مع إصرار المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي جان ايف لودريان على حتمية الحوار لحل المأزق الرئاسي، وفق ما طالب به رئيس مجلس النواب نبيه بري وفريقه السياسي، فإن قوى المعارضة باتت اكثر اقتناعاً بعدم قدرة الموفد الفرنسي على إزالة العراقيل من أمام انتخاب رئيس جديد
للبنان. وتسأل أوساط معارضة عبر “السياسة”، عن الحياد الفرنسي، في ظل تبنيه وجهة نظر الفريق الآخر الذي يعطل الاستحقاق الرئاسي، مشددة على أن مواقف لودريان، تزيد المعارضة تشبثاً برأيها في عدم الموافقة على الحوار، مشيرة إلى أن ما تقوله باريس بشأن الحوار، يتعارض تماماً مع وجهة نظر المجموعة الخماسية.
وفي يومه الثاني من لقاءاته مع القيادات السياسية، أمس، زار لودريان النائب السابق وليد جنبلاط، بحضور نجله تيمور رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” . وإذ دعا وليد جنبلاط، الكتل النيابية لتلبية الدعوة للحوار، فإنه أشار إلى أن “القوات اللبنانية”، دائما لديها وجهات نظر، لكنها تفضل وجهة نظر بري ولودريان من الحوار.
كما زار لودريان، رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد ، وتطرق الحديث إلى المبادرة الفرنسية الساعية إلى إطلاق الحوار بين اللبنانيين حول الموضوع الرئاسي، واعتبر رعد، أن طرح الرئيس بري للحوار يصب في السياق عينه، ويكمل المساعي الفرنسية، على أن تكون للودريان سلسلة لقاءات مع عدد من الشخصيات السياسية والحزبية، اليوم وغداً. وفي السياق قال بري، إن الاستحقاق الرئاسي ونظرا للواقع البرلماني القائم حاليا والذي لا يعطي لاحد القدرة لحسم هذا الاستحقاق بمفرده لا يمكن انجازه الا بالحوار والتوافق وأي كلام آخر هو عبث وإطالة لأمد الفراغ لأهم موقع دستوري، معربا عن أمله في ان تستجيب كافة القوى البرلمانية لهذه الدعوة. ومن المتوقع أن يستضيف السفير السعوديوليد البخاري في دارته، اليوم، النواب السنة في لقاء الى لقاء يحضره الموفد الفرنسي لودريان. وكان البخاري شارك في سلسلة اجتماعات سعودية – فرنسية حول ملف لبنان في قصر الاليزيه عشية توجه لودريان الى لبنان.
على صعيد آخر، وفي سياق المعالجات لوقف القتال في مخيم “عين الحلوة”، اتفق وفدان من قيادتي حركة فتح وحماس على الالتزام بتثبيت وقف إطلاق النار في المخيم، وشدد بيان مشترك صادر عن الاجتماع على ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار، وتسليم المطلوبين المتهمين باغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي ورفاقه للقضاء اللبناني، والعمل على تسهيل عودة النازحين من المخيم إلى منازلهم، وإخلاء المدارس، ووقف الحملات الإعلامية كافة.
وقبل ذلك، عقد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي اجتماعا لبحث الوضع في المخيم، شارك فيه عن الجانب الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد والسفير الفلسطيني اشرف دبور، وأمين سر حركة “فتح” فتحي أبو العردات، وعن الجانب اللبناني قائد الجيش العماد جوزيف عون، والمدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ومدير المخابرات في الجيش العميد طوني قهوجي.
إلى ذلك، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على سبعة أفراد وكيانات رئيسية في لبنان وأميركا الجنوبية ينتمون لحزب الله وممولين له، في حين تفاعل بقوة ما كشفته إسرائيل عن وجود مطارات إيرانية في جنوب لبنان، وفي ظل رفض لبناني واسع، كتب النائب أشرف ريفي على منصة “إكس”: “أين الحكومة النائمة من هذه الاستباحة لسيادة لبنان؟ ولإيران نقول: لبنان أقوى من احتلالكم ولن يكون ولاية إيرانية”.