مأساة ماغي محمود تثير الجدل في لبنان.. من يتحمّل مسؤولية وفاتها؟
قناة العربي
Thursday, April 21, 2022
أثارت حادثة وفاة الطالبة اللبنانية ماغي محمود إثر انهيار سقف إحدى الغرف داخل مدرسة حكومية شمالي لبنان، جدلًا واسعًا انعكس على مواقع التواصل.
وإثر شيوع الخبر، حمّل المغرّدون الطاقم السياسي الحاكم في لبنان المسؤولية عن هذه الجريمة بسبب الفساد والإهمال.
في المقابل، أعلن وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية عباس الحلبي عن تعطيل المدارس والثانويات والمعاهد في طرابلس اليوم حدادًا.
وأوفد الحلبي فريقًا فنيًا للكشف الميداني الأول. كما كلّف لجنة تحقيق هندسية وفنية للتعمّق بالكشف على المبنى ورفع تقرير مفصّل عن أسباب الحادث والمسؤوليات المترتبة عليه.
اسم ماغي محمود يتصدّر
في غضون ذلك، تحوّل اسم الطالبة ماغي محمود إلى "هاشتاغ" احتلّ صدارة التغريد في لبنان، حيث لقي تفاعلًا وصل إلى مليون و400 ألف، بينما سُجّل نحو 700 ألف تعليق، فيما وصلت المشاركات إلى نحو المليون.
وسُجّلت ذروة التفاعل مع هذا الهاشتاغ يوم أمس، من خلال مليون و200 ألف تعليق ومشاركة.
ومن خلال هذا "الهاشتاغ"، طلب مغرّدون من وزارة التربية، تشكيل لجنة فنية للكشف على جميع المدارس الرسمية، ليس في طرابلس فحسب، بل في كل لبنان.
وشبّه عدد من المغرّدين سقوط سقف الصف بسقوط صرح الدولة الهشّ والمهترئ، مثلما وصفوه.
من مدير المدرسة إلى وزير التربية
وفي تعليقها على هذه المأساة، تعتبر الناشطة التربوية نسرين شاهين أنّ هناك مسؤولية قانونية وإدارية في هذه الحادثة تتوزع على عدّة أشخاص، بدءًا من مدير المدرسة، وصولًا إلى وزير التربية.
وتوضح في حديث إلى "العربي"، من بيروت، أنّ مديري المدارس في لبنان يتوجّب عليهم عند نهاية كل عام، أن يرفعوا تقريرًا يضمّنونه توصياتهم حول أيّ إشكاليات يمكن أن تكون موجودة في صرح المدرسة.
وتلفت إلى أنّ هذا التقرير يتضمّن فقرة واضحة اسمها "البناء"، ما يعني أنّ مدير المدرسة عليه أن يرفع توصياته حول أيّ أمر يتطلب إرسال الصيانة.
وتشير إلى أنّ المدرسة التي نتحدث عنها هي ثانوية وبالتالي فهي تخضع مباشرة لمديرية التعليم الثانوي في وزارة التربية.
وهنا، تطرح شاهين سلسلة من علامات الاستفهام، "فهل رفع مدير المدرسة التقرير المناسب في نهاية العام الدراسي السابق كما يتوجب عليه؟ وفي حال فعل ذلك، هل تحركت المديرية أم لم تتحرك؟ وفي حال تحرّكت، من هم المهندسون الذين خلصوا إلى أن هذا البناء صالح؟".
20% من الطلاب في خطر
وترسم شاهين كذلك علامات استفهام حول كيفية دعوة وزير التربية لتشكيل لجنة فنية بإشرافه، في حين أنّ كل المسؤوليات هي على أشخاص برعاية وزارة التربية.
من هنا، تطالب بلجنة مستقلة عن وزارة التربية تشرف على التحقيقات وتطلع على المستندات، مشدّدة على أنّ التحقيق يجب أن يبدأ من المدرسة وينتهي بوزارة التربية.
وتخلص الناشطة التربوية إلى أن ملف ترميم المدارس في لبنان يواجه إهمالًا بصورة عامة، شارحة أنّ الترميم يكون من الجهات المانحة، علمًا أنّه لا يوجد منصّة شفافة لمعرفة كيفية توزيع الأموال.
وتقرع جرس الإنذار، بإشارتها إلى أنّه يحكى اليوم عن 364 مدرسة بحالة سيئة روادهم 80 ألف طالب أي نحو 20% من طلاب المدارس الرسمية.