«يربح الحرب من يعرف كيف يديرها»، هذا القول المأثور يطرح استطرادا السؤال حول ما إذا دخل لبنان الحرب، فمن يدير المعركة بمختلف وجوهها العسكرية والسياسية والاقتصادية والإنسانية؟ وإذا ذهبنا الى مفاوضات من سيفاوض باسم لبنان؟
الجواب عند نائب البقاع د.غسان سكاف، الذي يدعو لتجاوز كافة المحاذير وصولا الى انتخاب رئيس للجمهورية الآن وعلى «الحامي»، كما قال لـ «صوت لبنان»، مادام تعذر انتخابه على «البارد» طوال فترة الشغور الرئاسي التي قاربت السنة، ارتباطا بنهاية ولاية الرئيس ميشال عون، حيث تتحضر «المعارضة» للاحتفال بهذه «الذكرى المجيدة»، كما وصفتها صحيفة «النهار» البيروتية.
إدارة المعركة في حال استدراج لبنان الى الحرب هي هاجس كبار مسؤوليه، فالدولة معطلة بحالتها الحاضرة: حكومة تصريف أعمال منقسمة على نفسها ومؤسسات رسمية فككتها الانقسامات السياسية والحزبية، وجيش هو بمنزلة عمود الخيمة الوطنية، قارب قائده العماد جوزاف عون سن التقاعد بعد شهرين، وما من رئيس للأركان يسد غيبته، وما من قيادات سياسية وحزبية تعين حكومة تصريف الأعمال على تمديد خدمة قائد الجيش، أو تعيين رئيس جديد للأركان لاعتبارات مصلحية ضيقة.
ويبدو أن هذه الهواجس فرضت نفسها على المسؤولين فتحرك ««حزب الله» باتجاه رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل الذي يقاطع وزراء تياره جلسات مجلس الوزراء، وبادر الأخير إلى القيام بجولة، أمس، شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، حيث أبلغهم استعداد وزراء تياره لحضور جلسة لمجلس الوزراء يمدد فيها لقائد الجيش العماد جوزاف عون ويعين رئيسا للأركان في الوقت نفسه، استعدادا لمواجهة الظروف الاستثنائية الراهنة. ويذكر أن رئيس المجلس نبيه بري التقى قائد الجيش أيضا.
من جهته، تلقى ميقاتي أمس، اتصالين من الأمين العام للجامعة العربية أحمد ابوالغيط، ومن وزير الخارجية المصري سامح شكري.
وحذر في تصريحات صحافية، من أن حصول المزيد من التصعيد سيؤدي إلى فوضى أمنية تشمل لبنان وكل المنطقة، داعيا إلى الإسراع في وقف إطلاق النار.
وشدد على «ضرورة تجنيب لبنان الانجرار إلى الحرب.. لأننا في سباق حقيقي بينه وبين التصعيد».
واعتبر أنه «رغم ما يجري جنوبا فإن الأمور تحت السيطرة ومن ضمن شروط اللعبة، ولكن ما يخيف الجميع هو قدرة الأطراف المعنية على قلب الطاولة لأسباب أو اعتبارات مختلفة».
غير أن الغموض المحيط بموقف إيران وبالتالي «حزب الله» من التدمير الإسرائيلي الممنهج لقطاع غزة ومع دائرة الشكوك وإساءة الظن بين «حماس» و«حزب الله»، حيث تشهد مواقع التواصل الاجتماعي تهجمات وانتقادات للحزب وإيران، وآخرها ما صدر على لسان خالد مشعل شخصيا من تهكم وتعبير عن الاستياء.
رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد رد، امس، على مشعل، دون ان يسميه، وقال، في تأبين احد شهداء الحزب: «نحن لم نقصر، ولن نقصر، والخبير يعرف أهمية ما نفعل ولسنا معنيين بثرثرات المثرثرين هنا وهناك».
ميدانيا، مازال حزب الله محافظا على «قواعد الاشتباك» من حيث الرد على القصف بقصف مقابل وغزارة نيران مماثلة، وضمن مساحات متقاربة من الحدود وبصرف النظر عن الخسائر.
وقال جيش الاحتلال إنه أطلق صاروخا لاعتراض «هدف جوي مشبوه» عبر الحدود قادما من لبنان، وإن صفارات الإنذار دوت في مناطق على الحدود كإجراء احترازي.
وقبل ذلك، قال الجيش إن طائراته قصفت خليتين تابعتين لحزب الله في لبنان كانتا تخططان لإطلاق صواريخ مضادة للدبابات وقذائف باتجاه إسرائيل. وأفاد الجيش أيضا بأنه قصف أهدافا أخرى لحزب الله منها مجمع ونقطة مراقبة.
أما الحزب فقال إن أحد مقاتليه لقي حتفه دون إعطاء تفاصيل.
ومع تصاعد عمليات النزوح جنوبا، أعلنت الأمم المتحدة انها أحصت أكثر من 19 ألف نازح في جنوب لبنان جراء التصعيد. وأوردت في تقرير أن «ارتفاع الحوادث عبر الحدود بين إسرائيل ولبنان» أدى إلى نزوح 19.646 شخصا «ضمن الجنوب وفي مناطق أخرى في البلاد».