في المقابل، خصوم حزب الله يتخوفون من احتمالات التصعيد الإسرائيلي، خصوصاً بعد موقف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال فيه، إن اسرائيل لن توقف العمليات ضد الحزب وإن تم الوصول الى وقف إطلاق النار في غزة.
كلام غالانت يعني أن هناك إرادة إسرائيلية لفصل ملف جبهة لبنان عن جبهة غزة، بخلاف ما يريده حزب الله، وهذا ما يدفع قوى المعارضة اللبنانية الى إبداء التخوف من انفلات الأمور، ليس فقط بسبب تصريحات المسؤولين الإسرائيليين، بل أيضاً بعد موقف الخارجية الإيرانية التي أكدت أنه في حال أقدمت إسرائيل على أي عملية عسكرية ضد حزب الله، فإن إيران ستدعم الحزب بقوة. ويقول مسؤولون في قوى المعارضة لـ «الجريدة»، إن إيران تتخوف من خطر جدي للتصعيد سيدفع ثمنه لبنان، ويضيف هؤلاء: «بالتأكيد إيران لن تتدخل في الحرب ولن تستدرج إليها، وهي تريد للحزب أن أن ينخرط بالقتال مباشرة مقابل أن تمده بالسلاح والمال، لكن الآثار السلبية لأي معركة أو مواجهة سيدفع ثمنها لبنان».
كما يعتبر المعارضون أن ما يجري هو أكبر دليل على أن ما يقوم به حزب الله هو جزء من صراع إقليمي تخوضه إيران وتم استدراج لبنان إليه.
في هذا السياق، تستعد قوى المعارضة، لا سيما النواب الذين يبلغ عددهم 31 الى إطلاق تحرك سياسي جديد بغية تكوين موقف واضح يضغطون به على الدولة اللبنانية والقوى السياسية الأخرى لأجل رفض الحرب ولأجل أن تتسلم الدولة دفة المفاوضات مع الدول الكبرى للوصول إلى تثبيت الإستقرار في الجنوب، وعدم توريط لبنان بأي حرب.
وفي هذا الشأن، تشير المعلومات إلى أن نواب المعارضة قد طلبوا مواعيد مع عدد من سفراء الدول الكبرى، كما أنهم سيعقدون لقاءً مع سفراء الدول الخمس في قصر الصنوبر «الخارجية اللبنانية» لشرح وجهة نظرهم رفضاً للحرب والتصعيد على أن يستكملوا تحركاتهم في سبيل تكوين رأي عام لبناني جامع مناهض للحرب ومطالب من القوى الدولية والعربية التعاطي مع الدولة اللبنانية لا مع حزب الله وحركة أمل في ملفات استراتيجية تخص سياسة لبنان الداخلية والخارجية.
جانب من التحركات التي يفكر بها أطراف المعارضة هي تطوير حراكهم السياسي أو باتجاه الدبلوماسيين الى تحركات شعبية تصب في خانة الضغط لرفض الحرب ولإعادة وضع إطار عام لكيفية الخروج من مواجهات الجنوب ومن الفراغ الرئاسي عبر وضع برنامج عمل أو مجموعة نقاط حول الثوابت التي يفترض الالتزام بها للخروج من الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس وإعادة تشكيل السلطة.