غارة عنيفة
وتم تداول فيديو للغارة الاسرائيلية العنيفة التي استهدفت وادي السلوقي والمنطقة الواقعة بين بلدتي كونين وعيناتا، وتسبّبت الغارة قرب مبنى تعاونية السجاد في كونين بأضرار في المبنى وبهلع لدى السكان. كما أدى تناثر الزجاج جراء الغارة إلى اصابة طلاب في معهد البلدة بجروح طفيفة.
وتعرضت أطراف بلدات حولا ومركبا وعلما الشعب وطيرحرفا والضهيرة ومجدل سلم لقصف مدفعي إسرائيلي أعقب إطلاق صفارات الإنذار في مستعمرة مرغليوت وثكنة راميم في وادي هونين. وسُجّل قصف اسرائيلي لتلة حمامص في سردا ما أدى إلى سقوط جريح. وطال القصف ايضاً أطراف بيت ليف ووادي حامول وبلدتي رب ثلاثين وبني حيان وأطراف بلدتي رامية ووادي مظلم وأطراف الناقورة واللبونة. وسقط عدد كبير من القذائف الفوسفورية على المحلة بين موقع الجدار وقوات “اليونيفيل” في رميش.
وصدرت عن حزب الله بيانات أشار فيها إلى أنه “دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية عند الساعة 7:00 من صباح يوم الخميس موقع المرج وحرج راميم (قرية هونين اللبنانية المحتلة)؛ بالأسلحة المناسبة وحققوا فيهما إصابات مباشرة. كما استهدفوا عند الساعة 11:00 موقع معيان باروخ بالأسلحة المناسبة وموقع المرج وتجمعاً لجنود الإحتلال الإسرائيلي في محيط ثكنة ميتات وموقعي بياض بليدا وحدب البستان وجل العلام. وتحدثت وسائل إعلام إسرائيلية عن مقتل إسرائيلي في الشمال نتيجة إطلاق نيران من لبنان على مستوطنة ميتات.
ونعى حزب الله “الشهيد حاتم علي جعفر والشهيد عماد محمد الرشعيني وكلاهما من مدينة الهرمل في البقاع. كذلك نعى الشهيد مصطفى علي درويش “مجتبى” من بلدة المجادل في الجنوب.
زيارة البطريرك
إلى ذلك، برزت الزيارة التضامنية للبطريرك الراعي إلى الجنوب التي استهلها من كنيسة سيدة البحار المارونية في صور بصلاة في الكنيسة بحضور عدد من رجال الدين الشيعة والسنة ونواب من “حركة أمل” وحزب الله. وشدّد الراعي “على السلام وإعطاء الشعوب المقهورة حقوقها”، وقال: “هذه الزيارة التضامنية في ظل الظروف الصعبة هي واجب انساني أمام هول ما يحصل وهي من أجل السلام. وإن اجمل عطية أعطاها الرب للإنسان هي السلام، وبخاصة أن هذه المنطقة تدفع أثمان حرب تدمّر وتقتل الأطفال والنساء والشيوخ، ولا نقدر الا ان نأتي الى صور لنقول لكل اهلنا في الجنوب إننا إلى جانبكم ومعكم”. وأضاف: “نحن حرصاء على أن نأتي لنحافظ على وحدتنا بتنوعها، وان هذه الحرب مدمرة ليس فقط في غزة بل هي حرب خارجة عن كل الحضارة والقوانين الإنسانية، وقد أتينا لنعلن السلام. وبدون سلام لا يوجد حياة، نريد ان نقف في وجه الحقد والكراهية والبغض ونحن اخوة، وهذه هي الثقافة اللبنانية الحقيقة وهذه هي الثقافة الروحية الكنسية الحقيقية”.
وتابع: “كل البلدات تعيش اليوم تبعات الحرب على غزة، وقد اضطر اهالي البلدات الجنوبية لترك منازلهم، ونوجّه التحية لكل البلدات والأهالي الذين هم اخوتنا واهلنا وندعو لحماية الوطن. وعلينا أن نعمل من أجل القضية الفلسطينية التي عمرها 75 سنة، ونعلن أننا بثقافتنا الروحية واللبنانية لا نرضى أن تشطب هذه القضية بلحظة سريعة بل نسعى للسلام الدائم”. وختم “من صور نوجه التحية لأهالي غزة، وأن حل الدولتين هو المطلوب وهو الذي يحقق السلام وسنعمل على أن نكون صانعي السلام”.
ثم انتقل الراعي إلى كنيسة مار توما للروم الملكيين الكاثوليك حيث استقبله المطران جورج اسكندر بالقول “إن صور اعتادت على العيش في الظروف الصعبة والتعديات الإسرائيلية، حيث كانت مواقف المطران جورج حداد والإمام السيد موسى الصدر من اجل السلام العادل، وما نحن الا تواصل لاولئك الكبار. وانتم اتيتم للتضامن الكبير مع اهل الجنوب وكل لبنان لان معاناة النازحين كبيرة والاعتداءات الإسرائيلية والقتل والتدمير مستمر”.
