وشن الطيران الحربي غارة على بلدة بيت ليف وعلى حرج بلدة حانين، واستهدف قصفه المدفعي الأطراف الشرقية لبلدة أم التوت وأطراف بلدة الخيام وتلة حمامص في سردا وباب ثنية قرب منطقة الشاليهات في الخيام وعيتا الشعب ورميش ويارون. ومشّط جيش الاحتلال محيط جل العلام، ومنطقة اللبونة بموازاة تنفيذ مسيّرة غارة على المنطقة تلاها بعد الظهر استهداف لسيارة رابيد في كفركلا ما أدى إلى استشهاد المواطن حسن طويل.
في المقابل، بدا أن حزب الله اعتمد تكتيكاً جديداً للتقليل من خسائره البشرية حيث انتظر حلول ظلام الأربعاء لبدء تنفيذ هجمات على مواقع إسرائيلية بعيداً عن مراقبة طائرات الاستطلاع. وكان أعلن عصراً عن استهداف موقع المرج بالأسلحة المناسبة وإصابته بشكل مباشر، في وقت نُقل من داخل الجليل الأعلى عن إطلاق صفارات الإنذار بعد رصد ثلاثة صواريخ من جنوب لبنان.
مواجهة التمادي الإسرائيلي
وإزاء هذا التمادي الاسرائيلي في العدوان، رأى عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن عز الدين “أن العدو الإسرائيلي الذي يتمادى في توسيع الجغرافيا بالقصف والغارات الجوية متجاوزاً عمق المواجهة وحدودها ظناً منه أنه يستطيع أن يفرض معادلة على المقاومة، يلامس من خلال تصعيده الواضح خطر الانزلاق لتوسعة الحرب وجر المنطقة إلى ذلك، وبالتالي عليه أن يدرك، أنه يتحمل المسؤولية الكاملة ونتائج وتبعات هذا التصعيد الذي قد يجر المنطقة لحرب تبدأ ولكن لا يعرف كيف تنتهي”.
وقال عز الدين خلال احتفال تكريمي لشهيدين في الحزب في البرج الشمالي “إن المقاومة تؤكد أن ما يفعله العدو لن يثنيها عن مواصلة تحمل مسؤوليتها الوطنية والأخلاقية في المواجهة نصرة لفلسطين وإسناداً لمقاومته وحماية للبنان والدفاع عن أرضه وشعبه”، معتبراً “أن العدو الصهيوني وراعيه الأمريكي وحلفاء أمريكا يعيشون اليوم المأزق الكبير أمام هذه المقاومة البطلة والشجاعة وأمام شعوب هذه المنطقة من غزة إلى الضفة وسكان الـ48 مروراً بلبنان وسوريا وفلسطين وصولاً إلى العراق واليمن، فيتجوّل الأمريكي ليتوسل حلاً سياسياً”. وجدد التأكيد “أن المقاومة أعلنت أن لا كلام قبل وقف العدوان على غزة، وبالتالي، إذا كانت جولة وزير الخارجية الأمريكي في المنطقة من أجل الضغط على حركات المقاومة لوقف الحرب وعدم توسيع دائرتها، فهو واهم ومشتبه بما يقوم به، ولن يحقق شيئاً، وأما إذا أتى من أجل أن يضغط على نتنياهو الذي يفر من مقصلة المحاكمة والتقصير وما صنعه، فهذا أمر آخر”.
قلق من تصعيد
وتأتي المواقف الصادرة عن حزب الله تزامناً مع حركة الموفدين الدوليين في بيروت، وهو ما يعكس قلقاً من تصاعد حدة المواجهات وتجاوز الخطوط الحمراء. وفي هذا السياق، قال الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس: “إذا أراد لبنان أن يكون مواطنوه درعاً بشرياً لحزب الله وإيران سنتحرك في جنوب لبنان كما نفعل في غزة الآن”.
ومن المفترض أن يباشر الموفد الأمريكي آموس هوكشتاين محادثاته في الساعات المقبلة في العاصمة اللبنانية التي تصلها السفيرة الأمريكية الجديدة ليزا جونسون للانطلاق بمفاوضات تهدف إلى تحريك ملف ترسيم الحدود البرية بين لبنان وفلسطين المحتلة واحتواء التصعيد. وسيلتقي هوكشتاين رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ظهراً في السراي.
وسبقت وزيرة خارجية ألمانيا انالينا بيربوك الموفد الأمريكي حيث زارت الرئيس ميقاتي واجتمعت به بحضور وزير الخارجية عبد الله بو حبيب وشددت على أهمية تطبيق القرار 1701، فيما أكد ميقاتي “أن لبنان يحترم القرارات الدولية كافة بدءاً باتفاق الهدنة، بهدف تحقيق الاستقرار الدائم في جنوب لبنان”. وطالب “بدعم الجيش لتمكينه من القيام بمهامه”، مشيراً إلى أنه “حان الوقت لإيجاد حل دائم وعادل للقضية الفلسطينية، وبالتالي البدء بوقف إطلاق النار وإطلاق مسار دولي لحل نهائي وشامل على قاعدة الدولتين”.
توجّس المعارضة
وفي انتظار ما سيحمله هوكشتاين، بدت المعارضة متوجسة من محاولات فريق الممانعة ربط أي مفاوضات حول الترسيم البري بترتيبات سياسية في الداخل اللبناني.
وفي هذا الإطار، وبعد إعلان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أن رئاسة الجمهورية ليست جائزة ترضية”، أبلغ رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل السفير الفرنسي هيرفيه ماغرو “أن الاولوية هي حماية لبنان وأن لا تحصل أي تسوية على حساب سيادة الدولة”، رافضاً “أن تكون بيروت جائزة ترضية مقابل الحدود”.
بدوره، أكد عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم “أن الحل لما يحصل في الجنوب واضح وسهل جداً لكنه يتطلب قراراً سياسياً من محور الممانعة بأن يبدّي المصلحة اللبنانية على مصلحة إيديولوجيته”. ورأى “أن حزب الله وصل إلى المكان الذي أصبح مدركاً فيه أن أيديولوجيته لن تستمر بفعل رفضها من قبل الشعب اللبناني وانكشاف شعاراتها المخادعة”. وقال “الحزب الذي ادعى أنه يريد أن يزيل إسرائيل، دخل في تسويات من ترسيم بحري وحدودي وما بعد بعد غزة، وكل ذلك يدل على أن قضيته التي تبرر عمله العسكري والأمني انتهت بشكل كامل وخسر قضيته، وأصبح واضحاً أن سلاحه ليس لإزالة إسرائيل إنما السيطرة على لبنان وليمدد للمشروع التوسعي لإيديولوجيته المنطلقة من إيران”.