لم يلمس المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان إيف لودريان خلال محادثاته مع المسؤولين اللبنانيين على مدى ثلاثة أيام، ما يؤشر إلى أن الانفراجة الرئاسية باتت قريبة، بل أنه ووفق معلومات “السياسة”، رسم صورة غير إيجابية عن حصيلة هذه المحادثات، باعتبار أن كل فريق مازال متمسكاً بمواقفه، ولم يقدم تنازلات تساعد على تجاوز المأزق الرئاسي. وفيما تضاربت المعلومات بشأن ما إذا كانت باريس ما زالت على موقفها الداعم للمرشح سليمان فرنجية، أم تراجعت عن ذلك، إلا أنه ووفقا للمعلومات فأن لودريان سمع كلاماً صريحاً ومباشراً من القيادات المسيحية المعارضة التي التقاها، بأن بلاده سترتكب خطأ جسيماً إذا أصرت على فرنجية، وأنها قد تخسر صداقة المسيحيين التاريخية.
واستناداً إلى ما توافر من معلومات فإن المبعوث الفرنسي الذي سيحمل حصيلة لقاءاته مع المسؤولين والقيادات في لبنان، لوضعها على طاولة الرئيس ايمانويل ماكرون، من أجل تحديد طبيعة الخطوات اللاحقة، لم يخف أمام من التقاهم صعوبة المهمة الملقاة على عاتقه، كونه لم يلمس تغييراً في مواقف الأطراف المعنية من الاستحقاق الرئاسي، وإن كان أشار إلى أنه سيزور بيروت الشهر المقبل، لمتابعة الجهود الفرنسية الرامية لتقريب المسافات بشأن الملف الرئاسي. وأشارت المعلومات إلى أن لودريان الذي لم يشر إلى أن بلاده ما زالت متمسكة بفرنجية للرئاسة، كان واضحاً بالتأكيد، على أنه لا يمكن انتخاب أي رئيس إلا بالتوافق، وهذا ما يفرض على القيادات السياسية اللبنانية، أن تبادر إلى ردم الهوة بشأن هذا الملف، بما يمكنها من أن تلتقي على دعم شخصية توافقية، بإمكانها أن تخرج لبنان من الوضع المزري الذي يتخبط فيه على كافة الأصعدة .
وفي هذا الإطار، قال رئيس البرلمان نبيه بري إنه غير صحيح أن الموفد الفرنسي طوى صفحة المبادرة وتخطى سليمان فرنجية، واضاف في حديث لقناة “الجديد”، أن لودريان أعطى فرنجية اشارة لتمييزه عن غيره بدعوته الى مأدبة الغداء التي أقامها، مشيرا إلى انه أبلغ لورديان بأسباب تمسكه وحزب الله بفرنجية واهمها أنه صادق وصريح ويلتزم بكلامه.ورفض بري الانباء التي تتحدث عن عرقلة الولايات المتحدة للانتخابات الرئاسة، بالرغم من شعوره بانها تفضل قائد الجيش، قائلا انه سيتعاون مع أي رئيس منتخب.
في السياق راى النائب أشرف ريفي عقب لقائه رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع، أنّ
الفرنسي يحاول الخروج من المرشح الثنائي الذي سمّاه، خصوصًا أنّ المسيحيين يرفضون أن يكون مرشّح “حزب الله” مرشّحهم والأمر سيّان بالنسبة للسنّة الذين يرفضون السفير نواف سلام ، قائلا “أننا نوّد في خضم هذه العمليّة الانقاذية للوطن أن يمثلّنا رجال سياسة ودولة بكل ما للكلمة من معنى، باعتبار أنّ البلاد لم يعد لديها القدرة في تحمّل 6 سنوات إضافيّة من الأزمة التي تتخبط فيها الآن”.
في سياق أخر، أكدت مصادر غربية لـ”الحدث ـ العربية”، أن حزب الله يستغل بنى تحتية استخباراتية تابعة للجيش اللبناني لأهداف إرهابية، وجنّد عملاء له داخل المؤسسات الاستخباراتية اللبنانية الرسمية، وقالت المصادر، أن الحزب الله يستخدم البنى التحتية للجيش اللبناني بهدف الترويج لأهدافه العسكرية، ويستغل المساعدات الغربية للجيش”، مضيفة، أنه تسلل على مدار السنة الماضية لمعدات استخباراتية للجيش اللبناني، وكلّف أحد عملاءه ( ح. م.) بالوصول إلى رادارات
الجيش. مشيرة ، إلى أن “حزب الله” يستخدم رادارات مطار بيروت والبحرية اللبنانية من دون علم قيادة الجيش.
في المقابل ، اعتبر رئيس حركة “التغيير” ايلي محفوض، أن “المعلومات عن استخدام ميليشيا حزب الله لمنشآت الدولة اللبنانية أمر ليس بجديد فشبكة اتصالاتها تراقب كل شاردة وواردة وكاميراتهم المزروعة في محيط المطار مكنتهم من القيام بعمليات مراقبة وصول أي شخصية لبنانية أو أجنب