ورد البطريرك بتأكيد “حق الشعب الفلسطيني في ان يقرر مصيره”، وقال: “لا نستطيع ان نتفرج على ابادة شعب، وأتينا للتكاتف ومن أجل الصمود. ونحن في الجنوب الغالي سنصمد معكم، ودائماً ندفع ثمن ارضنا وهذا تاريخنا. الوطن يجب أن نحفظه. محبتنا للجميع ويدنا معكم. ان الدول لا تبنى بالظلم بل تبنى بالسلام”.
دار الإفتاء
وكانت المحطة الثالثة في دار الافتاء الجعفري، حيث كان في استقباله مفتي صور وجبل عامل العلامة الشيخ حسن عبدالله وعدد من الفاعليات والشخصيات الرسمية والروحية. وقال عبدالله: “هذا اللقاء يعكس نهج لبنان الذي يجتمع في الملمات والصعوبات. يطل غبطة البطريرك الراعي والوفد الروحي في هذه الزيارة للتأكيد ان الجنوب ليس وحده وهو جزء من لبنان، ولن نقبل أن يبتسم لبنان ويبقى جنوبه متألماً. ان حضوركم هو من اجل رفع الالم”. واضاف “ما يزيد من قلق اللبنانيين هو عدم انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، وإن أهل “العقد والربط” مدعوون لتحقيق هذا الأمر”. ولفت إلى “أن النزوح يشكل قلقاً للوطن ومأساة للنازح، ولكن النفوس المؤمنة تعمل على المساعدة في تجاوز المرحلة. هذه الأرض لنا، نعيش معاً ونفرح معاً ونصمد معاً من أجل مواجهة التحديات. ونتمنى ان يفرج الله عنا وعن اهالي غزة، تلك المنطقة التي تتعرض لحرب ابادة حقيقية”.
وقال البطريرك الراعي: “نجدد باسم مجلس البطاركة والاساقفة، اننا نأتي لكي نعلن التضامن مع السياج الذي يسمونه الأطراف، هذا السياج هو الذي يحمي الوطن ويدافع عنه من كل المخاطر”.
ورداً على ما ذكره أحد قادة اسرائيل بأن لبنان “كذبة”، اعتبر الراعي “أنه قال ذلك حتى يلغي ما يمتاز به لبنان، أرض التلاقي والحوار والقداسة والتعايش، رغم التنوع الانساني والثقافي”، واضاف “أن المؤامرة الاقتصادية المصطنعة وتفتيت الدولة كلها تخدم مشروعهم. وإننا قررنا في مجلس الأساقفة والبطاركة ان نصمد ونتشبث بوحدتنا رغم تنوعنا، وأن أي سلطة تناقض العيش المشترك فاقدة الشرعية وسنحافظ على الوطن ولن ننزلق إلى الفتن والمكائد”. وتابع: “نذكر دائماً الامام موسى الصدر الذي رسم فلسفة لبنان وخلاص لبنان. أن المطارنة الذين كانوا مع الإمام الصدر قد رسموا مستقبل لبنان ليربح الجميع. مشروع لبنان يبنى كل يوم، وهو مثل بناء الاسرة التي تبنى كل يوم، وخلاص لبنان يكون بالصمود والبقاء مهما قتلوا ودمروا. وليس لنا خلاص الا بقوتنا وعيشنا المشترك”.
واختتم الراعي برنامجه بزيارة دار الفتوى حيث كان في استقباله مفتي صور ومنطقتها الشيخ مدرار حبال وعدد من القيادات الروحية والاهلية.
وأعرب المفتي عن تقديره للزيارة التي “من شأنها رفع المعنويات التضامنية مع لبنان ومع اهلنا في غزة والكشف الدائم عن جرائم العدو الإسرائيلي الذي يقتل الطفولة ويقتل الشعب الفلسطيني ويدمر دون شفقة متجاوزاً كل القوانين الدولية”.
نداء القرى الحدودية
من جهة أخرى، تمنى رؤساء بلديات وفاعليات بلدات رميش وعين إبل ودبل المسيحية لو تشمل زيارة البطريرك قراهم، وأكدوا في بيان: “نبدي سرورنا واعتزازنا بهذه الزيارة التي نرجوها مباركة ومثمرة، لاسيما وأن غبطته أطلق سلسلة مواقف مهمة ومعبّرة حيال ما يتعرض له الجنوب ومن ضمنه بلداتنا وقرانا من اعتداءات إسرائيلية ومن انتهاكات تترافق مع نزوح يقارب أحياناً التهجير”. وأضافوا: “نتمنى من صميم قلوبنا لو أن زيارة صاحب الغبطة مع صحبه الكرام، تشمل البلدات نفسها التي تضم الرعايا التابعة للكنيسة المارونية والكنائس الشقيقة، كي يشعر الأهالي ومن بقي منهم بالعناية الروحية والمعنوية المرجوة. إن زيارة صاحب الغبطة لتفقد الرعايا ميدانياً متاحة أمامه، لاسيما، وأن قسماً من الأهالي ما زال فيها إلى جانب الكهنة، والقسم الآخر يتوافد إليها بشكل دائم لتفقّد الأهل والبيوت والأملاك”. وتابع البيان: “نقدّر المحاذير الأمنية المفترضة، لكن الأكيد أن البلدات بحد ذاتها لم تتعرض للقصف والرمايات، التي تستهدف أحياناً محيطها ومراعاتها في إطار تبادل النيران والاعتداءات الإسرائيلية بحجّة الردّ على الرمايات التي تنطلق من محيط بلداتنا”.