أفادت شبكة “إن.بي.سي” نيوز أمس الجمعة نقلاً عن ثلاثة مسؤولين أميركيين ومسؤول بالكونغرس بأن الرئيس الأميركي جو بايدن أبلغ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن واشنطن ستزود كييف بصواريخ “أتاكمس” بعيدة المدى.
ودأبت كييف على طلب صواريخ “أتاكمس” من حكومة بايدن للمساعدة في مهاجمة خطوط الإمداد والقواعد الجوية وشبكات القطارات وتعطيلها في الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.
لكن البيت الأبيض لم يفصح عن أي قرار بخصوص صواريخ “أتاكمس” في زيارة زيلينسكي لواشنطن الخميس لإجراء محادثات مع بايدن، على الرغم من إعلانها تقديم حزمة مساعدة عسكرية لكييف بقيمة 325 مليون دولار.
ولم ترد وزارة الدفاع “البنتاغون” على طلب للتعليق. وكانت وكالة “رويترز” قد أفادت بأن حكومة بايدن تدرس شحن صواريخ “أتاكمس” إلى أوكرانيا، وهي صواريخ قادرة على التحليق لما يصل إلى 306 كيلومترات.
زيلينسكي يحشد الدعم لأوكرانيا
والتقى الرئيس الأوكراني أمس الجمعة رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو الذي تعهد بتقديم مساعدات إضافية لكييف، وذلك في محطة زيلينسكي الثالثة ضمن جولة تهدف إلى تعزيز الدعم الدولي لبلاده.
وتضم كندا ثاني أكبر جالية من الأوكرانيين وعبر زيلينسكي في خطاب أمام البرلمان، عن شكره للدعم المقدم لكييف منذ الهجوم الروسي لأوكرانيا المستمر منذ فبراير (شباط) 2022.
وقال “عندما ندعو العالم لدعمنا، فإن الأمر لا يتعلق فقط بنزاع عادي، بل يتعلق بإنقاذ حياة الملايين من الناس – خلاصنا بالمعنى الحرفي”.
وأضاف أن كندا “دائماً ما دافعت عن العدالة ولم يكن لدي أدنى شك في وقوفكم إلى جانب الحرية والعدالة عندما شنت روسيا حرباً شاملة ضد أوكرانيا”. وقال “شكراً لكم”.
وختم زيلينسكي كلمته بعبارة للسكان الأصليين أطلعته عليها الحاكمة العامة لكندا ماري سايمون، وترجمتها تقريباً “لا تستسلم، ابقَ قوياً رغم كل الصعاب”.
مساعدة إضافية
وتعهد ترودو مواصلة “دعم كندا الثابت” للدولة الموالية للغرب، وأعلن الجمعة عن مساعدة إضافية بقيمة 650 مليون دولار كندي على مدى ثلاث سنوات.
وتشمل المساعدات 50 آلية مدرعة وتدريب طيارين أوكرانيين على مقاتلات من طراز اف-16، تضاف إلى 6,6 مليار دولار أميركي (8,9 مليار دولار كندي) قدمتها أوتاوا.
وقال ترودو أمام البرلمان “التاريخ سيحكم علينا بناء على كيفية دفاعنا عن القيم الديمقراطية. وأوكرانيا على رأس الأولويات في هذا التحدي الكبير الذي نواجهه في القرن الحادي والعشرين”. وأضاف “سنكون معكم ومع جميع أبطال هذه المعركة الباسلة طالما لزم الأمر”.
ومن المقرر أن يتوجه زيلينسكي مع ترودو إلى تورونتو لعقد اجتماعات مع رجال أعمال وأعضاء من الجالية الأوكرانية الكندية.
تراجع الاهتمام بالقضية الأوكرانية
ومع تراجع الاهتمام بالقضية الأوكرانية في صفوف الحزب الجمهوري في واشنطن وعلامات التعب من هذه الحرب في أوروبا، قالت نائبة رئيس الوزراء الكندي كريستيا فريلاند إنها تشعر بالقلق بشأن متانة الدعم لكييف.
وقالت لإذاعة “سي بي سي” العامة الخميس “هل أنا قلقة بشأن ما إذا كان العالم وحلفاؤنا سيستمرون في تقديم الدعم الثابت؟ بالطبع أشعر بالقلق. لا بد من العمل بجد للحفاظ على هذا الدعم، والحفاظ على هذا التحالف”.
