بوساطة الدب الروسي.. أرمينيا وأذربيجان تتفقان على تسوية
العربية.نت
Thursday, April 21, 2022
اتّفقت أرمينيا وأذربيجان، الاثنين، على "عدم اللجوء إلى القوة" لحل نزاعهما على منطقة ناغورنو كاراباخ، وذلك في بيان مشترك بعد محادثات بوساطة روسية.
كذلك، توافقت باكو ويريفان على "تسوية كل الخلافات حصرا على أساس الاعتراف بالسيادة المتبادلة وسلامة الأراضي"، وفق ما جاء في بيان مشترك تم تبنيه في نهاية قمة سوتشي، بحسب فرانس برس.
وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمام الصحافة في ختام القمة الثلاثية: "في رأينا المشترك، كان هذا الاجتماع مفيدا جدا، وأوجد مناخا مؤاتيا لاتفاقات مستقبلية محتملة".
وأضاف: "من جانبها، ستبذل روسيا قصارى جهدها لإيجاد تسوية نهائية وشاملة" للصراع في ناغورنو كاراباخ، مشيرا إلى أنه "من مصلحة الجميع تطبيع العلاقات".
وتابع "سنبقى على اتصال وسنواصل الحوار والبحث عن حلول لازمة من أجل وضع حد لهذا الصراع".
واستقبل بوتين، الاثنين، قادة أرمينيا وأذربيجان لإجراء محادثات بعد مواجهات مسلحة عنيفة بين هذين البلدين في القوقاز، في ظل سعى موسكو إلى تأكيد نفوذها.
وانعقدت القمة في سوتشي (جنوب روسيا) بعد شهر على مواجهات حدودية أوقعت 286 قتيلاً، في أعلى حصيلة منذ الحرب في 2020 للسيطرة على منطقة ناغورنو كاراباخ، المتنازع عليها بين الجمهوريتين السوفيتتين السابقتين منذ التسعينيات.
وحاولة بوتين، المنشغل منذ ثمانية أشهر في الحرب بأوكرانيا، عبر استقبال رئيس الوزراء الأرمني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني الهام علييف، استعادة دوره في ضبط أوضاع القوقاز، حيث يقوم الغربيون بجهود الوساطة الخاصة بهم.
وبحسب الكرملين، ناقش الاجتماع اتفاقيات تم وضعها خلال وساطة قامت بها روسيا السنة الماضية و"تدابير إضافية لتعزيز الاستقرار والأمن" في المنطقة. كما اجتمع بوتين أيضاً مع باشينيان وعلييف.
وخلفت حرب خريف 2020 بين أرمينيا وأذربيجان أكثر من 6500 قتيل من الجانبين وانتهت بهزيمة عسكرية أرمينية واتفاق سلام برعاية موسكو.
لكن مواجهات متقطعة استمرت رغم وجود قوات حفظ السلام الروسية سواء في ناغورنو كاراباخ أو عند الحدود المعترف بها بين البلدين، كما حصل في سبتمبر الماضي.
وتتهم أرمينيا، أذربيجان بقضم أراضيها تدريجاً. وكانت يريفان تنازلت عن مناطق في كاراباخ ومحيطها لباكو بعد هزيمتها في خريف 2020.
وساطة منفصلة
وجاءت هذه المحادثات تحت إشراف روسيا في وقت اتخذت فيه العواصم الغربية موقفاً أكثر نشاطاً في الوساطة في النزاع بين أرمينيا وأذربيجان، نظراً لأن روسيا تركز اهتمامها على أوكرانيا.
ونظم رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مفاوضات بين باشينيان وعلييف في بروكسل في أغسطس الماضي.
وتبادلت روسيا، التي لا تحبذ هذه المبادرات في منطقة تعتبرها منطقة نفوذها، مع الاتحاد الأوروبي انتقادات شديدة في الأسابيع الماضية حول جهود الوساطة.
واتهم ماكرون، روسيا بالسعي إلى "زعزعة" عملية السلام، فيما ندد بوتين بتصريحات فرنسية "غير مقبولة".
وقال بوتين في منتصف أكتوبر إن "روسيا حاولت على الدوام بصدق حل النزاعات، كما في إقليم ناغورونو كاراباخ".
وقبل المفاوضات، أعلن باشينيان أنه مستعد لتمديد وجود 2000 جندي روسي من قوة حفظ السلام لمدة تصل إلى 20 عاماً.
وقال رئيس الوزراء الأرمني السبت: "أنا مستعد للتوقيع في سوتشي على وثيقة تمدد تفويض جنود حفظ السلام لمدة 10 أو 15 أو 20 عاماً"، معرباً عن أمله في أن يقدم بوتين اقتراحاً في هذا الصدد.
من جهته، تعهّد الرئيس الاذربيجاني، متسلحاً بانتصاره العسكري في 2020، بإعادة إسكان كاراباخ بأذربيجانيين في حين تقيم غالبية من الأرمن في هذه المنطقة الخارجة عن سيطرة باكو منذ حرب أولى وقعت في التسعينيات، عند انهيار الاتحاد السوفيتي السابق. وأوقعت تلك الحرب حوالي 30 ألف قتيل.
كذلك قامت تركيا، حليفة باكو، بجهود وساطة واجتمع رئيسها رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة علييف وباشينيان في براغ.