شكّل الملف الرئاسي في لبنان والحرب على غزة، محور اللقاءات التي عقدها سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان وليد بخاري، مع نظيريه الفرنسي هيرفيه ماغرو، والمصري علاء موسى، وذلك قبيل اجتماع «المجموعة الخماسية بشأن لبنان» المتوقع خلال أسبوعين؛ للبحث في ملف منصب رئاسة الجمهورية الشاغر منذ الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) 2022. وتضم المجموعة الولايات المتحدة الأميركية، وفرنسا، والسعودية، ومصر، وقطر.
واستقبل بخاري ماغرو في مقر إقامته، في اليرزة، حيث بحثا أبرز التطورات السياسية التي تشهدها الساحتان اللبنانية والإقليمية، بالإضافة إلى الجهود المبذولة لإنجاز الاستحقاق الرئاسي بأسرع وقت، ليستطيع لبنان الخروج من أزماته المختلفة، في ظل التطورات الحاصلة في المنطقة، كما جرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، بحسب بيان السفارة السعودية.
وقام بخاري، من جهته، بزيارة سفير جمهورية مصر العربية لدى لبنان علاء موسى في مقر السفارة، حيث ناقش الجانبان خلال اللقاء، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها وتطويرها، وبحث آخر تطورات الأحداث الحاصلة في لبنان والمنطقة، والتطورات التي تعيشها الأراضي المحتلة، وضرورة إنجاز الاستحقاق الرئاسي في لبنان في أسرع وقت ممكن، في ظل المستجدات المتلاحقة الحاصلة في المنطقة، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وأتى ذلك في وقت حذّر فيه مفتي الجمهورية عبد اللطيف دريان، من قطر، من الانقسام في لبنان؛ بسبب الشغور الرئاسي، مثنياً على الجهود التي تقوم بها «اللجنة الخماسية».
وفي تصريح له، قال المفتي دريان بعد لقائه وزير الدولة في وزارة الخارجية القطرية محمد الخليفي: «ما تقوم به اللجنة الخماسية بخصوص لبنان، هو خريطة طريق يُبنى عليها. علينا ألا نضيع الفرصة المتاحة لنا، فلنضع مصالحنا الشخصية جانباً، ولنساعد أنفسنا لكي يساعدنا الآخرون، فمصلحة الوطن واللبنانيين هي أولى الأولويات، وعلى اللبنانيين، خصوصاً المجلس النيابي، أن يلتقط خريطة الطريق هذه ويدعو لانتخاب رئيس للجمهورية في أقرب فرصة».
وتابع: «لا نرى خلافاً بين اللبنانيين، بل هناك تباين في وجهات النظر بين القوى السياسية اللبنانية، ونطالب السياسيين بالائتلاف للالتقاء على القواسم المشتركة لما فيه خير الوطن وحفظ كرامة الإنسان. لا نريد أي انقسام في البلد بسبب الشغور الرئاسي خشية مزيد من انهيار المؤسسات وعدم الاستقرار وانتشار الفوضى بشتى أشكالها، وعندها يدخل الوطن في غيبوبة».
وشدد: «لا نريد للقوى السياسية أن يزايد بعضها على بعض في الدفاع عن سيادة لبنان وحريته واستقلاله، كفانا شعارات رنانة وطنانة. نريد أفعالاً لا أقوالاً. إن تحقيق الإصلاح مسؤولية جماعية والكل مسؤول عن وطنه، علينا أن نحافظ على وحدتنا الوطنية وسيادتنا وعروبتنا التي هي فخرنا وحصننا الأمين».