Share

الشفرة النووية الأميركية.. تحديثات "دراماتيكية" للنظام السري
الحرة
Thursday, April 21, 2022
في متحف التشفير الوطني التابع لوكالة الأمن القومي الأميركية، يمكن للزائرين أن يشاهدوا ما كان حتى وقت قريب واحدا من أكثر الأسرار حساسية لدى الأميركيين، أجهزة ترميز كان الرؤساء الأميركيون يستخدمونها، وتمنحهم القدرة على السماح بإطلاق أسلحة نووية.

وبعد إغلاق دام لعامين، أعيد افتتاح متحف التشفير الوطني، بعد أن تم إضافة معروضات جديدة، أبرزها، قسم مخصص للتطور التكنولوجي الخاص بنظام القيادة والتحكم النووي.

ويعد متحف التشفير الوطني، الواقع خارج العاصمة واشنطن، موطنا لعدة قطع من المعدات التي كانت تعمل قبل بضع سنوات، لإنشاء الرموز التي يمكن أن يستخدمها الرئيس الأميركي للسماح بإطلاق الأسلحة نووية.

ويكشف وضع المعدات الخارجة عن الخدمة في متحف وكالة الأمن القومي، عن تحديث دراماتيكي للنظام السري، الذي نادرا ما يتم تداوله من قبل المسؤولين الحكوميين.

وقال مدير المتحف، فينس هوتون، قال في حديث لجريدة وول ستريت جورنال، إن الإغلاق التام الذي سببه فيروس كورونا "أتاح لنا الفرصة، حين مر نظام الشفرة النووية للبلد بأكمله بتغيير جذري في تقنيتنا، بعرض الخوادم والآلات التي أنشأت الرموز النووية للولايات المتحدة من الثمانينيات وحتى بضع سنوات مضت".

التهديدات الروسية

ويأتي الكشف عن آلية صنع الشفرات الخارجة عن الخدمة مصادفة، بعد أسابيع فقط من تهديد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشن ضربات نووية في أوكرانيا  مما جذب الانتباه مجددا إلى مخاوف حقبة الحرب الباردة.

هذه التهديدات دفعت الرئيس، جو بايدن، إلى التحذير من "احتمال حدوث حرب هرمجدون" لم نرى مثلها منذ أزمة الصواريخ الكوبية خلال عهد الرئيس الأسبق جون كينيدي.

ومن بين المعروضات "السمكة الروسية"، وهي أداة فولاذية رمادية داكنة اللون، استخدمها الألمان خلال الحرب العالمية الثانية لاعتراض إشارات الراديو الروسية المنتشرة، عبر تسع ترددات مختلفة، قبل أن يستولي عليها الحلفاء من الألمان عام 1945.

وإلى جانب السمكة الروسية، هناك بكرة تشفير استخدمها الجيش الكونفدرالي خلال الحرب الأهلية، وآلات ترميز "إينيغما" قيل إن أدولف هتلر وقيادته العليا استخدموها، بحسب مدير المتحف.

قال لاري فايفر، مدير مركز مايكل هايدن، للاستخبارات والسياسة والأمن الدولي، بجامعة جورج ميسون: "المعرض الجديد يوحي لي أن هناك بعض التحسينات الدراماتيكية على القدرات التي نتمتع بها اليوم، وأنه ليس هناك ضرر من إظهار بعض الأشياء التي تم استخدامها من قبل حتى عام 2019".

ويعرض في المتحف عدة قطع من المعدات التي شاركت في إنشاء الشيفرة، بما في ذلك خادم كمبيوتر يسمى "DEC Alpha"، الذي أنشأ مفاتيحا سرية، يستخدمها الرئيس لبدء هجوم نووي. بالإضافة إلى آلة "MP37" التي من مهامها صنع بطاقات لنظام التأكد من الهوية المتطابقة مع الشيفرة النووية، للتأكد من أوامر المرسلة من القيادة الإستراتيجية للقادة المحليين في قسم الأسلحة النووية.

وقال المتخصص في الأسلحة النووية، ستيفن شوارتز، إن الرئيس الأميركي يحمل بطاقة تسمى "البسكويت" في جميع الأوقات، مضيفا "إنها في الأساس، بطاقة مغلفة خاصة، بحجم بطاقة الائتمان، مختومة وموضوعة داخل علبة بلاستيكية".

وأضاف للصحيفة "حين أطلق النار على الرئيس الأسبق، رونالد ريغان، عام 1981، سحب مكتب التحقيقات الفيدرالي ملابسه من غرفة العمليات في مستشفى جامعة جورج واشنطن كدليل، مما أثار معركة مع المكتب العسكري للبيت الأبيض على "البسكويت" الذي يعتقد أنه كان من بين الملابس".

وأضاف شوارتز أن الرئيس الأسبق، جيمي كارتر، أرسل عن غير قصد سترته التي تحتوي على "البسكويت" الخاص به إلى قسم غسيل وتجفيف الثياب، وأن الألسنة تناقلت خبر فقدان الرئيس، بيل كلينتون،  قطعة "البسكويت" الخاصة به.

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top