إسرائيل تضرب ايران مُجدداً في سوريا و الأخيرة تؤكد أنها... سترد
الراي الكويتية
Thursday, April 21, 2022
ضربتْ طائراتٌ مسيَّرة قافلةً محمّلةً بالفيول على الحدود العراقية - السورية ودمّرت جزءاً منها، بعدما عَبَرَتْ إلى أطراف منطقة البوكمال الحدودية، داخل الأراضي السورية، في حين خرجتْ صحفٌ أميركية لتؤكد عدم مسؤولية القوات الأميركية، وتضع ما حصل في خانة الضربة الإسرائيلية.
وبغض النظر عمّن قام بالعملية العسكرية، فإن إيران تلقّت «الرسالة» وتوعّدت - بحسب مصادر قيادية لـ «الراي» - بالرد القريب في مسارح الاشتباك المتعددة.
في شمال شرقي سورية، أقامت واشنطن، مطاراتٍ لقواتها، استخدمتْها إسرائيل خلال الأعوام الماضية لضرب الشمال السوري وكذلك للإغارة على أهداف داخل العراق، في أحداث متفرقة، قتلت فيها قيادياً في «الحشد الشعبي» ودمّرت مستودعات صواريخ للقوات الأمنية العراقية، كما أكد السفير الأميركي في بغداد لرئيس الوزراء العراقي حينها عادل عبدالمهدي.
إلا أن الاتفاق العراقي - الأميركي يؤكد أنه لا يحق لأي قوات جوية استخدام الأجواء العراقية من دون إذن بغداد.
ولذلك فإن الضربة أتت من المجال الجوي الذي تسيطر عليه أميركا وبعِلْمها من دون أدنى شك، لأنها تقع ضمن قطاع العمليات الذي توجد فيه قوات أميركية على الأرض وتحميها مظلة أمان.
إذاً جاءت الضربة الإسرائيلية بتَفاهُم مع أميركا وتَعاوُنٍ معها. لذلك فإن العراق يَعتبر أن المسؤولية تقع على عاتق الولايات المتحدة وتالياً، تستحقّ الرد.
أما إيران فهي تقبل بالرواية الأميركية وتعتبر إسرائيل مسؤولة عن العملية وتستحق الرد عليها لأن الصهاريج المدمّرة إيرانية وليست عراقية.
وسارعتْ إسرائيل عبر وسطاء غربيين وعرب، إلى بعث الرسائل لإيران بأنها لم تقصد إيقاع خسائر بشرية (لم يُعلن عن حقيقة الخسائر)، لكنها أرادت فرض سياستها الرادعة لاعتقادها أن الصهاريج كانت تحمل أسلحة، وتالياً رغبتْ في ضربها.
إلا أن طهران، أبلغت حاملي الرسائل، وفق المصادر القيادية، أنها ستردّ على الضربة بالتأكيد، وأن رسائل تل أبيب لا تعنيها، وتالياً فإن ضربتها المرتقبة، يمكن أن تكون مباشرةً وعلى أهداف إسرائيلية واضحة، على غرار تجارب إيرانية بالرد في الداخل وعبر «الذئاب المنفردة» التي تؤلم تل أبيب وتضرب أمنها القومي بالصميم أكثر من أي ضربة استعراضية حتى ولو كانت لمركز جهاز «الموساد» في أربيل، في كردستان – العراق، هذه السنة.
وتعتبر إسرائيل أن مسرح عملياتها يمتدّ من لبنان إلى سورية والعراق وحتى إيران. وقد فرضت على سورية «سياسة الردع» بسبب معرفتها بعدم قدرة الرئيس بشار الأسد على فتح النار عليها لوقفها عن مئات الغارات التي نفّذتها من دون رادع.
فسورية لا تملك المخزون الصاروخي اللازم لفتح معركة، ولن تستطيع روسيا إمدادَها بالسلاح والصواريخ المعترضة اللازمة بسبب حربها في أوكرانيا وحاجتها للذخيرة.
وقد استطاعت إسرائيل ضرب شبكة الدفاعات الأرضية التي قدمتها طهران لدمشق قبل ان تدخل الخدمة. كما منعت هبوط أي طائرة شحن إيرانية محملة بالسلاح تحت تهديد تدمير الطائرة والمطار.
وقد سبق وأخرجت مطاري دمشق وحلب عن الخدمة لمدة أسابيع قليلة لتؤكد جديتها وتصميمها في وقف إمداد سورية بالسلاح الإيراني.
وقد استطاعت إسرائيل وقف خط الإمداد هذا وها هي - كما يبدو - تنتقل إلى الخط البري.
إلا أن هذه المعادلة تحتاج لتفادي ضرب أهداف إيرانية كي تتجنب إسرائيل الصراع المباشر أو الرد. وهذا ما وقعت به تل أبيب أخيراً ما سيتوجب فيه على إيران الرد.
ومن الواضح ان إسرائيل استباحت سورية التي لم تفرض معادلة الردع كما فرضها «حزب الله» في بلاد الشام وفي لبنان.
وتقول المصادر إن «فرض الردع يتطلب تضحية ووقوع دماء وخسائر بشرية ومادية كبيرة وتبادل الضربات مع إسرائيل. وإذا لم يحصل ذلك، فإن إسرائيل ستبقى على سياستها في سورية من دون ان يعترضها أحد ما دامت دمشق لا تملك القدرة ولا التجهيزات العسكرية اللازمة لخوض معركة جديدة مع إسرائيل».
يبقى السؤال عن كيفية الرد الإيراني: هل يكون في شكل مباشر أو في مسرح عمليات آخر عبر «محور المقاومة»؟
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها