وتأتي اطلالة الرئيس بري في توقيت دقيق بعد التمديد لقوات “اليونيفيل” في الجنوب والتشديد على تطبيق القرار 1701 وفي أعقاب رد حزب الله المضبوط على استهداف الضاحية الجنوبية واغتيال القائد فؤاد شكر ما خفّف من احتمالات توسع الحرب في المرحلة الحالية من دون استبعاد احتمالات التصعيد من قبل إسرائيل التي يتوعد قادتها بأنهم لم ينتهوا بعد من الجبهة الشمالية فيما يعلن الجيش الاسرائيلي رفع الجهوزية على هذه الجبهة. ومن المتوقع أن يعبّر بري عن رؤيته لمستقبل الأوضاع وأن يتطرق إلى الازمة الرئاسية ومصير مبادرته الحوارية مشدداً على أهمية الحوار والوحدة الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بالبلاد.
وبعد 24 ساعة على اطلالة بري، من المقرر أن يطل رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع من معراب في ذكرى “شهداء المقاومة اللبنانية” يوم الاحد ملقياً خطاباً سياسياً عالي السقف يتناول فيه الحرب التي فتحها حزب الله في الجنوب وتغييب دور الدولة وفشل الحكومة في معالجة قرار الحرب والسلم إضافة إلى الملف الرئاسي والنزوح السوري.
على صعيد الجبهة الجنوبية، شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجراً، سلسلة غارات على اطراف قرى زبقين، الناقورة ووادي حامول في القطاع الغربي، ما أدى إلى اضرار جسيمة في الممتلكات والمزروعات والاحراج المحيطة. وزعم جيش الاحتلال “أن سلاح الجو استهدف عدداً من منصات اطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله”، وقصف هذا الجيش أطراف بلدة عيتا الشعب والناقورة وعلما الشعب بعدد من قذائف الهاون. وطال القصف بلدتي العديسة ويارون ما ادى إلى اندلاع حرائق بعد إلقاء مسيّرات معادية قنابل حارقة فوق حرش البلدتين.
وقد رد حزب الله على الاعتداءات الإسرائيلية بقصف موقع “الرمثا” في تلال كفرشوبا وموقع “زبدين” في مزارع شبعا.
دعموش: ثبات البيئة
في المواقف، لفت نائب رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله” الشيخ علي دعموش إلى “أن مجتمعنا اليوم، وبفعل الإيمان والوعي والبصيرة والثبات والحضور في الميدان والثقة بالمقاومة وقيادتها وقوتها وشجاعتها واجه ولا يزال يواجه كل أشكال الحروب العسكرية والنفسية التي شنّها العدو الصهيوني خلال كل المراحل السابقة وإلى اليوم بكل ثبات وصلابة، وهو يتحمل كل هذه الآلام والتضحيات والتهجير والمخاطر من موقع الإيمان والوعي والصبر، إيماناً بقضيته ووعيه لأهداف العدو، ولذلك لم يتأثر في كل المراحل والى اليوم بكل حملات التهويل والتهديد والتشويش والحرب النفسية التي يستخدمها العدو ويسانده فيها بعض الداخل ممّن يتماهى في مواقفه مع العدو”، مشدداً خلال خطبة الجمعة من حارة حريك على “أن هذه البيئة صلبة ولا يمكن لأحد أن يكسر إرادتها وموقفها هو التمسك بالمقاومة ومواصلة الطريق حتى تحقيق النصر”.
فضل الله: عملية الاربعين تدخل التاريخ
ومن حاريص، أكد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله “أن عملية “الأربعين” (رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر) تدخل السجل التاريخي للبنان لأن قرار الرد وتنفيذه رغم كل رسائل التهديد الاسرائيلي مباشرة من قادة العدو أو التي نقلها الموفدون لم تثن المقاومة عن قرارها، وهذا بحد ذاته عامل ردع في مواجهة العدو، وبعد تنفيذ القرار ادعى العدو أنه قام بعملية استباقية وأحبط هجوماً لـ”حزب الله”، ولكن الذي يحبط شيئاً يمنع حصوله، فكيف يتحدث هذا العدو عن إحباط شيء حصل فالعملية نفذت، وكل الذين شاركوا في العملية فجراً نفذوا المطلوب منهم، وهذان الشهيدان قضيا بعد الضربة الأولى، وادعاء إحباط العملية جزء من الكذب والتضليل الاسرائيلي لحسابات داخلية وخارجية”.
حبشي: خيارات خاطئة
في المقابل، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب انطوان حبشي “ان الخيارات التي تتخذ خارج إطار الدولة خطأ”، وشدد على “ان المطلوب بناء الدولة للخروج من أتون النار التي وضعت الخيارات الاخرى لبنان فيه”. ورأى: “ان السيد نصر الله اعترف قولاً وفعلاً بولائه للولي الفقيه الذي يحدد مسار الحرب، والذي قال اخيراً ان الحرب الحالية هي بين الحسينيين ويزيد أي بين السنة والشيعة”، مؤكداً “ان “القوات” لا تهرب من المواجهة التي نحترفها، وبالتالي فان الغد لنا، للتمتع بدولة مؤسسات ومساواة للجميع بالعدالة، ونحن في الطريق إلى تحقيق ذلك”.