فوضى عارمة و انهيار غير مسبوق في كل شيء ... رمضان على وقع الأزمة في لبنان
إكرام صعب - سكاي نيوز عربية
Thursday, April 21, 2022
يحل شهر رمضان على اللبنانيين هذا العام بمشهد غير اعتيادي، بعد اشتداد الأزمة التي طال أمدها، والتي تعيش العائلات اللبنانية بكل أطيافها وطوائفها، بسببها ظروفا عصيبة لا تشبه أي ظروف أخرى مرت على البلاد.
ملامح رمضان في لبنان هذا العام
يستقبل لبنان شهر رمضان بارتفاع جنوني للدولار، وصل إلى قرابة الـ150 ألف ليرة بشكل متسارع، صباح الثلاثاء.
وقبيل شهر الصيام، أقفلت الصيدليات أبوابها وأعلنت محطات المحروقات عن توقع بيع البنزين والمازوت والغاز، لغاية التسعير بالدولار، لتتجنب الخسارة، وفق ما قال أصحاب عدد منها لموقع "سكاي نيوز عربية".
سعر كيلو اللحم وصل إلى مليون و500 ألف ليرة، ولا قدرة للمواطن على شرائه، ولا حتى أولئك الذين يصلهم الدولار من خارج البلاد.
تشهد الطرق في لبنان منذ ساعات نهار الثلاثاء، قطعا عشوائيا في الساحات الرئيسية، استنكارا لما وصل إليه الحال.
"أوسع مشاركة في تحرك احتجاجي".. هذا ما دعت إليه النائبة في البرلمان اللبناني، بولا يعقوبيان، عبر تطبيق واتساب، في إشارة إلى "تحرك" من المقرر أن يقام الساعة 11 بتوقيت بيروت ظهر الأربعاء 22 مارس، احتجاجا على الأزمة التي تطغى على البلاد.
جولة في بيروت
لم تكن الجولة في شوارع بيروت سهلة ظهر الثلاثاء، حيث بدا الغضب بوضوح على وجوه المارة، الذين أكدوا "عدم قدرتهم على التحمل". ومن أبرز "مشاهد" الجولة:
حالة من الفوضى والتذمر والاحتقان في شوارع العاصمة منذ عصر الاثنين.
تعبير البعض في شوارع بيروت عن غضبهم، بإطلاق النار الكثيف، خاصة في المناطق المكتظة من العاصمة، وكذلك في مدينة طرابلس شمالي البلاد.
ألم المواطنين في "شهادات"
التقى موقع "سكاي نيوز عربية" مجموعة من المواطنين اللبنانيين، الذين اشتكوا من عجزهم عن تأمين الكثير من المواد الأساسية على مائدة الإفطار هذا العام. ومن أبرز ما قالوا:
رب عائلة يبلغ من العمر 50 سنة، ويعمل موظفا بالقطاع الحكومي: "الكثير من الأطعمة المغذية والأكلات الرمضانية، التي كانت تزين موائدنا لن تكون حاضرة هذا العام بسبب غلاء الأسعار، إضافة إلى تسعير السلع في المحال التجارية بالدولار وبصورة عشوائية".
أحد المارة في منطقة الكولا: "لم تعد تنفع الثورات فالبلاد في الجحيم. الناس بدأت تأكل بعضها البعض. لا أعتقد أننا سنصمد لأننا لا نستطيع شراء ربطة الخبز حتى، والعالم يشاهدنا ونحن نموت".
سيدة خمسينية: "رفض الصيدلي تزويدي بعلبة دواء الضغط. سأبقى بلا دواء إلى حين إعادة فتح الصيدليات أبوابها، وقد لا أتمكن من شرائه!".
محطات الوقود.. وطأة أشد
محطات وقود في لبنان، أعلنت عن "رفع خراطيمها" لحين تحديد سعر بيع المحروقات بالدولار، بعد أن وصل سعر قارورة الغاز المنزلي إلى مليون ونصف المليون ليرة.
ممثل موزعي المحروقات، فادي ابو شقراء، قال لموقع "سكاي نيوز عربية": "أمام الحكومة مهلة 12 ساعة لاتخاذ قرار تسعير المحروقات بالدولار، وسنلجأ إلى الدولرة".
السؤال الذي حيّر العالم.. كيف يعيش الشعب في لبنان؟
للإجابة عن هذا السؤال وتوضيح تأثير الأزمة على الشعب اللبناني، قال الخبير الاقتصادي، جاسم عجاقة، لموقع "سكاي نيوز عربية":
"حوالي 40 بالمئة من الشعب اللبناني يعيشون في حالة عوز، وما يُمكنهم من الاستمرار هي المساعدات التي يتلقونها من الجمعيات والمؤسسات الرعائية والمبادرات، التي تلعب دورا جوهريا في هذا الوضع المأساوي.
"هناك فئة من اللبنانيين تستفيد من منصة صيرفة الذي فتحها مصرف لبنان، كمجال لشراء الدولار ثم بيعه في السوق السوداء، ليستفيدوا من فرق السعر بين المنصة والسوق السوداء".
الانهيار الذي يشهده لبنان على كافة الأصعدة، له تداعيات عنيفة على هذه الطبقة، والتي ستتمثل بتردي كبير في مستوى الحياة، خصوصا في المجال الصحي".
"شريحة أخرى من الشعب اللبناني، تشكل 50 بالمئة، تتلقى بعض مداخيلها بالدولار، أو لدى أفرادها أقارب مغتربين في الخارج يزودونهم بالدولارات، وهذه الفئة استطاعت ان تتكيف مع الوضع نوعا ما".
"هناك 10 بالمئة من اللبنانيين، هم من الطبقة الغنية، وجزء منهم بالأساس أغنياء، وجزء آخر يسمى بـ(أمراء الأزمات) كالتجار والصيارفة والمصرفيين، الذين استفادوا من الوضع، وحققوا ثروات كبيرة خلال 3 سنوات من الأزمة".
"ثمة تخوف من حصول انفجار اجتماعي وفلتان أمني، خاصة انتشار السرقات، بعد أن يدخل الجوع إلى بيوت المواطنين الأكثر فقرا".
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها