تنتشر ظاهرة المسلسلات القصيرة طوال العام عبر المنصات والقنوات التلفزيونية المختلفة، ويبدو أن زحفها نحو الموسم الرمضاني وخريطة المسلسلات لم يعد مجرد موضة أو محاولات للظهور ضمن الموسم بشكل جديد لأسباب محددة، إذ تطور الأمر لتكون مسلسلات الـ15 حلقة الأكثر انتشاراً لدرجة قلصت حجم مسلسلات الـ30 يوماً بعد أن كانت الأولى تنافسها على استحياء.
موسم ساخن
في موسم دراما رمضان 2024 هناك مفاجآت عديدة أبرزها أن نجم كبير غائب منذ سنوات مثل يحيى الفخراني قرر تقديم عمل من 15 حلقة فقط، وهي المرة الأولى في تاريخه الرمضاني تقريباً، ويقدم الفخراني هذا العام مسلسل “عتبات البهجة” بمشاركة جومانا مراد، سيد رجب، سما إبراهيم، مايان السيد، جيهان الشماشرجي، دنيا ماهر، وحنان يوسف. وتدور الأحداث في إطار كوميدي اجتماعي حول الصراع بين الأجداد والأحفاد، والعمل مأخوذ عن رواية للكاتب إبراهيم عبدالمجيد، وكتب السيناريو والحوار مدحت العدل.
أما نيللي كريم، فتنافس في سياق الـ15 حلقة أيضاً بمسلسل كوميدي جديد عنوانه “فراولة”، ويدور في إطار كوميدي حول شخصية فراولة، وهي ابنة حارس عقار تحترف عمل فيديوهات عبر الإنترنت وتتحول إلى أحد المؤثرين، وتنجح في الصعود إلى طبقة أعلى بعد تحولها إلى سيدة أعمال ثرية إثر تغلبها على كثير من المواقف والصعاب.
يشارك في البطولة شيماء سيف، مصطفى خاطر، أحمد فهيم، علا رشدي، وجيلان علاء. والعمل من تأليف محمد سليمان عبدالمالك وإخراج مروان عبدالمنعم.
“نعمة الأفوكاتو”
وتعود الفنانة ياسمين صبري بعد غياب نحو ثلاث سنوات إلى الموسم الرمضاني 2024 بمسلسل يحمل اسم “رحيل”، وهي المرة الأولى التي تقدم مسلسلاً من 15 حلقة فقط بعد أكثر من تجربة في سياق الـ30 حلقة، مثل “فرصة تانية” و”طريقي” و”حكايتي”، ويشارك في المسلسل أحمد صيام، سما إبراهيم، حازم سمير، وغيرهم.
ولأول مرة أيضاً يخوض الفنان أكرم حسني المنافسة الرمضانية بمسلسل أقل من 30 حلقة، حيث شارك على مدار السنوات السابقة بمسلسلات طويلة مثل “ريح المدام” و”الوصية” و”مكتوب عليا”، ويشارك في موسم رمضان 2024 بمسلسل 15 حلقة هو “بابا جه”، الذي يشارك فيه البطولة نسرين أمين، سما إبراهيم، فريال يوسف، محمود البزاوي، ومحمد أوتاكا، وهو من تأليف وائل حمدي وإخراج خالد مرعي.
وينتمي مسلسل “نعمة الأفوكاتو” كذلك إلى دراما الـ15 حلقة، ويشارك في بطولته مي عمر، أحمد زاهر، كمال أبورية، أروى جودة، سلوى عثمان، وسامي مغاوري. من تأليف وإخراج محمد سامي.
سر إلهي
تشارك روجينا في سباق دراما رمضان ذي الـ15 حلقة بمسلسل “سر إلهي”، من بطولة أحمد مجدي، رنا رئيس، مي سليم، محمد ثروت، نهى عابدين، محمود الحديني، صلاح عبدالله، أحمد بدير، ميمي جمال، أحمد سلامة، محسن منصور، مي سليم، رشا مهدي، ومراد مكرم. والمسلسل من إخراج رؤوف عبدالعزيز.
ويشارك هشام ماجد بمسلسل 15 حلقة بعنوان “أشغال شاقة”، وهي المرة الأولى له أيضاً من حيث المشاركة بمسلسل قصير، ويلعب البطولة أمامه أسماء جلال، مصطفى غريب. من إخراج وتأليف خالد دياب.
بعد أن شارك ياسر جلال العام الماضي بمسلسل 15 حلقة هو “علاقة مشروعة”، يكرر التجربة هذا العام بمسلسل “جودر” الذي كان يحمل اسم “ألف ليلة وليلة”، ويضم العمل عدداً من النجوم مثل نور اللبنانية، ياسمين رئيس، تارا عماد، عمرو عبدالجليل. وهو من تأليف أنور عبدالمغيث، وإخراج إسلام خيري.
“بدون سابق إنذار “
بعد مشاركته منذ عامين بمسلسل 30 حلقة في رمضان هو “سوتس”، يشارك آسر ياسين لأول مرة بتجربة الـ15 حلقة في رمضان 2024 من خلال مسلسل “بدون سابق إنذار”، الذي يشارك في بطولته عائشة بن أحمد، أحمد خالد صالح، جهاد حسام، أحمد علي ماهر، ونهال عنبر، وهو من تأليف ألمى كفارنة وإخراج هاني خليفة، وتدور الأحداث في إطار تشويقي حول رجل متزوج تنقلب حياته هو وزوجته رأساً على عقب بعد أن ينجب مولوده الأول.
ويقدم شيكو وكريم محمود عبدالعزيز مسلسلاً قصيراً في رمضان بعنوان “خالد نور وولده نور خالد”، ويدور في إطار كوميدي حول الخلافات الزوجية، ويشارك في البطولة آية سماحة، دنيا ماهر، شريف رمزي، حمزة العيلي. وهو تأليف كريم سامي وأحمد عبدالوهاب، وإخراج محمد أمين.
وتحت عنوان “للأذكياء فقط” يشارك في السباق نفسه حمدي ميرغني، رنا رئيس، كريم عفيفي، بمسلسل 15 حلقة، ومن أبطال العمل محمود البزاوي، ريم سامي، والتأليف لورشة كتابة فيلمون صبحي، والإخراج لمحمد عبدالرحمن حماقي.
جريمة منتصف الليل
من المسلسلات التي ستشارك في رمضان بـ15 حلقة فقط “جريمة منتصف الليل”، من بطولة رانيا يوسف، أحمد عبدالعزيز، ميار الغيطي، وإلهام عبدالبديع. تأليف محمد الغيطي، وإخراج عصام شعبان. ومسلسل “أعلى نسبة مشاهدة” من بطولة سلمى أبوضيف، ليلى زاهر، فرح يوسف، هند عبدالحليم، سيناريو وحوار سمر طاهر، إخراج ياسمين أحمد كامل. وكذلك مسلسل “لحظة غضب” بطولة محمد شاهين، صبا مبارك، أسماء جلال، علي قاسم، وعايدة رياض. وهو من تأليف مريم نعوم، وإخراج كريم الشناوي.
وبمسلسل “صلة رحم” يشارك إياد نصار في السباق نفسه، من تأليف محمد هشام عبيه وإخراج تامر نادي. ومن أبطال العمل يسرا اللوزي، أسماء أبواليزيد، علي الطيب، عابد عناني، ودنيا ماهر.
وفي بطولة مشتركة يشارك بالسباق أحمد داش وعصام عمر من خلال مسلسل “مسار إجباري”، ويضم عدداً كبيراً من الفنانين، مثل رشدي الشامي، صابرين، بسمة، ومي الغيطي. من إخراج نادين خان.
وأخيراً تشارك الفنانة دينا الشربيني في السباق الرمضاني للسنة الثانية على التوالي بمسلسل “كامل العدد 2″، وهو 15 حلقة، وشاركت العام الماضي بالجزء الأول من المسلسل نفسه. ويشارك في العمل شريف سلامة، إسعاد يونس، آية سماحة، جيهان الشماشرجي، وهو من تأليف رنا أبوالريش ويسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوي.
أسباب الاجتياح
اجتياح المسلسلات القصيرة للموسم الرمضاني بعد سنوات طويلة لا كلمة تعلو فيها فوق كلمة المسلسلات ذات الـ30 حلقة، التي تملأ أيام وليالي الشهر الكريم حتى مطلع عيد الفطر، ظاهرة تفشت تدريجاً حتى باتت تسيطر على الوضع الدرامي العام خلال رمضان وخارجه، ولشدة سطوتها أثارت كثيراً من التساؤلات حول تطورها ومدى سرعتها في القضاء على المسلسلات الطويلة.
في تصريحات لـ”اندبندنت عربية”، قال الكاتب والشاعر مدحت العدل “منذ اختراع الدراما والفكرة والحكاية والمحتوى هم الذين يفرضون عدد الحلقات، لكن في بعض الأوقات فرضت بعض الشروط لمواكبة العصر فنشأ عدد معين من الحلقات ليملأ وقتاً لـ30 يوماً في رمضان، لكن مع تطور الزمن ووجود مساحة أكبر من التصرف نشأت أنماط أخرى مثل المسلسلات القصيرة سواء 15 حلقة أو أقل”.
وأضاف العدل، “القاعدة الصحيحة أن كل دراما تحتمل عدداً معيناً من الحلقات، وأي تحميل زائد مع عدم سماح الدراما بذلك شيء ضار جداً، وهناك موضوعات يمكن أن نقدمها في 60 حلقة إذا أمكن ذلك بسبب اتساع المساحة الدرامية وتنوع الشخصيات، فمثلاً مسلسل مثل “حارة اليهود” قدمته في 30 حلقة مع أنه يحتمل 60 وأكثر، ومسلسلات أخرى كان يمكن تقديمها في 15 حلقة أو ربما أقل، وكلما تناسب عدد الحلقات مع محتوى العمل ظهر في شكل أفضل وأكثر جاذبية في الإيقاع، وضمن متعة وجودة بدلاً من المط والتطويل واختلاق خطوط وشخصيات غير مؤثرة بصورة كبيرة من أجل تعبئة مسلسل طويل”.
رغبات النجوم
وأكد الناقد الفني أحمد سعد، أن سيطرة ظاهرة تقليص عدد الحلقات يعود لأسباب عدة مثل رغبة النجوم في تصوير وقت أقل وضمان إيقاع مشدود وعدم مط وحشو الأحداث، إضافة إلى مواكبة العصر حيث لم يعد الجمهور يميل لمتابعة 30 حلقة وقد ينصرف وسط أسابيع العرض، وهي نقطة مهمة أصبحت تؤرق النجوم على وجه الخصوص، فكل نجم يريد أن يقدم عملاً ويلمس رد الفعل في حلقات متلاحقة ومكثفة تنتهي سريعاً، ويركز فيها بصورة كبيرة بدلاً من إرهاق أشهر طويلة في تصوير أحداث غير مهمة ونتائجها ليست مضمونة أو مؤثرة، كما أن قلة وقت التصوير مهم جداً في توفير الطاقات الفنية والتمثيلية والإنتاجية لتنفيذ أعمال أخرى متنوعة وتحمل أفكاراً مختلفة ومغامرات قد تثري الممثل وتروق الجمهور وتوفر مبالغ طائلة للشركات المنتجة من أجل مشروعات فنية أخرى، وكل هذا يتيح الفرصة للتنوع والمغامرة وتقديم ممثلين آخرين وصناع فن ودراما جدد في وقت يحتاج الفن لكل دم جديد وفكر وخطط غير مألوفة.
وتابع سعد، “النجوم والمنتجون اضطروا أيضاً إلى تقليص عدد الحلقات لاستيعاب متطلبات وسائل العرض الإلكتروني والمنصات وشروطها وأحكامها وسرعة إيقاعها، لأنها خلقت أشكالاً درامية متباينة على مستوى الإخراج وعدد الحلقات التي وصلت في بعض الأعمال إلى حلقة واحدة مثلما حدث في (نمرة اتنين)”.
واختتم، “تحديد عدد الحلقات ثم ملء هذا العدد بالدراما اعتبره مثل التفكير بالمقلوب، وهو يجبرنا على قوالب لا تتماشى مع العصر في وقت يشهد المحتوى السينمائي والدرامي في العالم تطوراً كبيراً ولا مكان للجمود هناك، فلا بد من قبول التغيير الحتمي حتى لو وصل الأمر إلى عمل مسلسلات سبع حلقات لتعرض أربعة أعمال على مدار الشهر بدلاً من عمل واحد في 30 يوماً”.
