وقال غالانت، خلال اجتماع مع ضباطه وهو ينظر إلى خريطة للبنان: «انتشرت قوات كثيرة عند الحدود، ويقوم الجيش حالياً بعمليات هجومية على جنوب لبنان كله» من دون أن يوضح إن كانت قوات إسرائيلية دخلت الأراضي اللبنانية.
وأضاف أنه «تم القضاء على نصف قادة حزب الله في جنوب لبنان، والنصف الآخر يختبئ ويترك المنطقة أمام عملية جيش الدفاع الإسرائيلي. نحن نتعامل مع عدة بدائل ليتمكن سكان الشمال من العودة. وعلى الصعيد العملياتي ستكون الفترة المقبلة حاسمة».
عملياً، يمكن الحديث عن الانتقال إلى مرحلة جديدة في جنوب لبنان، حيث تتصاعد على مدى الأيام الثلاثة الأخيرة وتيرة العمليات وتتبدل نوعية الأهداف، فـ «حزب الله» عمّق من استهدافاته وصولاً إلى شمال عكا، في حين ركّز الإسرائيليون عملياتهم ضد بلدة عيتا الشعب من خلال تشكيل حزام ناري هائل، علماً بأن الإسرائيليين كانوا قد أوصلوا رسائل سابقاً إلى لبنان عبر قنوات بأنهم سيعتمدون سياسة الأرض المحروقة، وكانت «الجريدة» قد كشفت عن مضامين هذه الرسائل في تقارير سابقة. وربما هذا ما بدأ في عيتا الشعب ومحيطها.
ويمكن توصيف الغارات الكثيفة والمتزامنة التي شنّت أمس باتجاه بلدة عيتا الشعب، وهي أكثر البلدات التي تعرضت لعمليات قصف، وقد يكون هناك أهداف متعددة من وراء ذلك، أولاً أن يتم جعل المنطقة غير مأهولة، واعتماد سياسة الأرض المحروقة، وتخويف الناس في القرى الحدودية لدفعهم للمغادرة، وثانياً، ما تحاول تل أبيب تسويقه بأن هذه المنطقة تحتوي على أنفاق عسكرية لـ «حزب الله» وبالتالي التمهيد لتوغل عسكري يكون عنوانه تدمير الأنفاق.
وكان الجيش الإسرائيلي أعلن في وقت سابق أنه شن «هجوماً واسع النطاق شمل نحو 40 هدفاً تابعاً لمنظمة حزب الله الإرهابية في محيط عيتا الشعب»، موضحاً أنه هاجم «مستودعات لتخزين وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية وغيرها».
ويقابل العمليات الإسرائيلية المكثفة تصعيد نوعي من «حزب الله» وسط معلومات قريبة من الحزب تفيد بأن تصعيده يندرج في الردّ على الاستهدافات الإسرائيلية، وإيصال رسائل الاستعداد لتوسيع المعركة وفق المعادلة التي رفعها الأمين العام للحزب حسن نصرالله سابقاً وهي معادلة: «بتوسع، منوسّع». وتتحدث المصادر القريبة من الحزب عن التحضير للانتقال إلى مرحلة جديدة من المواجهات واستخدام أسلحة أو استهداف مواقع جديدة، مفيدة بأن الحزب يجهز الكثير من المفاجآت للإسرائيليين.
دبلوماسياً، أكدت مصادر لـ «الجريدة» أن هناك تخوفاً غربياً من تصاعد وتيرة العمليات العسكرية في ظل انخفاض منسوب التوتر بين إيران وإسرائيل، وبالتالي انتقال المواجهة إلى ساحات أخرى ما يعني أن «حزب الله» سيكون في واجهة الأحداث.