صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب القوات اللبنانية “موقف من موقف”
كعادته المكشوفة يُحوّل السيد غسان سعود القلم الصحفي الذي يتلطّى خلفه إلى منصّة لقلب الوقائع وضرب الحقائق، وهو الذي بات مرتبطًا بشكل وثيق بالتضليل والفبركة لصغائر سياسية لا تمتّ للمهنيّة بصلة.
ومن الأمثلة الفاقعة التي تُبيّن التضليل الممنهج الذي يُسوّق له سعود، ما أورده ضمن مقاله في جريدة “الاخبار”، الاثنين ١٩ شباط، تحت عنوان “زلّة لسان أم موقف عقلاني…”، حول قضية “النزوح السوري” أو ما باتَ يُعرف بالوجود السوري غير الشرعي في لبنان، حيث شوّه مواقف “القوات اللبنانية” بقوله “رغم مواقف القوات من النزوح السوري، لا تزال بالنسبة إلى الرأي العام ضد السوريين”.
– أوّلًا، لقد فضح سعود نفسه عندما اعترف أنّ الرأي العام يؤكّد أنّ “القوات” ضد الوجود السوري غير الشرعي في لبنان، لأنّه وببساطة، الشعب اللبناني ورغم كلّ التضليل الذي يمارسه محور سعود الممانِع، يُدرك تمامًا موقف كل الفرقاء، ويعلم جيّدًا مَن كان في السلطة عند بدء النزوح السوري ومَن رفض ضبط الحدود والانفلاش العشوائي.
– ثانيًا، منذ العام ٢٠١١ (بدء الحرب في سوريا) حتّى العام ٢٠١٤، كانت كل الحكومة تحت سيطرة فريق الممانعة وكانت “القوات” خارجها، فما هي القرارات التي اتخذها هذا الفريق لضبط النزوح ومعالجته؟
– ثالثًا، منذ العام ٢٠١٤ حتّى العام ٢٠١٦، كان يملك فريق الممانعة الأكثرية الوزارية ولم تكن “القوات” ممثّلة في الحكومة، فما هي القرارات التي اتخذها فريق سعود لمعالجة أزمة النزوح المتفاقمة؟
– رابعًا، أين كان تيار سعود السياسي من هذه الأزمة؟ وأين كانت إجراءاته التنفيذية للتصدي لها؟ لِمَ اكتفى تياره بالكلام والشعارات ورمي التهم على الآخرين، في حين كان يقبض على رئاسة الجمهورية والمجلس الأعلى للدفاع ويُسيطر مع حلفائه على كل الأجهزة والأكثريات التنفيذية والتشريعية؟
– خامسًا، عن أي مواقف يتحدّث سعود، وفريقه السياسي عمل ليل نهار لتبرير مشاركة “الحزب” بالحرب السورية والتي ساهمت في مفاقمة النزوح نحو لبنان. وأين هي مواقفه من قرار حليفه “النظام السوري” في تأجيج هذا النزوح لغايات ديمغرافية طائفية.
– سادسًا، مواقف “القوات” كانت واضحة منذ بدء النزوح السوري نحو لبنان، وقد أعلن الدكتور سمير جعجع في ٣٠ تموز ٢٠١٣ خلال لقائه السفيرة ايخهورست عن عدم قدرة لبنان على تحمّل عبء النازحين وضرورة إقامة مناطق آمنة داخل الحدود السورية بحماية دولية، كما أكّد في ٥ تشرين الثاني من العام نفسه، لدى استقباله السفير هيل على ضرورة اعتماد الحلّ نفسه، لكن فريق سعود السياسي رفض وأصرّ على دخولهم وانتشارهم العشوائي إلى لبنان، رابطًا الحل بتعويم الأسد سياسيًّا.
– سابعاً، من مواقف “القوات” العملية، تقديم وزير الشؤون الاجتماعية، آنذاك، ريشار قيومجيان مبادرة حلّ لاعادة النازحين السوريين في ٢ آذار ٢٠١٩، كما مطالبة الدكتور جعجع عشيّة مشاركة آلاف النازحين السوريين في لبنان في الانتخابات الرئاسية السورية في الحازمية في ١٩ أيار ٢٠٢١، من رئيسيّ الجمهورية والحكومة إعطاء التعليمات للوزارات المعنيّة من أجل الحصول على لوائح كاملة بأسماء المقترعين والطلب منهم مغادرة لبنان ونزع صفة النزوح عنهم، وفي ٢١ تموز ٢٠٢٢، تقدّم النائب فادي كرم باقتراح قانون معجّل مكرّر يرمي إلى منع أيّ شكل من أشكال الدمج أو الاندماج الظاهر أو المقنّع للنازحين السوريين في لبنان.
أخيرًا، إنّ الشعب اللبناني بات يُدرك تمامًا بأنّ المحور الممانِع بأذرعه العسكرية والسياسية والاعلامية، ليس سوى مصدرًا للأكاذيب التاريخية والشعارات الفارغة والانتصارات الوهمية، وما يشهده لبنان اليوم أكبر دليل على أنّ ما سوّقه سعود بحقّ “القوات” ورئيسها هو “حرتقة صفراء ساقطة” في قاموس مشبّع بثقافة الخداع والموت.