اعتبر محللون وخبراء تحدثت إليهم «العين الإخبارية»، أن المنحى الطاغي على اللقاءات هو الدفع نحو تكوين السلطة، وبداية معالجة مشاكل لبنان المتراكمة، واستثمار الجو الإيجابي الإقليمي والدولي حول لبنان.
11 كتلة
وانخرطت 11 كتلة في الاستشارات للبحث في مهمة التشكيل، وسط مقاطعة كتلتي حزب الله وحركة أمل، ورئيس المجلس نبيه بري، لكن دون إعلان مقاطعة الحكومة.
والتقى سلام، الأربعاء، نائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، ونواب 11 كتلة وهي: «تحالف التغيير»، «اللقاء الديمقراطي»، و«اللقاء التشاوري المستقل»، و«الاعتدال الوطني»، و«لبنان القوي»، و«الجمهورية القوية»، و«الوطني المستقل»، و«الكتائب»، و«الطاشناق»، و«التوافق الوطني»، و«تجدد»، وسيستكمل سلام استشاراته الخميس مع بقية الكتل والنواب.
تسهيل المهمة
وفي قراءته لمحصلة لقاءات اليوم الأول لرئيس الحكومة المكلف بشأن الاستشارات النيابية غير الملزمة، قال خالد حمادة، الخبير الاستراتيجي اللبناني ومدير المنتدى الإقليمي للدراسات، في حديث خاص لـ«العين الإخبارية»، إن هناك تموضعًا جديدًا لمشهد تشكيل الحكومة في لبنان بعيدًا عن كل المشاهد التي ألفناها، بعد أن رأينا الكتل التي اقترعت أو سمت نواف سلام، نراها تحاول تسهيل مهمته.
وأضاف: «كل ما صدر من الكتل يشير إلى تسهيل هذه المهمة، في المقابل طلبت الكتل النيابية عدم الإكثار من الشروط والطلبات والمسارعة بتشكيل الحكومة، ما يدل على أن هناك منحى طاغيًا لمحاولة تكوين السلطة، وبداية معالجة المشاكل المتراكمة في لبنان، واستثمار الجو الإيجابي الإقليمي والدولي الذي انعكس بشكل إيجابي ووطني في لبنان».
ولفت مدير المنتدى الإقليمي للدراسات، إلى أن «الكتل النيابية قدمت لنواف سلام ملاحظات عديدة وقيمة تتناول كل نواحي القصور الإداري، وتحاول معالجة هذا التراكم من الفساد الذي شاب الإدارة في لبنان».
وحول موقف كتلة حركة أمل وحزب الله بعد مقاطعتهما الاستشارات النيابية، شدد حمادة على أنه «لن يشكل هذا الأمر عائقًا أمام تشكيل الحكومة، حيث إنهما لن يكون بمقدورهما مواجهة هذا المناخ العام الذي عبر عنه الشعب اللبناني بكامله»، إضافة إلى أن «رئيس الحكومة يمتلك الخبرة الكافية للتعامل مع هذا الموقف».
وأضاف: «حتى ما كان يمكن تسميته ببيئة حزب الله أو حركة أمل، فإن جانبًا منه في مكان آخر، ولم يعد يعيش حالة من التسليم والقبول كما كانت من قبل».
وفيما قاطع الرئيس بري وكتلتا التنمية والتحرير والوفاء للمقاومة الاستشارات، استمع سلام إلى مطالب الكتل التي التقاها في المجلس النيابي.
مواقف الكتل المختلفة
وعقب لقاء رئيس الحكومة المكلف بكتلة الجمهورية القوية ضمن استشاراته غير الملزمة، قال النائب عن الكتلة جورج عدوان: «نريد أن نبدأ بالجمهورية الثالثة التي تحترم قواعد الدستور والقانون».
وأضاف: «مطلبنا الأساسي قبل الأحجام والحصص أن تكون خطة الحكومة خطاب القسم، ولا نريد أن نعود إلى أي معادلات سابقة منها (جيش وشعب ومقاومة)».
وتابع: «يجب أن يكون خطاب القسم خطة الحكومة، ويجب بسط سلطة الدولة على كامل أراضيها، ومحاربة الفساد، ونريد أن يبدأ التفاوض من جديد مع صندوق النقد».
كما شاركت كتلة «اللقاء الديمقراطي» في الاستشارات النيابية، وقال النائب تيمور جنبلاط بعد لقاء سلام: «نحن أمام مرحلة تاريخية في لبنان، ولدينا فرصة لبناء دولة، ومن أجل بناء دولة في هكذا ظروف صعبة علينا التواصل مع الجميع»، مشددًا على أنه «لا يمكن لأحد أن يلغي الآخر.»
كما أكد النائب إبراهيم كنعان عضو «اللقاء التشاوري النيابي المستقل» عقب الاجتماع برئيس الحكومة: «لدى الرئيس المكلف الرغبة بالتواصل مع الجميع، ولدينا تمني على ثنائي حزب الله وأمل، الذي لديه مسؤولية كبيرة مع سائر الكتل في المشاركة في تحديات المرحلة المقبلة»، مردفًا: «المطلوب أن نضع يدنا بيد بعض ونضع الحسابات السياسية جانبًا، وأن نتشارك جميعًا في إنقاذ البلد الذي هو الأساس، والإرادة للإصلاح هي الموقف الاستراتيجي الذي يجب أن نتخذه».
وتابع: «ما سمعناه اليوم يبشّر بالخير، فقد وجدنا أنفسنا أمام شخص منفتح ومستمع. وفي سياق ما يُحكى عن شكل الحكومة، سياسية أو برلمانية تكنوقراط، فالأهم هو وجود إرادة سياسية وراء من سيقترح الوزراء بالتسهيل وإنجاح العهد بخطاب القسم والحكومة بعيدًا عن المصالح الخاصة التي أرهقت الدولة».
مخاوف
ويثير امتناع كتلة حزب الله، إلى جانب حليفتها حركة أمل، عن المشاركة في الاستشارات، مخاوف من تفاقم الأزمة السياسية وإمكان تفجير أزمة حكومية جديدة.
وقالت وسائل إعلام محلية، إن أبرز ما يريد حزب الله هو الاحتفاظ بوزارة المال، حصر التمثيل الشيعي به، وأن تكون له كلمة في التعيينات الإدارية الرئيسية، وتأجيل البحث في قضية السلاح شمال الليطاني.
بدوره، قال النائب جبران باسيل باسم تكتل «لبنان القوي» من مجلس النواب: «يجب أن نلتف حول رئيس الحكومة المكلف كما الرئيس جوزيف عون، وهناك فرصة لتوازن جديد في البلد ولشراكة فعلية وإصلاح ما يجب إصلاحه وتسميته ليست هزيمة لأحد».
وتحدث النائب طوني فرنجيه باسم «التكتل الوطني المستقل»، قائلاً: «تمنّينا على الرئيس المكلف تأليف حكومة كفاءات تكون على قدر تطلّعات المرحلة ونقف إلى جانب هذا العهد والحكومة، حيث إننا للمرة الأولى أمام موجة تفاؤلية في البلد وعلينا أن نستفيد من هذه الفرصة، وسنقوم بكل ما بوسعنا لإنجاح العهد والحكومة.»
وفي لقاء رئيس الحكومة المكلف بكتلة «تجدد»، قال النائب ميشال معوض: «نحن في مرحلة تأسيسية نطوي فيها صفحة حولت لبنان إلى دمار شامل وفساد وانهيارات مالية وانقسامات».
وأكد معوض أن مهمة الحكومة هي إعادة العمل في المؤسسات والقيام بالإصلاحات لكي يتحسن الاقتصاد والنهوض بالقضاء من أجل اللبنانيين.
وشدد: «لا نريد إقصاء أي طرف، ولا يمكننا التصرف بهذا المنطق على الرغم من تعرضنا للإقصاء».
ولفت إلى أن وجود الثنائي في المعارضة لا يعني إقصاء الطائفة الشيعية، معتبرا أنها طائفة شريكة.
كما التقى سلام كتلة التوافق الوطني، حيث طالب النائب عن الكتلة عدنان طرابلسي بـ«الإسراع من غير تسرّع بتشكيل حكومة جامعة، مع الرهان على أن اتفاق الطائف هو الخلاص والوسيلة التي تحل أي مشكلة تحصل في البلد».