صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

التضخيم لإلهاء الناس و تغطية أمور أخرى … هكذا تعمل القوى السياسية في لبنان …

بقلم : شربل نوح - افجأة طفت على السطح في الآونة الأخيرة و بطريقة ممنهجة بعض المواضيع التي كانت نائمة سابقاً و بدأت كل القوى السياسية تقريباً في لبنان بالعزف على نفس النغمة في تلك المواضيع و تضخيمها و الإستثمار بها فماذا يجري ؟

أولا : من المؤكد أن موضوع النزوح السوري “المنظم” الى لبنان هو موضوع خطر جداً و يهدد الديمغرافيا اللبنانية و يجب العمل جدياً على معالجته بطريقة جذرية و حاسمة لا في الإعلام و المزايدات كما يجري اليوم , فما هدف معظم القوى السياسية من استغلال المواضيع التي تشبه النزوح و تضخيمها بطريقة مستغربة لا تتناسب و طبيعتها و حتماً لا تحلّ المشكلة ؟

قرأنا و سمعنا في الآونة الأخيرة عن تسوية سياسية تعمل على تحقيقها اللجنة الخماسية و قد اقتربت في لحظة ما من إنجاز صيغتها النهائية ثم عادت و تجمدت حالياً و تعقدت لأسباب عديدة ، تلك التسوية التي ستحصل عاجلاً أم آجلاً ستشكل بنهاية المطاف مخرجاً لأزمة الشغور الرئاسي في لبنان ، و ستفرض حتماً على جميع القوى السياسية التراجع عن السقوف العالية التي رفعتها في الآونة الأخيرة لأنها لن تفرز منتصر أو مهزوم ، فكيف ستبرر تلك القوى تراجعها أمام جماهيرها؟

في لبنان و خاصة بعد اتفاق الطائف اتّبعت معظم القوى سياسة الإلهاء عند الحاجة لتمرير بعض القرارات الغير شعبية بصمت و دون أي ردّ فعل و هذا بالتحديد ما يجري حالياً ، فعند كل مفترق أساسي كنا نرى تلك القوى و معها إعلامها و أبواقها تطلق حملات حول مواضيع لا علاقة لها بالأزمات الراهنة و تعمل على تضخيمها بشكل كبير لإلهاء الناس و تحييد أنظارها عما يطبخ خلف الكواليس من تسويات و صفقات و ما يجري اليوم لا يشذ عن تلك القاعدة .

لن نراجع محطات كثيرة حصل فيها ذلك منذ ما بعد انتهاء الحرب الأهلية و حتى اليوم لأنها كثيرة جداً و عايَشَتها الناس دون ان تدرك حقيقتها الا بعد فترات طويلة ، سنكتفي بطرح بعض الأسئلة حول ما يجري اليوم لنوضح الصورة !!

كيف لموضوع النزوح السوري ان يتضخم فجأة و دون سابق إنذار بهذه الطريقة و تبدأ جميع القوى بالاستثمار فيه و بطريقة متجانسة و متوازية ؟ الم يكن هذا النزوح يشكل نفس الخطر قبل سنة و سنتين أو ثلاث ؟ ما الذي استجد الآن ؟ و من يرسل هذه الأعداد الضخمة من السوريين الى لبنان بهذا التوقيت بالذات و لأي أهداف تحديداً ؟

ما الذي استجد لينفجر مخيم عين الحلوة بهذا الشكل العنيف و في هذا التوقيت أيضاً ؟ من استثمر بالوضع الأمني فيه و لأي أهداف ؟ لماذا لم يتفجر منذ سنة مثلاً ؟ ألم تكن تلك المجموعات موجودة أصلاً هناك و منذ زمن ؟

لماذا تحريك الجبهة مع العدو في الجنوب و توريط الجيش اللبناني بها رغم انشغالاته الكثيرة في الداخل و الوضع الإقتصادي المذري الذي نعيشه ؟ الم يكن بالإمكان تجنب تلك الإشكالات مع الإحتلال راهناً أو تأجيلها الى وقت آخر ؟

لماذا تم اختراع مشكلة مع قوات حفظ السلام الدولية و قام البعض  بالحملات و هم يعرفون أن شيئا مما قالوه لن يتحقق و أن تلك القوات موجودة عندنا بقرارات دولية واضحة و صريحة و بقائها مرتبط بتلك القرارات التي تحدد مهامها و طريقة عملها و تحركها ؟

ما الهدف من بعض الأحداث الأمنية المتنقلة في لبنان منذ حوالي السنة و حتى الآن و تضخيم بعضها و إعطاءها أحجام أكبر بكثير من أحجامها الفعلية ؟

ألم تستثمر تلك القوى في انتفاضة ١٧ تشرين لتحييد الأنظار عن التخلف عن الدفع و الإنهيار الاقتصادي المقصود الذي حصل في لبنان ؟

لماذا ضُخِّم ملف رياض سلامة بهذا الشكل و كلهم يعرفون أنه شريك في الإنهيار و ليس المسؤول الوحيد عنه ؟ ألم يلهوا الناس سنة و أكثر به ؟ و لما خفَتَ الحديث عنه في الآونة الأخيرة ؟

لن نعدد أكثر لأن مواضيع الإلهاء في لبنان لا تعد و لا تحصى ، فالسياسيون عندنا أذكياء جداً و ماكيناتهم الاعلامية جاهزة للتنفيذ و نحن البسطاء نتلقى ما يوجهوننا صوبه دون تفكير و نسير غرائزياً من دون توقف حتى يحين وقت إنهاء مهزلة الإلهاء و العودة الى الواقع المرّ !!!

لا تصدقوهم بموضوع النازحين فمن يريد إعادتهم يعمل على فرزهم و وضعهم في مخيمات على الحدود أولاً للتقليل من خطرهم كما فعلت الأردن و تركيا عوضاً عن الاستثمار الفارغ في الإعلام !!! و من يريد إعادتهم حقاً و هو يعرف أن تلك العودة غير متيسرة دولياً في الوقت الحاضر يذهب لاجتراح حلول أخرى منطقية و قابلة للتطبيق إن كان صادقاً في ما يقول و لا يستمر في الاستثمار بموضوع يعرف مسبقاً انه لن يصل به الى أي نتيجة في الوقت و الظرف الراهنين!!

الصادق في موضوع النازحين و من يريد من الناس تصديقة يعمل على حلِّ واحد متوفّر حالياً :

البدء فوراً بإحصاءهم و تجميعهم في مخيمات حدودية بعيدة عن التجمعات السكنية اللبنانية و بحماية الجيش اللبناني … بهذه الطريقة يتوقف إرهاق الجيش و القوى الأمنية برصدهم و تتبعهم في الداخل و يمكن التقليل كثيراً من خطر انفلاتهم في قلب المدن و البلدات اللبنانية ..

توازياً يمكن العمل على إطلاق حملة اتصالات دولية واسعة للضغط من أجل إعادتهم و الأهم من ذلك كله منع أي سوري يحمل صفة نازح و يسفيد من ذلك من العودة الى لبنان في حال خروجه منه الى سوريا لأنه و بهذه الحالة تسقط عنه صفة النزوح … كل ما ذكرناه يمكن تحقيقه و ليس مستحيلاً اللهم إن كان المعنيون صادقون في معالجة هذا الملف فعلياً و ليس استغلاله و المتاجرة به لغايات في أنفسهم …

كل من يقول عكس ذلك هدفه إلهاء الناس لتغطية تنازلاته اللاحقة في الموضوع الرئاسي أو في أي صفقة أخرى تطبخ بعيداً عن الأضواء لا أكثر و لا أقل و هو بالتالي ليس جدياً بإنهاء ملف النازحين في لبنان انما يستثمره فقط من أجل شعبوية رخيصة ضمن مسلسل الإلهاء المستمر الذي تجيده و تتقنه القوى السياسبة اللبنانية و ببراعة … فلا تصدقوهم …

عندما يعرف البعض أن الحلول المنطقية لمشكلة معينة غير متاحة في وقت ما لألف سبب و سبب أو أن الحجم الذي يعطونه لتلك المشكلة أكبر من حجمها الحقيقي بكثير و يستمرون بالمزايدة و الإستثمار في تلك المشكلة , علينا وفتها أن ندرك بأن هؤلاء يلجأون الى سياسة الإلهاء لإخفاء الصفقات الحقيقية التي يقومون بها سرا و هذا ما برع و يبرع به أغلب سياسيي لبنان و منذ زمن .

ملاحظة : الكلام الوارد في التقرير لا يشمل كل القوى السياسية فنحن ضد مبدأ التعميم لأنه يصب في مصلحة تجهيل المرتكب الحقيقي دائما و هناك قوى سياسية ما زالت محترمة و صادقة في لبنان .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading