أمّا جريدة “لا كروا” الفرنسيّة فقد لفتت في عددها الصادر اليوم، إلى أنّ أكثر من 100 صحافيّ يعملون على توفير معلومات دقيقة وجيّدة تمّ التحقّق منها، مع الإشارة إلى أنّ أحد المعدّين الرئيسيّين للدراسة فيليبوس ويستر صرّح لوكالة “فرانس برس” أنّ سرعة ذوبان هذه الأنهر غير متوقّعة ومقلقة للغاية…”
أنهر العالم
في المقابل، أعلنت إيزابيلا كوزيل، نائبة رئيس ICIMOD “أنّ مليار شخص في آسيا يعتمد على مياه الأنهر الجليديّة والثلوج،” مشيراً الى أنّه لا يمكن تصوّر عواقب فقدان هذا الغلاف الجليديّ في المنطقة المتجمّدة…”
أمّا جريدة “لوموند” فسلّطت الضوء على واقع هذه التغيّرات “غير المسبوقة”، التي تهدّد مليارَي شخص، وتؤدّي إلى تفاقم انخفاض الأنواع.”
استند التقرير أيضاً إلى الاستنتاجات المقلقة للغاية لدراسة علميّة واسعة، نشرها المركز الدوليّ للتنمية المتكاملة للجبال، Icimod، وقد نقلنا قسماً منها كما تناولته جريدة “لا كروا” الفرنسيّة.
في ما خصّ هذا القسم، فقد ذكر التقرير أنّ منطقة هندوكوش الجبليّة في جبال الهيمالايا (HKH) تغطّي أكثر من 4.2 ملايين كيلومتر مربّع من أفغانستان إلى بورما، متوقّفة عند وصف العلماء لها بأنّها “القطب الثالث” بسبب احتياطاتها الجليديّة العملاقة.”
وكشف التقرير أنّها موطن لأعلى القمم في العالم، مثل إيفرست، وتغذّي اثني عشر نهراً رئيسيّاً من ستّ عشرة دولة آسيوية، من نهر الغانج إلى نهر الميكونغ عبر نهر السند أو النهر الأصفر، والتي توجد على طولها أحواض سكّانيّة ضخمة…”
وذكرت الصحيفة أنّ الدراسة، التي كتبها خمسة وثلاثون عالماً من اثنتي عشرة دولة، ركّزت على الاضطرابات السريعة للغاية، التي يمرّ فيها الغلاف الجليديّ لهذه المنطقة – مثل بقيّة العالم، مشيرة إلى أنّه من المرجّح أن تفقد الأنهار الجليديّة ما بين 55 إلى 75 في المئة من حجمها الحاليّ في عام 2100 مقارنة بالعام 2015، إذا ظلّ الكوكب على نمط مسار انبعاثات الغازات الدفيئة نفسه، الذي يقودنا إلى الاحترار العالميّ بما يقارب الـ 3 درجات مئويّة.”
ولم تخفِ الجريدة أنّه على مستوى حرارة 4 درجات مئوية يمكن أن يختفي 80 في المئة من “العمالقة البيضاء”، مشيراً إلى أنّه يتمّ تقليص النسبة إلى ما بين 30 حتّى 50 في المئة إذا كان الارتفاع في مقياس الحرارة يقتصر على ما بين +1.5 و +2 درجة مئوية، أي تلك التي تراعي أهداف اتفاقيّة باريس للمناخ.”
50 في المئة
خلصت الصحيفة مستندة إلى التقرير أنّه يرسم صورة أكثر جدّية قليلاً من التقويم، الذي أجراه Icimod في العام 2019، ومن البيانات الواردة في أحدث تقرير للفريق الحكوميّ الدوليّ المعنيّ بتغيّر المناخ، مشيرة إلى أنّ الدراسة الجديدة تقيس تسارعاً في فقدان الجليد في الكتلة الصخريّة، في نسبة 65 في المئة خلال العقد الماضي مقارنة بالعقد السابق، حيث لوحظت أشدّ حالات الذوبان شرق جبال الهيمالايا الهندوسيّة كوش، خاصّة في جنوب شرق التيبت، غرب جبال الهيمالايا، حيث تظهر منطقة كاراكورام، التي كان يعتقد أنّها نجت من توازنات كتلة سلبيّة، مع ما رافق ذلك من ذوبان يتجاوز مدخلات الثلوج، ليتبيّن أنّ منطقة كونلون الغربيّة ما زالت تحافظ فقط على ميزانية عموميّة متوازنة نسبيّاً.”