ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن فرص التوصل لوقف إطلاق النار في لبنان تتزايد بقيادة مبعوث الرئيس الأميركي جو بايدن آموس هوكستاين وتشجيع دونالد ترامب، على الرغم من تواصل الغارات.
ونقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عن مسؤول سياسي إسرائيلي أن هناك تقدماً ملموساً في المحادثات بخصوص الجبهة الشمالية.
وقال المسؤول الإسرائيلي إن الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل. كما قالت هيئة البث الإسرائيلية إن هناك تقدماً حقيقياً في الاتصالات بخصوص الجبهة الشمالية.
من جهتها، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن تل أبيب تدرس إمكانية وقف إطلاق النار بالجبهة الشمالية مع لبنان لتجنب أي قرار من مجلس الأمن الدولي ضدها، مشيرة إلى أن إدارة بايدن تمارس ضغوطا شديدة على إسرائيل لإنهاء القتال على الجبهة الجنوبية.
وتأتي المبادرة السياسية الناشئة -وفق القناة الإسرائيلية- وسط مخاوف عميقة بين صناع القرار في تل أبيب بشأن قرار محتمل من مجلس الأمن الدولي، والذي يمكن أن يحد بشكل كبير من حرية العمل العملياتية لإسرائيل.
وأضافت أنه على الرغم من أهمية الخطوة، إلا أنه لم يجر الكشف عن تفاصيل الاتفاق الناشئ فيما تستمر المحادثات عبر القنوات الدبلوماسية، مشيرة إلى أن وزير القضايا الاستراتيجية رون ديرمر سيسافر إلى واشنطن لإغلاق هذا المسلسل مع لبنان.
ويوضح التقرير أن التقييمات القائمة في إسرائيل تثير سيناريو مفاده أن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد يتقدم قريبا بقرار دراماتيكي يدعو إلى وقف فوري للقتال في قطاع غزة أو يفرض قيودا صارمة على أنشطة الجيش الإسرائيلي في جميع الساحات.
وتشتد المخاوف من مثل هذا القرار الدولي، خاصة في ظل الضغوط السياسية غير المسبوقة التي مارستها إدارة بايدن على إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، بهدف منع المزيد من التصعيد على الجبهة الشمالية.
ويعرب كبار المسؤولين في القدس عن قلقهم إزاء احتمال أن تمتنع الولايات المتحدة، الحليف الأقرب لإسرائيل، هذه المرة عن استخدام حق النقض (الفيتو) لحماية المصالح الإسرائيلية في مجلس الأمن. علاوة على ذلك، فإن التقدير بين كبار المسؤولين هو أن التعقيد السياسي والضغوط الدولية قد تستمر، بل وتشتد، حتى بعد تغيير الحكومة في واشنطن ودخول دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.
ويشير التقرير إلى أنه على الرغم من التحديات السياسية المتزايدة، فإن عملية “سهام الشمال” التي يوجهها الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية قد أثمرت حتى الآن سلسلة من الإنجازات العملياتية المهمة، والتي أدت إلى تغيير جوهري في ميزان الردع في مواجهة حزب الله.
وبحسب تقديرات المسؤولين الأمنيين، فإنه إذا تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في نهاية المطاف، فإن إسرائيل ستحتفظ بالشرعية الدولية والقدرة العملياتية على الرد بقوة في حال حدوث انتهاكات من قبل جماعة حزب الله.
وسادت نبرة التفاؤل الحذر الأسبوع الماضي بين المسؤولين السياسيين والأمنيين بشأن فرص التوصل إلى تسوية سياسية مع حزب الله، رغم أن الشروط المطلوبة لتوقيع اتفاق ملزم بين الطرفين لم تنضج بعد.
والأربعاء الماضي، هدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم في كلمة له إسرائيل قائلاً “إذا كانت تريد حرب استنزاف، فنحن مستعدون. وقال خليفة حسن نصرالله “حتى لو طالت الحرب سننتصر في النهاية. لا نتوقع أن تنتهي الحرب بعمل سياسي، لكننا سنجعل العدو يطالب بوقفها. وعندما توقف إسرائيل عدوانها سيكون هناك احتمال لإجراء مفاوضات غير مباشرة عبر رئيسة مجلس النواب اللبناني نبيا بري”.
وهدد قاسم قائلا “شيئان سينهيان الحرب”. “أولا – ساحة المعركة والآخر – تدمير العمق الإسرائيلي باستخدام الطائرات بدون طيار والصواريخ”. وأضاف “لدينا عشرات الآلاف من المقاتلين المدربين، القادرين على مواجهة العدو والبقاء صامدين”. لدينا القدرات اللازمة لتحمل الحرب ولو لفترة طويلة”.
ومن بين شروط التسوية في لبنان التي قدمتها الحكومة الإسرائيلية إلى واشنطن، حرية عمل قواتها الجوية في الأراضي اللبنانية لمنع تسليح الحزب المدعوم إيرانيا.
وتقدر المؤسسة الأمنية أن إسرائيل تقترب من تحقيق الأهداف على الجبهة الشمالية ميدانيا، كما هي محددة في أهداف الحرب في الحكومة. ويعتقد المسؤولون أنه من المناسب الآن تحقيق إنجازات الجيش الإسرائيلي في التسوية السياسية، التي ستعيد سكان الشمال إلى منازلهم، لكن بعض الوزراء في الحكومة يزعمون أن الإنجاز في جنوب لبنان يجب الآن تعميقه.
شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي الأحد غارة على منزل في مدينة بعلبك بشرق لبنان، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية، من دون أن يسبقها إنذار بالإخلاء.
وأوردت الوكالة أن “الطيران المعادي شنّ غارة على منزل في حي آل اللقيس في مدينة بعلبك”.
وفي وقت سابق، أشارت الوكالة الوطنية الى غارة إسرائيلية نادرة شمال بيروت، طاولت تحديدا بلدة علمات ذات الغالبية الشيعية في قضاء جبيل ذي الغالبية المسيحية.
وشنت إسرائيل منتصف ليل السبت-الاحد وصباح الاحد سلسلة غارات على قرى وبلدات في جنوب وشرق لبنان، بحسب المصدر نفسه.
وأسفرت الضربات الإسرائيلية السبت عن مقتل 20 شخصا في شرق لبنان و13 آخرين في جنوبه، بحسب حصيلة لوزارة الصحة اللبنانية.
وبعد عام من فتح حزب الله اللبناني جبهة عبر الحدود إسنادا لحليفته حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة، كثفت الدولة العبرية في 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه والضاحية الجنوبية لبيروت. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية “محدودة”.
وقضى أكثر من 3110 أشخاص وفق وزارة الصحة منذ بدء حزب الله تبادل القصف مع اسرائيل قبل أكثر من عام.