نضالنا الفكري الأصيل المبني على قواعد الديمقراطية والعلم السياسي، إمّا أن يكون بتول الفكر والعمل، وإما أن لا يكون وها هو بشهادة الرأي العام اللبناني الحر وما تبقّى من مجتمع دولي شاهدين على هذه الحرية الفكرية، ووقفتنا في وجه الفساد الأخلاقي والسياسي القائم في البلاد لخير دليل على حُسْنِ تحركاتنا. نحن أحرار الفكر، إذن نحن أبناء الحرية وسنُعيد للوطن رونقه وازدهاره، ونحن متواجدون في داخل لبنان وعواصم القرار لأننا أحرار وشرفاء لا نبيع ولا نُرتهنْ… هذا هو نضالنا الفكري في الأصل والمبدأ وفي التحديد العلمي للعمل السياسي المُجرّد من أي مصالح شخصية أو مصالح خارجية.
الحرية يا ساسة ويا رجال الدين لها جذور وأصول وأبعاد، وهي غير أفعالكم النتنة التي باعتْ وزوّرتْ وفسدتْ الوطن وهي غير أطماعكم الشخصية التي أحدثتْ فراغاً في كل مؤسساتنا بدءاً من رئاسة الجمهورية إلى أصغر موظف في جمهوريتنا المنهارة، من هنا فكرة «نضالنا البتول»، إنه النضال الذي يحمي الوطن والشعب والمؤسسات الرسمية المدنية والعسكرية، نضالنا لا يقبل تجزئة الوطن، نضالنا لا يقبل التوطين المقنّع، نضالنا لا يقبل فصل رمزية جبل لبنان بقوانين موتورة من أصحاب مصالح، نضالنا لا يقبل «البرطيل»، نضالنا لا يقبل المساومة على الكرامات، نضالنا لا يقبل الرشوة ومن أي جهة أتتْ، نضالنا لا يقبل أفكار تسويق المكائد على ما هو قائم اليوم.
نضالنا الفكري – السياسي هو إمتداد لتخصيب الحياة السياسية القائمة على الديمقراطية لا على تزوير الحقائق كما حصل في الدورتين الإنتخابيتين اللتين أفرزتا مجلساً مسخاً: يبيع – يرهن – يُساوم – يُساير – يُقايض. نضالنا الفكري يتفاعل ويتشارك ولا يعيش حالات التفرُّد والذل والقمع وإسكات الآخر، ولا ينفصل في الزمان والمكان لأنّ الإستثناء الفكري هو نذير بتصفية حقوق الدستور وأحكامه.
نضالنا الفكري في مركز الأبحاث PEAC وأغلب مراكز الأبحاث في لبنان والعالمين العربي والغربي له شرط الحريتين السياسية والعسكرية (أي الأمنية)، وهذا النضال الفكري البتول القائم على الدستور وشرعة حقوق الإنسان والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية لأنه نضالاً كلياً يحصر السلطات الحرّة فيه، وبها يستأثر، ولا بُدّ أن تمتّد مفاعيله إلى كل قطاعات الجمهورية اللبنانية. نضالنا يرفض العدوان على الديمقراطية السياسية – الأمنية – الاقتصادية – المالية – الإجتماعية وبصريح العبارة يرفض تصفية الديمقراطية وإستباحة السيادة الوطنية، ولا يقبل نظام الميليشيات وسلطة الأمر الواقع.
من هنا إصرارنا نضالنا لا يُهاودْ من أجل ثلاث مجتمعة لا تُفرّق: الأولى – الحرية السياسية، الثانية – الحريات الأمنية، الثالثة – الحرية الإجتماعية. ومهما تكنْ الظروف صعبة وقاسية، إنّ نضالنا تتغلّبْ عليه مشيئة الحقيقة والمصداقية، والأسباب الموجبة لإستعادة الجمهورية من كنف خاطفيها، ونضالنا يسعى إلى إحترام المؤسسات وحقوق المواطنين، نضالنا يرفض نظام الجور والطغيان، وبإسم الحرية ندعو جميع الشرفاء إلى مقاومة الظلم والإنتفاض عليه.
نضالنا إختار الفعل والعمل الحر وعنوانه الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء، نضالنا إختار حرية وسيادة لبنان وسنحميهما من المشعوذين والدجّالين ومن الغاصبين ومُشوّهي الديمقراطية، نضالنا فكر ونهج وسبيله حرية الإنسان والجمهورية.