مخلفات الزيتون المعصور.. المصدر الأوفر للتدفئة في لبنان
وكالة انباء الأناضول
Thursday, April 21, 2022
طالما كانت التدفئة في فصل الشتاء مصدر قلق لكثير من المواطنين اللبنانيين في ظل الارتفاع المتزايد بأسعار الوقود والحطب، وسط تدني القدرة الشرائية في البلاد بنسبة 95 بالمئة، عقب أسوأ ازمة اقتصادية في تاريخها.
اضطر الكثير من المواطنين للبحث عن بدائل لتوفير تكاليف التدفئة المرهقة في ظل الانقطاع الدائم للكهرباء وارتفاع أسعار اشتراك المولدات الخاصة، بعد ارتفاع أسعار النفط عالميا.
وأصبح جفت الزيتون (بقايا حب الزيتون بعد عصره)، مصدرا هاما رخيصا للتدفئة في ظل معطيات التضخم الحالية.
بحسب أحد أصحاب معاصر الزيتون، فقد كانت تتراكم الأطنان من الجفت أمام معامل عصر الزيتون في كل عام، حيث كان يذهب معظمها إلى التلف.
وبعد الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها لبنان بدأت المعاصر إنشاء ماكينات لكبس مخلفات عصر الزيتون وتجفيفيها لجعلها مصدرا جديدا لطاقة والتدفئة المنزلية، بتكاليف تقل بكثير عن أساليب التدفئة التقليدية.
ومن المعروف لدى المزارعين أن الزيتون يحتوي على 20 بالمئة من الزيت و40 بالمئة من "الجفت"، و40 بالمئة من المياه.
والجفت يبقى لدى صاحب المعصرة الذي يعتبر ربحا له، ويقوم بتصنيعه وتحويله بواسطة مكبس خاص إلى أشكال أسطوانية ويعرضه أمام المعصرة لبيعه.
ويقارب سعر طن الجفت 200 دولار، ويستخدم للتدفئة في فصل الشتاء وهو سريع الاشتعال ويدوم في المدفأة وينتج عنه لهيب يعطي دفئا للمنزل بكامله، وهو مطلوب في المناطق الجبلية العالية في لبنان.
يقول خبراء إن عملية تدوير مخلفات عصر الزيتون وعدم تلفها عشوائيا، كما كان يحصل في السابق، يحافظ على البيئة وينعكس بشكل إيجابي على المواطن.
** يحافظ على البيئة
أوضحت "غيت فارس" مديرة إحدى المعاصر ومعامل الكبس في جنوب لبنان، أن الهدف الأول من كبس مخلفات الزيتون وتجفيفها هو المحافظة على البيئة والتقليل من قطع الأشجار.
ولفتت فارس إلى أن هناك إقبال كبير من المواطنين على شراء جفت الزيتون في هذه الظروف الصعبة، وخاصة في فصل الشتاء، بسبب الارتفاع المستمر بأسعار الوقود وكذلك الحطب.
"بعد استخراج الزيت من حبة الزيتون توضع المخلفات في ماكينة خاصة لكبسه، ومن ثم تقطيعه لقطع صغيرة حوالي 30 سنتيمرا ومن ثم يترك لمدة 20 إلى 30 يوم ليجفف".
وعن أسعاره قالت إن سعر الكيس الذي يحتوي على 25 كيلو حوالي 5 دولارات، وهو جيد لذوي الدخل المحدود في هذه الظروف الصعبة.
** بديل ناجح عن الحطب
من جهته المواطن رامي البني (45 عاما) الذي اعتاد على شراء الجفت من سنتين أو أكثر، قال إنه بديل ناجح عن الحطب وعن المازوت، فهو يستمر مدة أطول من الحطب خلال اشتعاله في الموقد.
وقال البني: "دائما آتي بعد موسم قطف الزيتون إلى المعصرة لشراء الجفت لأنه أوفر سعرا، ويعطي نتيجة أفضل من غيره وكذلك هو طبيعي.. يمكن إشعاله داخل المنازل لأنه لم يدخل فيه مواد كيمائية".
"لبنان يخسر كميات كبيرة من الأشجار سنويا من خلال لجوء المواطنين إلى قطع الأشجار، من أجل التدفئة واستخدام الجفت يشجع على التقليل من قطع الأشجار".
ويعيش لبنان عاما ثالثا من الأزمة الاقتصادية الأكبر في تاريخه وتاريخ العالم وفق البنك الدولي".
وقد استفحلت الأزمة هذا العام حيث لا كهرباء وارتفاع أسعار الوقود، مع بلوغ ذروة الانهيار المالي للعملة الوطنية التي تصرف فيها رواتب معظم اللبنانيين.
وبات أكثر من 80 بالمئة من اللبنانيين يعانون فقرا متعدد الأوجه، وفق ما أكدت منظمة "الإسكوا" في أحدث تقاريرها.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها