سجل البطريرك الماروني بشارة الراعي على مجلس النواب اللبناني تعمد عدم القيام بالواجب الأساسي وهو انتخاب رئيس للجمهورية، وعلى حكومة تصريف الأعمال لانقسامها «على ذاتها بسبب المقاطعين الدائمين»، وقال: «السلطة تتعثر والشعب يتأثر، فقرا بهذه الممارسات».
وفي كلام حاسم، دعا الراعي في عظة الأحد من بكركي امس إلى «عدم المس بقيادة الجيش العليا حتى انتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «لا يجوز الاعتداد بما جرى في مؤسسات أخرى تجنبا للفراغ فيها، فالأمر هنا مرتبط بحفظ الأمن على كامل الأراضي اللبنانية والحدود، لاسيما في الجنوب، عملا بقرار مجلس الأمن 1701». وأضاف: «أي تغيير في الجيش يحتاج الى حكمة ولا يجب استغلاله لمآرب شخصية».
الراعي، وفي عظته، بمناسبة يوم الفقراء، في الصرح البطريركي، قال: «انتخبوا رئيسا للجمهورية وأوقفوا المقامرة بالدولة». وتابع: «لا يحق لكم أيها المعطلون ان تخلقوا أزمات وعقد جانبية بدلا من المباشرة الفورية بانتخاب الرئيس».
وشدد على أن «مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك قرر ان تتبرع البطريركيات المطرانيات والأبرشيات بالأموال، إضافة إلى جمع الصواني في الكنائس من أجل المتضررين من أهلنا في جنوب لبنان».
ورغم ذلك، لم يحرز أي تقدم على صعيد قيادة الجيش، الأمر الذي قد يؤدي الى تأجيل انعقاد مجلس الوزراء اليوم الاثنين. ونقل عن مصدر وزاري استبعاده انعقاد المجلس هذا الاسبوع ايضا، لأن طبخة قيادة الجيش لم تنضج بعد، لا بالنسبة للتمديد ولا لتأجيل تسريح قائد الجيش العماد جوزاف عون، أو حتى لجهة تعيين قائد جديد بغياب رئيس للجمهورية.
ويخشى في حال استمرار الانقسام السياسي حول هذه المسألة حتى انتهاء ولاية قائد الجيش، في العاشر من يناير المقبل، ليصبح خيار تولي الضابط المسيحي الأعلى رتبة امرا واقعا وهو، الآن، عضو المجلس العسكري العميد بيار صعب، وهو بالمناسبة كاثوليكي وليس مارونيا.
وفي الخلاصة، استبعدت المصادر المتابعة لـ «الأنباء» تعيين قائد جديد للجيش إلا بعد انتخاب رئيس للجمهورية، كما استبعدت التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، وتحدثت عن صيغة جديدة تضمن بقاء العماد عون في موقعه، بسبب الظروف الأمنية والجنوبية التي تستدعي هذا البقاء، إضافة الى رغبات معظم رؤساء الطوائف اللبنانية.
والصيغة المتداولة تطرح «تأجيل تسريح القائد في العاشر من يناير بقرار يصدر عن مجلس الوزراء بأكثرية الثلثين».
النائب السابق فادي سعد وصف أسلوب النائب باسيل بـ«المدمر». وقال لإذاعة «صوت كل لبنان»: نحن نعيش في كوما سياسية غير مسبوقة، منتقدا غياب الدولة، ما سمح لحزب الله بتوقيت الحرب والسلم.
ميدانيا، اختلط حابل الرعود بنابل القذائف المدفعية والصاروخية في سماء الجنوب الحدودي، ودخلت «الأباتشي» الإسرائيلية على الخط وقطعت القذائف الإسرائيلية خط التيار الكهربائي بين بلدتين دير ميماس وكفركلا الجنوبيتين، وقصفت المدافع المعادية أطراف بلدات كفرحتى، مارون الراس، شوكين، مركبا والخيام، كما قصفت المسيرات منازل شاغرة في أطراف ميس الجبل ومحيبيب.
في المقابل، أعلن حزب الله استهداف «تجمع لأفراد وآليات العدو قرب موقع المطلة بالأسلحة المناسبة وإيقاع إصابات مباشرة»، وكذلك مواقع جل العلام ومحيطه، وحانيتا وراميا بالصواريخ وقذائف المدفعية.