في الحرب. واستخدم بريغوجين وسائل التواصل الاجتماعي لبث نجاحات فاغنر، بحسب رويترز.

لكن، وفي غمرة احتدام المعارك، بدأت العلاقة بينه وبين بوتين تتراجع، ففي الأشهر الأخيرة، ظهر بريغوجين في عدة فيديوهات على وسائل التواصل، موجها اتهامات إلى القيادة العسكرية الروسية، بالفشل في تزويد قواته بالذخيرة الكافية وعدم كفاءة قادة الجيش الروسي.

وبعد مرور عدة شهور وضلوع قواته بعدّة انتهاكات بحق مدنيين، بدأ بريغوجين يشتكي من عدم اكتراث السلطات في موسكو به وبجنوده الذين كانوا يواجهون القوات الأوكرانية، وتكبدوا خسائر كبيرة.

في يونيو الماضي، دبر تمردا على موسكو واستطاع احتلال مقاطعة روستوف، وكانت تلك، نقطة السقوط، حيث أسقط مقاتلو فاغنر عددا من المروحيات العسكرية، مما أودى بحياة طياريها أثناء تقدمهم نحو موسكو. ووصف بوتين ذلك بأنه عمل من أعمال الخيانة التي ستقابل برد قاس.

وانتهى التمرد في صفقة قال الكرملين إنها تستهدف حقن الدماء. وقضت الصفقة بأن يغادر بريغوجين وبعض قوات فاغنر إلى بيلاروسيا، شريطة إسقاط القضية الجنائية المرفوعة ضده لاتهامه بالتمرد المسلح.

واكتنف الغموض تنفيذ الصفقة ومستقبل بريغوجين، وقال الكرملين إنه اجتمع مع بوتين بعد خمسة أيام من التمرد.

وفي الخامس من يوليو عام 2023، قال التلفزيون الرسمي إن التحقيق معه ما زال جاريا، وبث لقطات تظهر أموالا وجوازات سفر وأسلحة وأشياء أخرى قال إنها صودرت في مداهمة لإحدى عقاراته.

وفي أواخر يوليو، ظهرت صورة لبريغوجن في سان بطرسبرغ أثناء انعقاد القمة الروسية الأفريقية في المدينة. وظهر هذا الأسبوع في مقطع مصور يعتقد أنه صُوَر في أفريقيا حيث تدير فاغنر عمليات في عدة دول.

وعقب تمرده المسلح، كانت هناك علامات على أفول نجم بريغوجين، وهو ما حدث اليوم عندما سقط قتيلا بحادثة تحطم الطائرة شمالي موسكو.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading