وسط الانهيارات المتتالية التي تضرب مؤسسات الدولة اللبنانية سياسية ومصرفية وأمنية، لا شيء يوحي جدياً بإمكانية أن يتمكن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان من إحراز تقدم فيما يتصل بأزمة الرئاسية الشغور الرئاسي. وفيما بدأ لودريان أمس، زيارة إلى بيروت تستمر حتى الخميس القادم لاستكمال وساطته سعياً لإنهاء الأزمة، إلا أن الصورة الرئاسية لا زالت ضبابية إلى أقصى الحدود، ما يجعل من المتعذر أن ينجح المبعوث الفرنسي في إحداث خرق في هذا الجدار، حيث مازلت المواقف على حالها ولم يحدث أي تغيير قد يفضي إلى توقع حصول إيجابيات تساعد على انتخاب رئيس للجمهورية قريباً .
وفي حين أطاحت مقررات اجتماع “المجموعة الخماسية” الذي عقد بالعاصمة القطرية الدوحة بالمبادرة الفرنسية، أشارت المعلومات إلى أن خيار الرئيس التوافقي قد حسم، في ظل وجود مجموعة من الأسماء التي يجري البحث في أوصافها، تمهيدا لاختيار أحدها رئيساً للجمهورية، بعد استبعاد مرشحي المعارضة والموالاة، جهاد أزعور وسليمان فرنجية، وهو ما سيبحثه لودريان مع القيادات اللبنانية التي سيلتقيها في اليومين المقبلين.
وفي سياق غير بعيد، وفي خطوة تعكس اهتمام بلاده بالشأن اللبناني، أصدر أمير قطر الشيخ تميم بن حمد قرارا بتعيين الشيخ سعود بن عبد الرحمن، والذي كان يتولى مهام رئيس الديوان الاميري القطري منذ العام 2020،سفيرا مفوضا فوق العادة في لبنان، ليحل محل السفير المنتهية مهامه ابراهيم السهلاوي.
وفي وقت ينتظر أن تكون لسفير السعودي وليد بخاري، سلسلة مواقف على درجة من الأهمية، سيما ما يتصل بالموضوع الرئاسي، في العشاء الذي يقيمه، اليوم، في دارته باليرزة، تكريماً لمفتي لبنان الشيخ عبداللطيف دريان، وعلمت “السياسة” أن المبعوث الفرنسي يضع في جدول لقاءاته اجتماعاً مع سفراء “الخماسية”.
إلى ذلك، اكّد رئيس حزب “القوّات اللبنانيّة” سمير جعجع أن “القوات” تخوض حالياً، الى جانب حلفائها، معركة استرداد الجمهورية من خاطفيها عبر منع محور الممانعة من السيطرة على موقع الرئاسة الاولى، مشدّدا على دور الحزب يتبلور كصمّام أمان للمجتمع اللبناني، الذي يعول عليه لإنقاذ ما تبقى والعودة بلبنان إلى سابق عهده وأمجاده.
على صعيد اخر وفي انتظار الخطوة التي سيقدم عليها نواب حاكم مصرف لبنان الأربعة، في طل حديث متزايد عن توجههم نحو الاستقالة، كشفت مصادر عن مساعي يقوم بها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي، مشيرة إلى أن ميقاتي تواصل مع رئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى السياسية لا سيما حزب الله في محاولة لاقناعه بتغطية الخطوة في الحكومة، فيما اشارت معلومات إلى اسمين يطرحهما ميقاتي لمنصب الحاكم هما الوزير السابق كميل ابو سليمان والمصرفي سمير عساف.
في سياق اخر، أكدت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جوانا فرونتسكا عقب اجتماع مع ميقاتي أن كل الدول في مجلس الأمن موحّدة وتآمل أن ينجح لبنان ويتقدم بالاصلاحات السياسية، وبانتخاب رئيس للجمهورية في أسرع وقت ممكن، وباجراء مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، اضافة الى التركيز الكبير على الاستقرار في لبنان خصوصا في الجنوب.
أمنياً، رصدت الكاميرات الإسرائيلية، أمس, عناصر مسلحة وملثمة زعمت أنها تابعة لحزب الله تقوم بدورية على الحدود الإسرائيلية. وفي الفيديو المرفق، تظهر العناصر وهي ترتدي الزي العسكري مع كاميرات على الرأس، وبحوزتهم أسلحة متطورة.
في الاثناء، تقدم تكتل “الجمهورية القوية” والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح وغسان سكاف بعريضة نيابية موجهة الى الرئيس ميقاتي، مطالبين بعدم استمرار الحكومة بالتعاطي مع المنظمات الدولية على اساس ان النازحين السوريين لاجئون، خلافا للدستور والقانون اللبناني والاتفاقات الموقعة مع الأمم المتحدة، واتخاذ الاجراءات لإعادة الىبلادهم، من ليس لديهم مبرر قانوني لوجودهم على الأراضي اللبنانية. وهذا القرار هو قرار سيادي بحسب الدستور، يعود للحكومة اللبنانية اتخاذه، بخاصة ان لبنان هو بلد عبور وليس بلد لجوء، بحسب الاتفاقية الموقعة مع الأمم المتحدة”.