بعد أزمة المصلى : الجامعة الأنطونية - صرحنا مكان للتعليم لا للصلاة على أهميتها
القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
خرج إلى العلن، الجدل الذي نشأ في الجامعة الأنطونية، وهي جامعة مسيحية كاثوليكية في لبنان، بعدما تقدّم طلاب مسلمون شيعة بطلب من الإدارة لتأمين مصلّى لهم داخل الحرم الجامعي لممارسة شعائرهم الدينية ورفض الجامعة هذا الطلب.
وهو ما دفع الطلاب إلى تأدية الصلاة أمام مبنى الجامعة في بعبدا. وقد انتشرت صورة على مواقع التواصل الاجتماعي لعدد من الطلاب وهم يؤدون الصلاة على رصيف الشارع قرب الجامعة، ما استدعى عدداً من التعليقات بينها المؤيد لإنشاء مصلّى، والمنتقد لعدم تحمّل الجامعة وجود طلاب من دين مختلف، وبينها المعارض لمثل هذا الطلب الذي يعتبر أن للجامعة خصوصيتها المسيحية، ويتساءل إذا ما كانت الجامعات الإسلامية تسمح ببناء مزارات دينية مسيحية، أو إقامة قداديس في حرمها.
ونظراً لحدّة الجدل والنقاش حول هذا الموضوع، صدر عن الأمانة العامة للجامعة الأنطونية بيان أعلنت فيه “التزامها مبادئ الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وقواعده، والعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، وأحكام الدستور اللبناني، والقواعد الإلزامية لقانون التعليم العالي، ونظام الجامعة التأسيسي ودستورها ومبادئها التي تضمن حرية التعليم خدمةً عامَّة لجميع الطلاب من دون تمييز في الدّين أو العِرق أو الطائفة أو المذهب أو اللون أو الجنس، بالإضافة إلى حرية المعتَقَد وإبداء الآراء على اختلافها ضِمن ضوابط القانون والنظام العام”.
وأوضحت “أن التزام الجامعة الأنطونية تأمين حرية المعتقد وإبداء الآراء على اختلافها، لا يعني إمكانية ممارسة طلابها هذه الحقوق خلافا لضوابط النظام العام، وتجاهل حقوق الآخرين وحريتهم”، مشيرة إلى “أن إصرار البعض أن يَحرف هذه القضية عن مسارها الطبيعي ويضعها خارج حَرَم الجامعة، ساهم في إدخالها ضمن جَدَلٍ خلافي ظهر فيه الرأي والرأي الآخر والحِجة والحِجة المقابِلة، مما أدى إلى انقسام في النفوس لا يؤمِّن المصلحة العليا التربوية، ولا تبغيه إدارة الجامعة وغالبية طلابها”.
وأضافت الجامعة: “لئن كان الحق في ممارسة الشعائر الدينية للطلاب المسلِمين أو غير المسلِمين، على أهميته، يُعتبر حقاً أساسياً، إلا أن ممارسته يجب أن تتم ضِمن ضوابط النظام العام التربوي الذي يهدف بالدرجة الأولى إلى تأمين خدمة التعليم لجميع الطلاب على اختلاف مشاربهم وانتماءاتهم، وذلك في جوٍّ من الألفة واللحمة والوَحدة يؤمِّن تحقيق الصالح العام للمجتمع، ويمنع نشوء الاختلافات في ما بينهم داخل الصَرْح الجامعي، الأمر الذي قد يُعرِّض هذا النظام العام للاضطراب، مما يُطيح بالغاية التي تأسَّست الجامعة من أجلها. لا سيَّما وأنَّ الجامعة هي المكان المُعدُّ لتلقي التعلُّم وإعداد البحث العلمي، وليس لأداء فريضة الصلاة على أهمِّيَّتها القُصوى والجوهرية”.
وختم البيان: “إن التنوع الذي حَمَته وما زالت تحميه الجامعة الأنطونية لا يعني تأمين حق ممارسة الشعائر الدينيَّة داخل حَرَمها، بل يعني بالأحرى تأمين مجتمعٍ داخلي متنوِّع وشامل يحترم الاختلاف بين أعضائه الذين يجمعهم هدف واحد، وهو الحق في التعلُّم من دون تمييز”.