وسط ضغوط دولية لإنهاء الفراغ الرئاسي المتواصل في لبنان منذ انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون في عام 2022، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري اليوم، إلى عقد جلسة عامة لمجلس النواب صباح غد الخميس لانتخاب رئيس للجمهورية، لكن الغموض لا يزال سيد الموقف، وسط استمرار رفض بري ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، ترشيح قائد الجيش جوزيف عون، الذي يعتبر مرشحاً مقبولاً دولياً وإقليمياً، وعدم قدرة المعارضة على الاتفاق على مرشح واحد.
وقال رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع، في بيان، اليوم، إن «جماعة الممانعة مع التيار الوطني الحر، يرفضون العماد عون في رئاسة الجمهوريّة، بالتّالي أسقطوا ترشيحه تلقائياً، لأنّهم مع بعضهم بعضاً يستطيعون جمع ثلث معطل يقطع الطريق على ترشيحه»، نافياً تقارير وتلميحات إعلامية عن رفض «القوات» ترشيحه.
وأضاف جعجع، الذي يملك كتلة نيابية تعتبر الأكبر في البرلمان: «إذا بدّل فريق الممانعة رأيه وبشكل علني وواضح بإعلانه رسمياً ترشيح العماد جوزف عون، فنحن مستعدّون للنّظر بإمعان في هذا الأمر».
وكان «حزب الله» قال قبل أيام إن ليس لديه «فيتو» على عون بعد أن شن مؤيدو الحزب حملات لاذعة ضد قائد الجيش خلال الحرب مع إسرائيل، لكن بري وباسيل لا يزالان يعارضان ترشيحه رغم مساعٍ وضغوط دولية بذلت لاقناعهما بالقبول.
إلى ذلك، قالت قناة «الجديد» اللبنانية، إنّ الموفد الأميركي آموس هوكشتاين شدد اليوم، خلال فطور جمع نواباً من مختلف الكتل في دارة النائب فؤاد مخزومي على «ضرورة التزام لبنان وضمناً أي رئيس مقبل، باتفاق الطائف والاتفاقيات والإصلاحات الضرورية». وقال «نحن أمام فرصة ذهبية»، وسمّى قائد الجيش كأحد المرشحين المدعومين لرئاسة الجمهورية، لكنه قال إنه ليس الوحيد».
وتحدث بعد ذلك موقع «النشرة» عن اتصالات محلية ودولية تشمل هوكشتاين للتوصل إلى توافق حول «مرشّح توافقي» وسط استمرار رفض بري لعون، متوقعاً أن الساعات المقبلة «ستشهد ولادة اتفاق حول مرشّح تسوية يجري انتخابه في المجلس النيابي».
في المقابل، أشار النائب إلياس جرادة، المحسوب على المعارضة إلى وجود 3 مرشحين هم قائد الجيش والوزير السابق زياد بارود ونعمة افرام. وأضاف: «سنصوت في الدورة الأولى لمرشحنا زياد بارود، وفي الدورة الثانية نبني على الشيء مقتضاه، وقائد الجيش هو أحد الأسماء المقترحة من قبلنا ولا مشكلة مع وصوله».
إلى ذلك، أكد وزير الخارجية والهجرة المصري بدر عبدالعاطي، أن بلاده ستواصل تقديم كل أشكال الدعم للبنان في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها. جاء ذلك في اتصال هاتفي تلقاه عبدالعاطي من جان إيف لودريان، مبعوث الرئيس الفرنسي الخاص للبنان، وفق بيان للخارجية المصرية اليوم. وطبقاً للبيان، تناول الاتصال التطورات التي يشهدها لبنان، على ضوء قرب انعقاد جلسة البرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد.
وتناول الاتصال ملف الاستحقاق الرئاسي في لبنان، حيث شدد الوزير عبدالعاطي على ضرورة التوصل لتوافق لبناني بملكية وطنية خالصة لإنهاء الفراغ الرئاسي في لبنان ودون إملاءات خارجية، مشدداً على أهمية العمل على تمكين المؤسسات الوطنية اللبنانية.
إلى ذلك، أعلنت السفارة الأميركية، في بيان، أنّ رئيس لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، قام برفقة الجنرال الفرنسي غيوم بونشان بزيارة إلى مقر اللواء الخامس للجيش اللبناني في القطاع الغربي لجنوب لبنان، غداة انسحاب القوات الإسرائيلية من بلدة الناقورة الساحلية وتسليمها إلى الجيش اللبناني.
وكشفت السفارة أنّه «كجزء من عملية الانتقال التي أتاحت تنفيذها اللجنة، قام الجيش اللبناني بنشر قواته في المنطقة على الفور من أجل تطهير الطرق وإزالة الذخائر غير المصرح بها وتوفير الأمن للشعب اللبناني».
في السياق، أشاد الجنرال جيفرز بعمل الجيش اللبناني، قائلاً: «إن الجيش اللبناني هو المؤسسة الشرعية التي توفر الأمن للبنان وهو يستمر في الإثبات لي ولبقية أعضاء اللجنة أن لديه القدرة والنية والقيادة لتأمين لبنان والدفاع عنه. فهو تصرف بحزم وسرعة وبخبرة واضحة».
في سياق متصل، أفادت وثيقة اطلعت عليها «رويترز» بأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستحول 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية المخصصة لمصر إلى لبنان الذي يواجه تهديدات من حزب الله وغيره من الأطراف الفاعلة غير الحكومية وينفذ وقفاً لإطلاق النار مع إسرائيل.
وجاء في إخطار وزارة الخارجية للكونغرس، أمس ، بشأن التحويل المخطط له أن القوات المسلحة اللبنانية «شريك رئيسي» في دعم اتفاق 27 نوفمبر 2024 بين إسرائيل ولبنان لوقف الأعمال القتالية ومنع حزب الله من تهديد إسرائيل.
تشير وثيقة وزارة الخارجية إلى أن الأموال ستكون متاحة لإضفاء الطابع المهني على القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز أمن الحدود ومكافحة الإرهاب والوفاء بالمتطلبات الأمنية الناجمة عن تغير السلطة في سورية.
وجاء في الإخطار «تظل الولايات المتحدة الشريك الأمني المفضل للبنان، والدعم الأميركي للقوات المسلحة اللبنانية يساعد على نحو مباشر في تأمين لبنان ومنطقة بلاد الشام على نطاق أوسع».
كما أن تعزيز الجيش اللبناني قد يساعد في ضمان عدم تعطيل جماعة حزب الله الشيعية المدعومة من إيران الانتقال في سورية. وسبق أن لعبت طهران دوراً رئيسياً في دعم الأسد خلال الحرب الأهلية السورية.
وبموجب القانون الأميركي، لدى الكونغرس 15 يوماً للاعتراض على معاودة تخصيص المساعدات العسكرية، لكن معاوناً بالكونغرس مطلعاً على العملية توقع أن يرحب المشرعون بتحويل الإدارة للأموال إلى لبنان.
وقال المعاون لـ»رويترز»، طالباً عدم الكشف عن هويته ليتسنى له التحدث بحرية، «الأمر ببساطة هو أن هذا التمويل الذي لم تستحقه مصر حقاً ولا تحتاجه بالفعل، دعونا نعاود تخصيصه ونضعه في مكان أفضل».