اظهر الغياب الحكومي عن معرفة الدوافع التي املت على الدول الخليجية الطلب من رعاياها مغادرة لبنان على وجه السرعة وعجزها عن معالجة هذا الموضوع الشائك الذي ألحق الضرر الكبير بمصالح البلاد الاقتصادية والسياحية مدى الحاجة الى حكومة مكتملة الشرعية والمواصفات لتتحمل المسؤولية في ظل هذه الازمة المستفحلة التي تعصف بالبلاد منذ بداية الشغور الرئاسي وحتى ما قبله. مواقف وزراء الدهشة المصابين دائما بالاستغراب والمفاجآت لم تكن كافية لتبديد سبل التساؤلات والشكوك التي اثارتها تحذيرات دول مجلس التعاون الخليجي جميعا وبنبرة موحدة اجماعية الى رعاياها في لبنان لتجنب مناطق الاهتزازات الامنية او لمغادرة لبنان على وجه السرعة. هي تحذيرات رسمت معالم مناخ مشدود بين المعطيات والنظرة التى تملكها دول الخليج حيال واقع الساحة اللبنانية وسقوط الثقة بالسلطة اللبنانية سقوطا حاسما بدليل ان الدول الخليجية كما المانيا لم تتريث في اطلاق التحذيرات بعد مراجعة الحكومة والسلطات فسارعت اليها على نحو انكشفت معه السلطة والحكومة اذ اصابتها المفاجاة اسوة برعاياها اللبنانيين ايضا.
اما الاخطر في دلالات سلسلة التحذيرات المتعاقبة فهي انها افتقرت الى التوضيحات الابعد من التوجيهات الروتينية الى الرعايا، اذ ان السلطة اللبنانية لم تكلف نفسها عناء الشرح وتقديم الايضاحات حيال تطور ينذر اقله بتعكير الموسم السياحي الناشط في عز نشاطه سيما وانها كانت اوعزت مسبقا الى رعاياها بعدم التوجه كالمعتاد للسياحة والاصطياف في لبنان.
عضو تكتل لبنان القوي النائب اسعد درغام يستغرب عبر “المركزية” الخفة التي تتعاطى فيها الحكومة مع تدبير شؤون البلاد، معتبرا ان ما تتخذه من مواقف وقرارات لا يرقى الى مستوى التحديات التي تشهدها البلاد. تواصلنا مع مختلف الافرقاء لضرورة ملء الشغور ليس على المستوى الرئاسي وحسب بل على الصعيد الحكومي ايضا غير السوي. اذا ما استمرينا على هذا المنوال “تخبز بالافراح”. البلد يتهاوى كل يوم من دون معالجات ومن غير حسيب او رقيب . ما يجرى على الصعيدين العربي والعالمي ليس على قدر المهام وحسب بل مليء بالاخطاء. محليا جرى قتال في مخيم عين الحلوة اعقبه على ما قيل دعوات لمغادرة الرعايا الخليجيين لبنان. حكومة تجهل السبب. وزراؤها كالعادة مستغربون ومتفاجئون. والانكى انها تمارس النكد السياسي. ذهبت الى الديمان لتحظى بموافقة البطريرك الراعي على تجاوزاتها الدستورية. “شو كان بدو البطرك بهالقصة” هو يعلم ان المكون المسيحي من التيار الى القوات يعارضان جل افعالها المتخطية لمهام تصريف الاعمال والضرورات الحياتية.
وردا على سؤال قال بانتظار عودة الموفد الفرنسي جان ايف لودريان الامر الوحيد المعول عليه المباحثات الجارية بين التيار وحزب الله. صحيح اننا حققنا خطوات اولية وننتظر اجوبة على اخرى لكننا لم نصل بعد الى مرحلة التوافق على اسم مرشح ثالث لرئاسة الجمهورية.