إحتفلت اكاديمية بشير الجميل بتخريج الدفعتين الثامنة والتاسعة من طلابها في مركز “لقاء” في الربوة، في حضور الشيخة صولانج الجميل وعائلتها النائب نديم الجميل ويمنى زكار، الاب نايف زيناتي ممثلا راعي ابرشية انطلياس المارونية المطران انطوان ابي نجم، رئيس أكاديمية بشير الجميل المهندس الفرد ماضي، دانيا قزي، الاساتذة المحاضرين في الاكاديمية في المستويين الاول والثاني، وحشد من الشخصيات.
بعد النشيد الوطني، كلمة الافتتاح من المنسقة ريما سعد، وبما ان الدفعتين تحملان اسم سجعان قزي، ألقى رئيس الاكاديمية كلمة استذكر فيها الراحل، “الصديق الوفي والانسان الانساني الى اقصى حد، والاب الحنون والطفل مع بناته، هذه الصفات التي لا يتكلم بها احد عند ذكره، اذ كان معروفا بكتاباته وكلماته ومشاغبته بالسياسة”.
بعدها تسلمت زوجته دانيا الدرع التكريمي، وألقت كلمة مقتضبة شكرت فيها الشيخة صولانج وعائلتها على مساندتهم الدائمة، وخصت بالشكر رئيس الاكاديمية على لفتته التكريمية هذه “عربون وفاء لرفيق الدرب”، متحدثة بلسانها ولسان سجعان “الغائب بالجسد فقط، هو الذي نذر حياته خدمة للقضية وكان لديه الكثير بعد ليقدمه انما هذه مشيئة ربنا”.
سعد
وألقت سعد كلمة استعادت في بدايتها قولا للرئيس بشير الجميل عن ارادة الحياة وضرورة الوصول لحل لبناني صادر عن اللبنانيين جميعهم لخلاصهم وخلاص وطنهم، وربطتها بالدور الذي تلعبه الاكاديمية على هذا الصعيد، اذ انها “تجمع كافة الاطياف وتسعى لمد الجسور والحوار، وربط لبنان المقيم بلبنان المغترب من خلال بشير ومشروعه، الذي هو مشروع مقاومة ثقافية وسياسية ووطنية يمتد من تاريخ بطاركته المقاومين مرورا بمسيرة بشير وصولا الى يومنا هذا. وبالرغم من كافة التحديات والصعوبات، يبقى تاريخ هذه الارض وهذا الشعب غير قابل للمحو او التغيير، وتبقى هناك فسحة امل بالأجيال وبتحقيق حلم ومشروع وطن البشير”.
مدور
وألقى المهندس سيرج مدور كلمة خريجي الدورة الثامنة تناول فيها الاكاديمية التي خرجت منذ 2019 حتى اليوم حوالي ال 700 طالب، وتكلم عن “سبب تميزها واستمراريتها الذي ما هو سوى اسم بشير الجميل، وقدرته منذ 41 سنة في التأثير على الشباب وجذبهم نحو حلمه ببناء دولة المواطنة، تحكمها سلطة قوية تعمم القوانين على الكل بالتساوي من الشمال الى الجنوب. وكيف ان الاكاديمية شكلت حالة فريدة من نوعها، لم تكتف بالمستوى الاول بل اطلقت المستوى الثاني حتى تطور شباب وشابات مسؤولين بالمجتمع، يتمتعون بأخلاق وجدية تامة اينما تواجدوا وتحت اي ظرف”.
وختم: “لبنان مساحة حرية هكذا آمن بشير وهكذا نؤمن نحن، نرفض ان نفرط بتضحيات جدودنا، هذه ارض مقدسة “هيك كانت وهيك رح تبقى”.
شاهينيان
وكانت كلمة لهاروت شاهينيان باسم خريجي الدورة التاسعة، شاكرا لرئيس الاكاديمية واساتذتها مجهودهم، وطرح مجموعة من الاسئلة عن “الحرية والتحرر والوطن والدولة والفساد والقانون والحقيقة وكلها قضايا دافع عنها بشير فأضحى هو اكاديمية بنفسه، اكاديمية فكر وطني وعطاء وتضحية حتى الاستشهاد”.
ودعا الشباب الى ان “لا يستسلموا وان يقاوموا الاحتلال والتطاول والظلم لبناء لبنان كما حلم البشير، لبنان الدولة لا الدويلة”.
فرح
اما المحامي نعوم فرح فقد طرح سؤالين: لماذا بشير اليوم؟ وماذا بقي من بشير؟ والجواب وجد في كتاب الاب اليسوعي سليم عبو “بشير الجميل او روح شعب”. لقد ترك بشير 3 اقانيم، اغتالوه ليغتالوها وهي: روح المقاومة، وروح الاستقلال، وروح السيادة. هو الذي كان عازما على بناء دولة القانون وصون الحريات”، لافتا الى ان “وجود الاكاديمية هو استمرارية وبقاء ونشر لروح بشير الجميل على المستويين العقائدي والوطني. مسؤولية الشباب اللبناني هي في تحويل الحلم الى واقع ملموس. وضعنا شبيه بعشية 13 نيسان 1975 مع الفارق ان الصراع غير مسلح بل صراع على الهوية ونمط الحياة والقيم الانسانية التي تهدد وجود كل لبناني على اختلاف انتماءاته السياسية والدينية والثقافية، انما الصورة تبقى تحمل الامل لذلك اليأس ممنوع، والتخاذل مرفوض، والخنوع محرم”.
زيناتي
والقى الاب نايف زيناتي كلمة شدد فيها على “الرابط بين الارض والهوية، ودور الكنيسة المارونية بالمحافظة على هذا الرابط وتمتينه وصون وجودنا وبقائنا بلبنان. فمهما تفرقنا وتشتتنا بكل بقاع العالم، نحن لا ننسى ارضنا ولا نترك كنيستنا ولا هويتنا مهما شوهوها، ان لبنان مرتبط بهوية الكنيسة المارونية “وما حدا بياخدا منا”. القضية تولد معنا، يحملها بالجينات كل ماروني ويدافع عنها كل بطريرك من بطاركتنا عاش في هذا الجبل ليبقى لبنان هو لبنان. نحن نعرف كيف نقاوم، وهذه المقاومة لن تتغير لو مهما حصل ولن يستطيع احد ان يشوه لبناننا او كنيستنا. ان هذه الاكاديمية هي نوع من المقاومة حتى لا ننسى تاريخنا ولا حاضرنا. المقاومة هي بالقيادة والمبادئ المسيحية المبنية على اساس تقبل الغير ومحبته”، مشددا على اننا “كشعب لا نستطيع ان نبقى موجودين الا عندما نعرف وندرك ما هي قضيتنا واهميتها”.
الجميل
اما النائب نديم الجميل وبعد تهنئته للمتخرجين، حملهم المسؤولية، “ليس فقط بمعرفة وفهم القضية، انما بالدفاع عنها وحراستها كما كان سجعان حارسا لها بكتاباته وكلماته”.
وتوجه بكلمة قلبية لسجعان الذي “اختلفنا معه بالكثير من الامور، انما لم نختلف مرة واحدة على القضية وجوهرها وكيفية الدفاع عنها، وكيف ان هم سجعان قزي الاساسي كان ملاحقة كل ما يكتب او يقال عن القضية وتصحيح كل مغالطة والدفاع عنها. وان القوة قبل كل شيء هي قوة الكلمة والمفردات والادبيات بهدف اعادة الزخم وروح المقاومة داخل مجتمعنا”.
واشار الى ان “الصراع الحقيقي اليوم هو مع من يحاولون تشويه صورة مقاومتنا ليتغلغلوا بين الجيل الجديد غير المتمكن من الحقائق والوقائع التاريخية، ليغيروا توجهاتنا وثقافتنا، وان الخريجين اليوم عليهم تطوير الفكر المقاوم انطلاقا من تاريخنا وثوابتنا لمواكبة الحاضر والانطلاق نحو لبنان الغد”.
ثم تناول التحديات الحالية في لبنان، وطلب من الجميع ان “يكونوا مسيسين الى اقصى حد، وان الهدف من السياسة والتسييس هو انقاذ الجمهورية اللبنانية، وانه على المجتمع المسيحي المبادرة واتخاذ قراراته بنفسه، وعدم السماح لاحد بتقرير مصيره من اصغر الامور الى اكبرها، خاصة مع وضع حزب الله يده على القرارات والادارات كافة”.
وختم: “واجب علينا ان نؤمن ونعرف ان هذا الوطن لنا وان نسير على خطى بشير كما علمنا، وهذه مسؤولية في التعاطي السياسي لمنع احد ان يقرر عنا”.
وبنهاية الحفل تم توزيع الشهادات على المشاركين والتقاط الصور التذكارية.