تخطّت قيمة المساعدات العسكرية الكندية لأوكرانيا حتى الآن 1.3 مليار دولار، بما في ذلك دبابات ليوبارد 2 وأنظمة دفاع جوي ومدفعية وأسلحة مضادة للدبابات وطائرات مسيّرة وغيرها من المعدات. كما درّبت أكثر من 36 ألف جندي أوكراني.
وقالت فريلاند “إذا استطعنا أن نلعب دوراً في تقوية الأعمدة الفقرية لبعض أصدقائنا وحلفائنا الآخرين، فسنكون سعداء للقيام بذلك أيضاً”.
رحلة زيلينسكي الثانية أصعب من الأولى
يوم الخميس، لمس زيلينسكي في الولايات المتحدة تراجعاً للدعم السياسي لمطالب بلاده إمدادها بمزيد من الأسلحة.
وقال بايدن لزيلينسكي في البيت الأبيض “نحن معك وسنبقى معك”.
وأشاد زيلينسكي بالتعهد بتقديم المزيد من الأسلحة الأميركية، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي والتسليم السريع للدبابات.
لكن خلف الشكليات من مصافحات وإبداء التضامن في المكتب البيضوي، تبيّن أن رحلة زيلينسكي الثانية إلى واشنطن في زمن الحرب كانت أصعب بكثير من الأولى.
وقد حظي باستقبال الأبطال عندما زار البلاد في ديسمبر (كانون الأول)، لكن هذه المرة بذل جهوداً مضنية في اجتماعاته المغلقة في الكونغرس الأميركي لمحاولة تخطي تململ الجمهوريين من الحرب ونفقاتها.
ويلوّح جمهوريون متشددون بعرقلة إقرار حزمة مساعدات جديدة بقيمة 24 مليار دولار لأوكرانيا طلبها الرئيس الديمقراطي، وقد باتت الحزمة عالقة في معركة مريرة حول الإنفاق قد تؤدي إلى إغلاق المؤسسات الحكومية الأميركية.
وحتى الآن، أقر الكونغرس مساعدات بقيمة مئة مليار دولار، بما في ذلك 43 مليار دولار للأسلحة.
“إهانة البولنديين”
طالب ماتيوش مورافيتسكي رئيس الوزراء البولندي، أمس الجمعة، زيلينسكي بعدم “إهانة” البولنديين مواصلاً لهجته الحادة تجاه كييف بعد أن سعى الرئيس البولندي إلى تهدئة خلاف محتدم حول واردات الحبوب.
وقررت بولندا الأسبوع الماضي تمديد حظر على واردات الحبوب الأوكرانية مما أثر على العلاقة بين كييف وجارتها التي يُنظر إليها على أنها من أقوى حلفائها منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير شباط العام الماضي.
وأغضب زيلينسكي الدول المجاورة لأوكرانيا حينما قال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك إن كييف تعمل على الحفاظ على الطرق البرية لتصدير الحبوب، لكنه أضاف أن “المسرح السياسي” لواردات الحبوب لا يساعد سوى موسكو.
وقال مورافيتسكي “أنا… أريد أن أخبر الرئيس زيلينسكي بألا يهين البولنديين مجدداً أبداً مثلما فعل في الآونة الأخيرة خلال خطابه في الأمم المتحدة”.
قتيل بضربة في وسط أوكرانيا
ميدانياً، قُتل شخص على الأقل وجرح 15 آخرون بينهم طفل أمسس الجمعة في ضربة روسية استهدفت مدينة كريمنتشوك في وسط أوكرانيا، وفق ما أعلن الحاكم الإقليمي على “تليغرام”.
وقال دميترو لونين حاكم منطقة بولتافا إن “العدو أطلق صواريخ على كريمنتشوك. أسقطت قوات الدفاع الجوي صاروخا. للأسف أصيبت بنى تحتية”.
وكان لونين قد أعلن في وقت سابق الجمعة أن روسيا قصفت بنى تحتية مدنية في المدينة بصواريخ. وقال “جميع الخدمات ذات الصلة تعمل”.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع قصفت القوات الروسية مصفاة لتكرير النفط في كريمنتشوك.
وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال الجمعة إن روسيا استأنفت حملة منظمة من الهجمات الجوية على بنى تحتية للطاقة، لكنه لفت إلى أن الدفاعات الجوية أكثر جهوزية للتصدي لذلك مقارنة بالعام السابق.
خلال شتاء العام الماضي شنت القوات الروسية هجمات متكررة على شبكة الطاقة الأوكرانية ما حرم ملايين الأشخاص من الكهرباء والتدفئة والماء لفترات مطولة.