النزوح السوري يثير إشكالات مع عدد من اللبنانيين.. فماذا حصل مع محافظ بعلبك؟
سعد الياس - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
تتجه أزمة النازحين السوريين للتحوّل إلى قنبلة اجتماعية موقوتة في ظل شعور متعاظم لدى الكثير من اللبنانيين بأن أزمتهم الاقتصادية والمالية والمعيشية غير المسبوقة متأتية في جانب منها من أزمة النزوح في وقت يحصل النازحون على التقديمات الاجتماعية والطبية اللازمة ويرونهم يقفون طوابير امام أجهزة الصرّاف الآلي للحصول من الامم المتحدة والمنظمات الدولية على المساعدات المالية بالدولار، وهي مساعدات غير متاحة للبنانيين.
وقد عبّر لقاء دعت إليه دار الفتوى في بعلبك عن حجم القهر الذي يشعر به لبنانيون، إذ بعدما طالب منسّق مخيمات النازحين في عرسال بزيادة التقديمات للنازحين محمّلاً محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر مسؤولية أوضاعهم الصعبة، ردّ المحافظ بكلام غير مألوف قائلاً: “أنا كمحافظ، وهي أعلى وظيفةٍ إدارية في الدولةِ اللبنانية، راتبي أقل مما يَحصل عليه النازح السوري في لبنان.. والتقديمات التي يَحصل عليها النازحون أكبر بكثير مما يَحصل عليه الموظفون اللبنانيون”، عندها صفّق الحاضرون للمحافظ الذي اضاف: “أنتم نازحون، هذه تسميتُكم القانونية في الدولةِ اللبنانية.. عليكم احترامُ البلد الذي يَستضيفُكم وقوانينِه، أنا أعتذر منك أنت نازح رسمياً ولست لاجئاً”.
وتوجّه إلى منسّق المخيمات بالقول “قلت نحن شعبٌ واحد في بلدين ونحن شعب واحد في بلدين ولسنا شعباً واحداً في بلدٍ واحد”. وختمَ بالقول: “لسنا قادرين على تحمل المزيد، أنا في ظل الأزمة مستعد للعمل مجاناً للبنان بطيبة خاطر، لأنه بلدي، لكننا غير مستعدين للعمل مجاناً لأمور أخرى، تطالبوننا وكأن النزوح السوري باق إلى الابد، لا يمكن أن يكون إلى الابد، وقفنا إلى جانبكم 12 عاماً واستقبلناكم في بيوتنا ولكن أصبحنا موجوعين ولم يبق امامنا إلا أن نبيع كليتنا كي نكمل شغلنا، النزوح عبء كبير على لبنان ولا يمكن أن يكون هذا النزوح إلى الأبد بعيداً عن العنصرية”.
وقد اثار كلام المحافظ جدلاً على مواقع التواصل وانتشر الفيديو بشكل واسع، ونوّه البعض بشجاعة خضر في تناول موضوع اللاجئين السوريين الحساس، غير أن البعض الآخر وجّه انتقادات واتهامات بالعنصرية للمحافظ.
وأفيد أن سبب السجال هو طلب جمعية معينة تقديم 720 مساعدة للنازحات السوريات الحوامل، الامر الذي استفز الحاضرين الذين أعربوا عن تخوّفهم من الزيادة الديموغرافية الكبيرة للنازحين السوريين.
وكان المحافظ خضر غرّد أن “نسبة النازحين السوريين في محافظة بعلبك – الهرمل الذين ولدوا في لبنان، أي الذين أعمارهم دون 12 عاماً، تشكل 48 في المائة من مجمل النازحين”، ولفت إلى أن “إحدى الجمعيات تقدمت قبل يومين بطلب الموافقة على مشروع دعم للنازحات الحوامل في بلدة واحدة بلغ عددهم 720 سيدة حامل”.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها