عكس الاجواء الرئاسية القاتمة في بيروت، فإن زوار العاصمة الفرنسية باريس، ينقلون عن احد السفراء الذين التقوا الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، اعتباره ان زيارته الاخيرة إلى لبنان حققت خروقات إيجابية يبنى عليها في عملية السعي لاتمام الاستحقاق الرئاسي.
وأوضح المصدر ان «لودريان يصارح محدثيه بأنه حقق انجازا في مسألة إقرار «الثنائي» وتحديدا «حزب الله»، بفصل الرئاسة عن حرب غزة، بعدما سمع مباشرة من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، عدم الربط بين الحرب ورئاسة الجمهورية، لدرجة ان لودريان قال «انا أصدق ما قاله رعد».
وأضاف المصدر ان «لودريان تعمد عدم الوضوح في كل اللقاءات التي عقدها في بيروت. فلدى لقائه الرئيس بري أبدى ثقته بما يقوم به رئيس المجلس، ولم يأت على ذكر المرشح الثالث، وحاول القبول بالتشاور، وان جواب بري كان: انه لا مشكلة لدي بالتسمية، ان كانت حوارا او تشاورا، وهذا الجواب اعتبره لودريان خرقا ايجابيا».
وتابع المصدر «ان الخرق الآخر الذي تحدث عنه لودريان، هو سماعه من «حزب الله» كلاما واضحا، مفاده انه «عندما يدعو الرئيس بري إلى حوار ويترأسه، نحن نشارك في هذا الحوار، وان عقد جلسات بلا نتيجة أصبحت بلا فائدة، مع تأكيد تمسكنا أكثر من اي وقت مضى بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وبالتالي فإن استعداد حزب الله للمشاركة في أي حوار يدعو اليه بري رأى فيه لودريان خرقا ايجابيا».
وأشار المصدر إلى ان «ما توقف عنده لودريان هو ان كتل نيابية وقيادات سياسية وازنة، اجمعت على الدور المحوري للرئيس بري في الانتهاء من أزمة الرئاسة، وهذا ما سمعه لودريان من رئيس الحكومة (حكومة تصريف الاعمال) نجيب ميقاتي. فعندما طرح الموفد الفرنسي صيغا مرنة عدة للحوار طلب من ميقاتي لعب هذا الدور. الا ان جواب رئيس الحكومة كان سريعا وحاسما بأن الرئيس بري هو الاقدر على لعب هذا الدور. لذا أعاد لودريان طرح الفكرة على الزعيم وليد جنبلاط، فترجمها الاخير بجولات للقاء الديموقراطي على القوى النيابية، وخلاصتها انه لابد من العودة إلى الرئيس بري اختصارا للوقت وللجهد، وللوصول إلى نتائج سريعة».
ولفت المصدر إلى ان «لودريان حاول ان ينتزع من الرئيس بري تعهدا انه في حال الوصول إلى جلسات الانتخاب المفتوحة يبقى نواب كتلة التنمية والتحرير في القاعة ولا ينسحبون لتطيير النصاب، وبينما تحدث لودريان عن حصوله على هذا التعهد، الا ان اوساط الثنائي نفت الامر».
ورأى المصدر ان «ما وصفه لودريان بأنه خروقات إيجابية، هو في الأساس مراوحة في ذات الحلقة المفرغة، وعدم التقدم لو خطوة من نقطة الصفر إلى مسار يمكن ان يبنى عليه، والتطورات المتسارعة تظهر ان الامور ذاهبة إلى مزيد من التعقيدات، وان آوان الرئاسة في لبنان لم يحن، وان الامر قد يحتاج إلى مجلس نيابي جديد».