صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

إنجاز في علاج سرطان الأمعاء مع فك لغز جهاز المناعة

بقلم : دان باركر - يحدو عدد من العلماء الأمل في إيجاد طريقة جديدة لعلاج سرطان الأمعاء (يفرع أيضاً بسرطان القولون والمستقيم)، وذلك بعدما توصلوا في بحثهم إلى حل للغز عمره عقود من الزمن حول السبب الذي يحمل جهاز المناعة لدى المرضى على تجاهل هذا المرض الخبيث، من ثم عدم مواجهته.

كتشف الباحثون في “جامعة غلاسكو” الاسكتلندية و”معهد بيتسون لبحوث السرطان في المملكة المتحدة” كيف أن سرطان الأمعاء يتسبب في تعمية الجهاز المناعي كي لا يتمكن من رصد هذا السرطان، مما يجعله غير قادر على تدميره.

تحدث في هذا الشأن الدكتور سيث كوفلت الذي تولى الإشراف على البحث، فقال إن “الخلايا المناعية في العادة [تؤدي المهمات المنوطة بها]، فتعتني بالأمور داخل الجسم وتحافظ عليها كما ينبغي أن تكون، وتقوم بما هو أشبه بدوريات الحراسة في الأمعاء كما يفعل حراس الأمن، وتتصدى لأية بكتيريا ضارة وتحافظ على صحة الأمعاء”.

وأضاف “ولكن، عندما تصبح الخلايا في الأمعاء سرطانية، فإنها تطرد ’حراس الأمن‘ [الخلايا المناعية]، فلا تعود تتولد الوسائل التي تستخدمها هذه الخلايا المناعية للتواصل مع بعضها بعضاً بغية تنسيق الاستجابة المناعية”.

وأكمل الدكتور كوفلت، “لا يريد السرطان أن تتعرف الخلايا المناعية إليه باعتباره خطراً، لذا يلجأ إلى التلاعب بالخلايا المناعية كي لا ترى التهديد وتمر ببساطة وتدع السرطان يلحق الأضرار والأذى بالجسم”.

الاكتشاف، الذي نشر في “كانسر إميونولوجي ريسيرش” Cancer Immunology Research، مجلة طبية تابعة للجمعية الأميركية لبحوث السرطان، يفتح الباب أمام احتمال عكس مسار هذه العملية أو الحؤول دون حدوثها أصلاً، على ما قال العلماء.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

هكذا، سيكون جهاز المناعة قادراً على رؤية خلايا سرطان الأمعاء، ومنعها من النمو والتكاثر في الجسم.

للأسف، يشكل سرطان الأمعاء السبب الثاني الأكثر شيوعاً للوفيات الناجمة عن السرطان في المملكة المتحدة، إذ تسجل البلاد نحو 16800 وفاة سنوياً، أو 46 وفاة يومياً.

وفي اسكتلندا، تشخص الفحوص الطبية إصابة حوالى 4 آلاف شخص بسرطان الأمعاء سنوياً.

في إطار الدراسة، صب الباحثون في “جامعة غلاسكو” تركيزهم على نوع معين من الخلايا المناعية يسمى “خلايا غاما دلتا التائية” gamma delta T cells.

معلوم أن سرطان الأمعاء ينشأ في ما يسمى “الخلايا الظهارية” (أو الطلائية) التي تبطن الأمعاء، وتنفذ هذه “الخلايا التائية” دوريات في تلك المنطقة من الجسم، مهاجمة أي تهديدات، مثل الخلايا التالفة أو الأورام الصغيرة، قبل أن تتسبب بأي ضرر.

وليس بجديد على العلماء أنه عند الإصابة بسرطان الأمعاء، فإن الخلايا المناعية القادرة على قتل السرطان لا تعمل غالباً ضد سرطان الأمعاء، بيد أنهم لم يعرفوا السبب.

ولكن باستخدام عينات أنسجة من أورام سرطان الأمعاء تبرع بها المرضى في اسكتلندا ودول أخرى، نجح العلماء من تحديد الآلية المعينة التي تستخدمها الخلايا السرطانية بغية إعادة توجيه “خلايا دلتا غاما” على المستوى الجزيئات.

الآن، يأمل الفريق الذي توصل إلى الاكتشاف في إيجاد علاجات تعكس مسار هذه العملية أو تلغيها، وذلك من طريق النهوض بمزيد من البحث.

وقال الباحثون إن اكتشاف السبب الذي يسمح للخلايا السرطانية بخداع جهاز المناعة يوفر الفرصة لإيجاد علاجات جديدة تعيد تفعيل هذه الخلايا المناعية.

كذلك أوضح الدكتور كوفلت أن الاكتشاف الذي حققه وزملاؤه “يعني أنه في حال العثور على طريقة نشرك فيها وبشكل مفتعل الخلايا التائية “العمياء” مع دواء مناسب كي تعود “الخلايا التائية” قادرة على رصد السرطان مجدداً، يمكننا عندها إيجاد طريقة فاعلة جديدة لعلاج سرطان الأمعاء”.

حصل البحث أيضاً على تمويل من “مجلس البحوث الطبية” Medical Research Council ومؤسسة “ويلكوم ترست” الخيرية Wellcome Trust في المملكة المتحدة.

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading