وشجب المطران الحاج بعد تقديم ادعاء بحقه من قبل “هيئة الأسرى والمحررين من السجون الاسرائيلية” بتهمة التعامل مع جيش الاحتلال الإسرائيلي “تعمّد جهات معروفة فبركة الأخبار الكاذبة والترويج لها”، مشدداً على “وجوب عدم الرضوخ لحملات التخوين والترهيب التي تطاله، والاستعاضة عنها بالعمل على ما يخدم الكنيسة والأبرشيّة والمسيحيين في الأراضي المقدسة”.
وأوضح “أن وجوده في الأراضي المقدسة بصفته يمثل الفاتيكان والكنيسة، المخولتين إبداء مشورتيهما بما يجب وما لا يجب عليه القيام به”، مشيراً “إلى حرية التصرف المطلقة التي يتمتع بها في ظل إطاعته تعاليم وإرشادات قداسة البابا فرنسيس وغبطة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي”.
ولقي الادعاء ردود فعل شاجبة من فاعليات مسيحية، واستنكر حزب “الوطنيين الأحرار” “الادعاء على المطرانين موسى الحاج وكميل سمعان بتهمة التواصل مع العدو”، وأكد في بيان “أن الكنيسة وأحبارها ليسوا بحاجة إلى شهادة في الوطنية من ميليشيا تغتال اللبنانيين وتجر إسرائيل لتدمير لبنان تبعاً لمصالح إيران، وبالتالي فلن يرضخوا إلى حملات التخوين والترهيب المشبوهة التي تحمل في طياتها رسائل موجهة إلى بكركي وسيدها”.
وذكّر الحزب بأن “كنيسة انطاكيا وسائر المشرق كانت في أساس نشأة الكيان اللبناني ومجده”، وأشار إلى أن “لا حاجة لها لطلب إذن من أحد لأداء رسالتها، أو لتبرير زياراتها الدائمة لرعاياها في أرض الميلاد وكنيسة القيامة، وإدارة شؤونها بحسب قوانين الكنيسة الشرقية المعمول بها”، معتبراً أنه “كان الأجدى بالغيارى على كرامة هذا الوطن وحريته، لو تقدموا بادعائهم ضد من باع ثروة لبنان البحرية للعدو”، مجدداً “رفضه لثقافة المداجاة والوقاحة التي يريد المدعون فرضها على اللبنانيين”.
وعلّق النائب السابق فارس سعيد على الادعاء بقوله “فيما ينتظر اللبنانيون حزب الله في الميدان مع عدوه إسرائيل، إذا به ينقلب على هذا الواقع ويدير بندقيته إلى الداخل اللبناني ويدّعي على مطرانين أحدهما لم يلتق الرئيس الإسرائيلي ويريد أن يلقّن دار الفتوى كيف تتعاطى مع مشايخها”. وختم “أكتشف يوماً بعد يوم قلة فهم حزب الله للواقع اللبناني، استمروا بالأخطاء وسيلحق بكم غضب لبنان”.
ورأى القائد السابق للقوات اللبنانية فؤاد أبو ناضر أنه “لم يعد ينقص اللبنانيين شرخ يضاف إلى عوامل الانقسام والتباعد بينهم، سوى تقديم ما يسمى بهيئة ممثّلي الأسرى والمحررين بإخبار ضد المطرانين”. وقال: “إذا صح مضمون الإخبار الذي هو من نسج الخيال، فهذا يعني أن الهيئة استقصت معلوماتها من العدو الإسرائيلي، وهي التي تكون على تواصل معه”.
وختم أبو ناضر: “كفى هراء في الوقت الذي يتعرض لبنان فيه لأخطر تهديد ويقف على مشارف حرب كبيرة لا يعرف أحد الدمار والخراب الذي ستلحقه بالبشر والحجر، هذه الأخبار المدسوسة والمفبركة، تقف وراءها جهات معلومة، ولما كانت هيئة الأسرى والمحررين بثّتها من دون إذن مرجعيتها”.
وتوجّه الناشط السياسي نوفل ضو إلى المطران الحاج بالقول “لست مضطراً للرد ولا للتوضيح ولا للتفسير.. أنت رئيس روحي ترعى أبناءك حيث وجدوا.. أنت في الأراضي المقدسة وحيث يجب أن تكون في رسالة تسمو على كل القوانين والأعراف والاعتبارات”. وختم “وجودك حيث أنت حرية وتحرر وكنيستنا ليست في حاجة لبراءة ذمة التافهين”.