بتزايد الطلب على الطاقة البديلة في لبنان، في ظل استمرار أزمة الكهرباء بالبلاد وارتفاع أسعار اشتراكات المولدات الخاصة.
في هذا الإطار، يتوجه الكثير من اللبنانيين إلى طرابلس للحصول على اشتراكات تعمل بالطاقة الشمسية باعتبارها حلًا بديلًا للمولدات الخاصة وكهرباء الدولة.
ويتميّز المشروع بتكلفة أقل وساعات أكثر من التغذية الكهربائية.
“الاشتراك” بالطاقة الشمسية
فيتواصل العمل في عاصمة الشمال اللبناني ليلًا ونهارًا في المشروع الذي يعد الأول من نوعه في البلاد، والذي أبصر النور في أعقاب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد وأطاحت بساعات كهرباء الدولة، وفي ظل أزمة الرسوم المرتفعة لاشتراك المولدات الخاصة التي تعمل بمادة المازوت.
ويكشف صاحب شركة “إينرجيكا” عمر الزعبي لـ”العربي” أن عدد المستفيدين من المشروع حاليًا يعادل 120 وحدة سكنية في طرابلس، فيما يوجد على لائحة الانتظار ما يفوق الـ600 مشترك.
ويردف: “هناك أحياء وشوارع ومبانٍ سكنية بأكملها تطالبنا بإلحاح شملهم في مشروعنا”.
ويؤمن نظام الاشتراك بالطاقة الشمسية الكهرباء للمشتركين على مدار الساعة وبأسعار منخفضة مقارنة بقيمة الاشتراك بالمولدات التقليدية، وبمعدل نصف دولار للميغاوات، وهو ما لاقى استحسان السكان.
ويعلق أحد المواطنين قائلًا: إن الاشتراك بهذا المشروع “كان حلمًا وتحقق”، فاليوم لا تتجاوز فاتورة الكهرباء الـ30 دولارًا بعدما كانت أضعاف ذلك.
كما يوفّر مشروع الاشتراكات في كهرباء الطاقة الشمسية مزايا أخرى بحسب السكان هناك، فهو يخفض نسبة التلوث المنبعث من المولدات في لبنان، ويطرح تساؤلات عن جدوى بقائها في ظل توفر الطاقة البديلة.
هل الطاقة البديلة كافية لوحدها؟
متابعةً لهذا الملف، يلفت الباحث المتخصص في مجال البيئة والطاقة عدي فواز الربعي، إلى أنه على مستوى الدول يصعب تحديد مدى إمكانية مصدر وحيد للطاقة تغطية كل الاحتياجات الكهربائية.
ويرى الربعي أن الحل الواقعي هو وجود مزيج لأنواع مختلفة من مصادر الطاقة المتجددة، لاستبدال الوقود الأحفوري بالطاقة المتجددة كليًا.
أما على مستوى الأفراد، فيوضح الباحث المتخصص في مجال البيئة والطاقة في حديث مع “العربي” أن العملية أقل تعقيدًا، إذ باستطاعة الفرد العادي على سبيل المثال تركيب الألواح الشمسية في عملية تعتبر سهلة نسبيًا، منبهًا في هذا الصدد من أن إنتاج الطاقة الشمسية يتباين بحسب الكثافة الضوئية للمنطقة.