عشرات الآلاف نزحوا من المناطق على جانبي الحدود بين إسرائيل ولبنان جراء مواجهات تل أبيب و”حزب الله”.
– وزير التعليم يقول إن بإمكان طلاب الشمال الدراسة في بقية أنحاء إسرائيل ويدعو إلى شن حرب على لبنان.
– غانتس: إلغاء العام الدراسي في الشمال يمثل فشلا ذريعا للحكومة ناجم عن فشل استراتيجي لرئيس الوزراء.
قررت إسرائيل، مساء الثلاثاء، إلغاء العام الدراسي المقبل في المناطق قرب الحدود مع لبنان، جراء المواجهات المتواصلة مع “حزب الله” منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وتتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها “حزب الله”، مع الجيش الإسرائيلي قصفا يوميا عبر “الخط الأزرق” الفاصل أسفر عن مئات بين قتيل وجريج معظمهم بالجانب اللبناني.
وترهن الفصائل وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرب تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر، ما خلّف كثر من 129 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وقال وزير التعليم الإسرائيلي يوآف كيش، عبر منصة “إكس”: “أعود الآن من اجتماع مهم مع رؤساء سلطات خط المواجهة في مجلس ماتيه آشر الإقليمي (يضم 32 مستوطنة) في شمالي البلاد”.
وتابع: تقرر أن العام الدراسي لن يبدأ هذا العام في الشمال، وسيكون بإمكان الطلاب من المجتمعات الشمالية الذهاب إلى المدارس في بقية أنحاء إسرائيل.
وجراء المواجهات بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي، نزح أكثر من 62 ألف إسرائيلي من المناطق الشمالية، فيما نزج ما يزيد عن 90 ألف لبناني من المناطق الحدودية، وفق إحصاء رسمي من الجانبين.
وسبق أن تعهدت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو ببدء العام الدراسي في الأول من سبتمبر/ أيلول المقبل بالمناطق القريبة من الحدود مع لبنان.
ومضى كيش قائلا إن قرار إلغاء العام الدراسي في الشمال “مؤسف وفُرض علينا”.
ودعا “رئيس الوزراء ورؤساء الأجهزة الأمنية إلى التحرك الآن وبقوة ضد لبنان”.
واعتبر أنه “لا مفر من اتخاذ قرار بشن حرب قوية على لبنان لاستعادة الهدوء والاستقرار لسكان الشمال ومن أجل مستقبل إسرائيل”.
وأواخر مايو/أيار الماضي، صادقت الحكومة على خطة لإعمار المستوطنات والبلدات التي تضررت في الشمال جراء الحرب، بقيمة 7 مليارات شيكل (1.9 مليار دولار).
وأوعزت الحكومة حينها إلى وزارة التعليم ببدء التحضير لافتتاح العام الدراسي المقبل.
وعلق الوزير السابق بمجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس على قرار إلغاء العام الدراسي في الشمال بقوله إنه “متوقع ومحبط”.
وأضاف غانتس، رئيس حزب “الوحدة الوطنية” المعارض: “هذا فشل ذريع للحكومة ناجم عن فشل استراتيجي لرئيس الوزراء الذي قادنا إلى هناك عن علم”.
وتابع: “قبل أشهر قلت لنتنياهو إن التحدي العملياتي الأكبر موجود في الشمال، وطالبت بنقل الموارد (العسكرية) إلى هناك والانتهاء بالتسوية أو التصعيد، لكنه لم يفعل ذلك وتردد”.
واعتبر غانتس، الذي انسحب من مجلس الحرب في 9 يونيو/حزيران الماضي إثر خلافات مع نتنياهو حول طريقة إدارة الحرب على غزة، أن “مَن يدفع الثمن في هذه الحالة هم الطلاب وآلاف العائلات والمجتمعات”.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو ووزير دفاعها يوآف غالانت، لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.