صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

اللبناني يحمل «دكتوراه في مواجهة الشدائد»: مناعة ونخوة… ومناكفات على مواقع التواصل

بقلم : جويل رياش - يتابع اللبنانيون تطورات الحرب في غزة «أول بأول». يعتمد قسم كبير منهم على خدمة «الخبر العاجل» عبر هاتفه الخليوي، ويبحث قسم آخر في مواقع التواصل الاجتماعي عن «آخر التطورات»، فيما يتسمر البعض أمام شاشات التلفزة، في ظاهرة كلاسيكية سبقت «عصر السوشال ميديا».

وبين غالبية داعمة للفلسطينيين في مواجهاتهم المفتوحة مع اسرائيل منذ 1948، وفئة أخرى تستظل بشعار «لبنان قضيتي» وترفض فتح جبهة الجنوب، تبلغ النقاشات حدا من المناكفات تصل الى الحروب الافتراضية. الا ان الثابت ان الجميع يتذكر الحروب الاسرائيلية الطويلة على «وطن الأرز»، وآخرها حرب يوليو 2006 التي شهدت تدمير مرافق حيوية مهمة. حتى ان اسرائيل نفسها اليوم «تتغنى» بقوة ضرباتها الجوية على قطاع غزة، مشددة عبر بياناتها العسكرية على ان القوة التدميرية في غزة بلغت في اول يومين الحجم الذي أصاب لبنان على مدى اكثر من 33 يوما.

المجتمع اللبناني بطبعه بات ملما بشؤون الحروب ومستلزماتها، نظرا الى حالة «عدم الاستقرار» التي لم تفارق البلد يوما. ولا يخفى على احد ان المجتمع اللبناني عايش اضطرابات عدة كانت ذروتها في الحرب الأهلية بين 13 أبريل 1975 و13 أكتوبر 1990، وما تلاها من حربين اسرائيليتين كبيرتين «عناقيد الغضب» في ابريل 1996، ويوليو 2006، ثم اعتداءات «فتح الإسلام» شمالا على الجيش اللبناني في 2007 وبعدها مجازر داعش في البقاع في 2014، واستهداف الأحياء المدنية في العاصمة ومحيطها بتفجيرات إرهابية. وقد اجاد في كل هذه المفاصل التعامل مع الأزمات سواء في الحروب او في أيام السلم. مزيج من المناعة و«النخوة» بين أبناء الشعب الواحد، ليس اقله اليوم إعلان الكثيرين عن فتح بيوتهم أمام نزوح محتمل لأهالي الجنوب والضاحية الجنوبية في حال حصول مواجهة مع إسرائيل. وقد شهدت مواقع التواصل الاجتماعي إطلاق شعارات وهاشتاغات عن توفير الملاذ الآمن لأبناء الوطن، في حال اضطرارهم مغادرة منازلهم جراء الخطر الأمني.

ويكاد الهم الرئيسي يبدأ اول في التعاطي مع تعطيل محتمل لحركة الملاحة في مطار بيروت الدولي. كثيرون بكروا في المغادرة الى بلدان إقامتهم في الخارج، وآخرون أرجأوا زيارات كانت مقررة الى وطنهم الأم، مع الإشارة الى انتهاء فترة الذروة لجهة حركة المغتربين في البلاد، مع نهاية فصل الصيف.

على صعيد متصل، وفي الأيام الأولى من الحرب في غزة، ومع حصول هجمات صاروخية من الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة والرد الاسرائيلي، شهدت محلات المواد الغذائية حملة تبضع واسعة من الأهالي لتخزين الأساسيات. كذلك عمد كثيرون الى ملء خزانات سياراتهم بالوقود يوميا تحسبا لنقص او تقنين قد يطرأ في هذه المادة الحيوية، الى وضع قوارير غاز احتياطية في المنازل.

وكذلك بادر البعض الى «الخطة ب»، لجهة تأمين مقرات محتملة في حال الاضطرار الى إخلاء أماكن سكنهم، وخصوصا الذين لا يملكون أماكن بديلة في مناطق جغرافية شمال العاصمة بيروت. وبدأت الأسئلة تكثر عن توافر أماكن لدى الأصدقاء والمعارف، وعن أسعار الإيجار التي بلغت أرقاما غير مسبوقة، كعرض منازل للإيجار في منطقة بحمدون مقابل متوسط سعر بلغ 800 دولار شهريا!

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ويقر كثيرون ان الأيام تبدلت كثيرا عن 2006 وخصوصا مع «تفريخ» بيوت الضيافة هنا وهناك، وبات البعض يرى في الأزمات مناسبة لتحقيق أرباح، ولو انه من الظلم تصنيف من يضعون منازلهم للإيجار في خانة «تجار الأزمات». ولا نسقط في المناسبة إعلان كثيرين من الأفراد فتح بيوتهم بالمجان، وذهاب البعض الى الوجدانيات بالإعلان عن فتح القلوب قبل البيوت.

في هذا الاطار، كان لافتا «فيديو قصير» لأطفال في الضاحية الجنوبية وضبوا ألعابهم القليلة «لأن ماما قالت ان اسرائيل قد تهاجمنا»، علما ان التوضيب جاء بغية الانتقال المحتمل الى قرية جبلية تتحدر منها الأسرة.

وبدا واضحا ايضا ان سكان المناطق ذات الاغلبية الشيعية وفي طليعتها الضاحية الجنوبية، يعمدون الى رفع مستوى الإجراءات الاحترازية وإعداد «خطط الطوارئ»، ذلك ان هذه المناطق مدرجة في رأس لائحة الأهداف العدوانية الإسرائيلية.

ولا يخفى على احد ان الأوراق النقدية من العملة الأجنبية لا زالت تشكل خط الدفاع الأول للعائلات اللبنانية في حال حدوث خطر أمني، «لأن توافر الأموال يفتح الطرق أمام حلول عدة»، بحسب كثيرين ممن باتوا يملكون خبرة وصلت الى حد «الدكتوراه في مواجهة الشدائد».

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading