ديلي تلغراف: أزمات لبنان المالية والسياسية أسهمت في انتشار الكوليرا
القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
نشرت صحيفة “ديلي تلغراف” تقريرا أعدته إليسا أودون، قالت فيه إن الأزمة المالية اللبنانية ساهمت في انتشار وباء الكوليرا. فالانهيار المالي ونقص المياه الصالحة للشرب، وسوء إدارة التخلص من النفايات، أدت إلى انتشار الكوليرا، وهو وباء يمكن تجنبه.
فقد سجل البلد قبل شهرين أول حالة منذ عام 1993، ومنذ ذلك الوقت تزايدت الإصابات، مما أثار مخاوف لدى منظمة الصحة العالمية بأن النظام الصحي اللبناني الذي يواجه مشاكل بالفعل، قد لا يكون قادرا على التعامل مع الحالات الكثيرة. وحتى الآن تم تأكيد أكثر من 4.000 حالة يعتقد أنها كوليرا، يمثل فيها الأطفال تحت سن الـ14 عاما الغالبية. وسجلت 20 حالة وفاة على الأقل.
وتحصل إصابات الكوليرا بعد ساعات من تناول الطعام والماء الملوث ببكتيريا اسمها فيبرو كوليرا. وتؤدي لمعاناة المصابين من المغص والإسهال الحاد، ويمكن أن تؤدي للوفاة إذا لم يتم التعامل معها طبيا، وهي مرتبطة بشكل وثيق بغياب المياه الصالحة للشرب وعدم توفر نظام صرف صحي مناسب. وبحسب وزارة الصحة اللبنانية، فقد ظهرت أول حالة كوليرا في قرية بمنطقة عكار شمالي البلاد، والتي أصبحت إلى جانب مناطق شمال- شرق البلاد مركز الوباء.
وهي مناطق قريبة من حدود السورية حيث انتشر الوباء وأصاب أكثر من 10.000 شخص، وقتل أعدادا كبيرة حسب وزارة الصحة السورية. وربما انتقلت البكتيريا عبر الحدود المفتوحة بين البلدين، وفق ما يقول الخبراء، الذين يشيرون إلى أن هذه الأمور تترافق مع انقطاع الطاقة الحاد بشكل يؤثر على قدرة تنقية المياه، وتعقّد من مهمة السيطرة على المرض.
ويعتبر وباء الكوليرا آخر المنغصات التي تواجه لبنان الي يقف على حافة الانهيار المالي، إلى جانب الخلل في الطاقة الكهربائية ونقص في المياه وغياب إدارة المياه العادمة. وقال ممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان عبد الناصر أبو بكر، إن مرض الكوليرا قاتل، ولكن يمكن السيطرة عليه من خلال اللقاحات وتوفر المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي الجيد. ومن السهل علاجه من خلال معالجة الجفاف عبر الفم أو المضادات الحيوية في الحالات الأكثر خطورة.
ولكن الوضع في لبنان هش، نظرا لمواجهة البلد أزمات أخرى، والتي فاقمها التدهور الاقتصادي والسياسي الدائم. ولمواجهة وباء الكوليرا، تم إنئشاء مستشفيات ميدانية لمعالجة المصابين، وتم تحويل عنابر كوفيد في المراكز الطبية حول البلاد لمعالجة المصابين بالكوليرا. كما تم توزيع حقن من الكلور لمن يحصلون على مياه الشرب من الخزانات وبحاجة لتطهيرها.
وفي الوقت نفسه بدأت حملة تطعيم حول البلاد، حيث تم توزيع 600 ألف حقنة على المراكز الصحية، وكذا 34 ألف لقاح بالفم للمناطق التي صنفت بأنها خطرة وبالتنسيق مع الوكالات الدولية والمحلية. ويقول العاملون إنهم يركزون على المجتمعات اللبنانية واللاجئين والمراكز المزدحمة، حيث تزيد فرص الإصابة بالكوليرا والأمراض المعدية الأخرى. لكن الخبراء يرون أن الحل الجذري للمشكلة كامن في توفير علاج للظروف البيئية التي أدت لانتشار الوباء مثل عدم توفر المياه الصالحة للشرب وغياب النظافة في المناطق التي ظهرت فيها الحالات، إلى جانب توفر خدمات صرف صحي أساسية. وهي أمور لم تحل بعد أو يجري حلها ببطء كما يقول الناشطون.
وقالت المفوضية السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، إنها تعمل مع وزارة الصحة والمنظمات غير الحكومية للحد من المشكلة.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها