تمكنت الوساطات الدولية المتواصلة، من تهدئة الوضع في الجنوب اللبناني إلى حين، باستثناء القصف المتبادل او الهجمات المحدودة بين الفينة والأخرى.
وتفيد بعض المصادر بأن واشنطن دعت دولا لاستخدام نفوذها لدى حماس وحزب الله وإيران لوقف التصعيد مقابل، اعلان الجيش الإسرائيلي بأنه «لا قرار حتى الآن» بشأن الدخول البري إلى غزة.
وزارت السفيرة الاميركية في بيروت دوروثي شيا، امس رئيس الحكومة الأسبق تمام سلام في منزله في بيروت وسط حراسة مشددة من أمن السفارة الأميركية. وقد تم إقفال الطريق حيث يقع المنزل في حي المصيطبة طوال فترة الاجتماع.
ومع ذلك، اتخذ الثنائي الشيعي «حركة أمل» و«حزب الله» إجراءات استباقية حيث جهزا خطة لمواكبة حركة «نزوح شاملة في حال حدوث حرب شاملة على لبنان، والخطة تشكل إيواء 50% من سكان الجنوب، الضاحية الجنوبية، بعلبك والهرمل، في مناطق الشمال بشكل أساسي حيث أنشأ 45 مركزا في عكار، و4 مراكز في المنية، 5 في الكورة، 6 في زغرتا، بالإضافة إلى أماكن أخرى في صيدا، جديدة المتن، برج حمود وغيرها».
كما جهزا 45 مطبخا ميدانيا بكامل المستلزمات وذلك لتأمين وجبات الطعام خلال فترة الحرب. وتجهيز حليب أطفال وفريق طبي مكون من 25 طبيبا وفرش وأغطية.
ويقول موقع «لبنان 24» القريب من رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن رسائل إسرائيلية إلى حزب الله وصلت عبر وسطاء لم تسمهم. ويضاف الى كل هذه المعطيات وصول وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن إلى إسرائيل في إطار جولة تشمل الأردن وبلدان عربية أخرى.
في هذا الوقت يفترض أن يكون وزير خارجية إيران حسين أمير عبداللهيان في بيروت اليوم الجمعة، علما أنه توجه إلى دمشق أمس الخميس لكن طائرته لم تستطع الهبوط في المطارات السورية بسبب القصف الاسرائيلي مما اضطرها الى العودة الى طهران. ورجحت معلومات لاحقة ان طائرته ستهبط في مطار بيروت.
واليوم الجمعة، أيضا، ستشهد المدن اللبنانية تظاهرات حاشدة دعما لأهالي غزة وفلسطين وستخصص خطب الجمعة في مساجد لبنان لإدانة العدوان الإسرائيلي التدميري مع الدعوة لنصرة أهل غزة، وقد باشرت جمعيات خيرية جمع التبرعات لنصرة غزة في الشوارع والساحات، وينتظر ان يكون اليوم الجمعة حاشدا بالمصلين بالمساجد وباحاتها.
في هذه الاثناء، شكل موقف وزير خارجية لبنان عبدالله بو حبيب بالامتناع عن الإدلاء بأي موقف، اثناء اجتماع وزراء خارجية جامعة الدول العربية المخصص لبحث التطورات الفلسطينية، موضع جدل، استدعى اصدار الوزارة بيانا ردت فيه على الهجوم الذي تعرض له بوحبيب. وقالت الخارجية: «إن الخطوط العريضة لسياسة لبنان الخارجية يضعها مجلس الوزراء، ويقوم وزير الخارجية بتظهيرها في جميع الاجتماعات والمواقف والمحافل». وبالتالي، فإن الوزير «مش فاتح على حسابه سياسة خارجية» والضغوطات عليه من الخارج لا تفيد، لأن قراره ليس منفصلا عن قرار الرئيسين الذي يتشاور معهما بصورة مستمرة عملا بالمنطق المؤسساتي.
وذكر البيان أن بوحبيب تشاور ونسق مع نظيره الفلسطيني الدكتور رياض المالكي. وأشار إلى أن الوزير عرض الموقف اللبناني بشكل صريح وواضح لا لبس فيه في كلمة مكتوبة ارتأت جامعة الدول العربية، باعتمادها كوثيقة رسمية في سجلاتها، شدد فيها بوحبيب على التضامن مع الإخوة الفلسطينيين، وعلى وصول المساعدات لسكان غزة الذين يتعرضون لإطلاق النار والحصار والاعتداء عليهم من إسرائيل، بمنطق الانتقام والرعب والدمار. كما أدانت الكلمة الاعمال الاسرائيلية التي تشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي.