هل تكسر تكنولوجيا لقاح كورونا شوكة السرطان؟
اندبندنت عربية
Thursday, April 21, 2022
يعود الفضل في ابتكار أحد أنجع اللقاحات المضادة لـ"كوفيد" إلى فريق مكون من رجل وزوجته، ولكنهما بالكاد معروفان في المملكة المتحدة.

البروفيسوران أوغور شاهين وأوزليم توريتشي، الطبيبان والزوجان المتحدران من أصول تركية اللذان يعملان في ألمانيا في مجال علم المناعة، شاركا في تأسيس الشركة الألمانية "بيونتيك" BioNTech في عام 2008 مستكشفين تكنولوجيا جديدة لعلاج السرطان، وتستخدم لهذه الغاية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" messenger RNA (اختصاراً، "أم آر أن أي" mRNA)، كما جاء في تقرير أخير نشرته "بي بي سي".

وعندما ضربت جائحة "كورونا" العالم وأطبقت الخناق على الجميع، وتبدت الحاجة الملحة إلى جرعات تحصينية تلجم جماح الفيروس وتوفر مناعة ضده، دخل الزوجان في شراكة مع شركة "فايزر" Pfizer الأميركية لاستخدام التقنية عينها التي تتوسل "الحمض النووي الريبوزي المرسال" في ابتكار لقاح مضاد لـ"كوفيد- 19".

الآن، يأمل الطبيبان في أن تقود هذه التقنية إلى علاجات جديدة لورم الميلانوما، وسرطان الأمعاء، وأنواع أخرى من الأورام.

تشير "بي بي سي" إلى أن "بيونتيك" تخوض تجارب عدة قيد التنفيذ، من بينها تجربة تشتمل على جرعات تحصينية تستخدم التقنية نفسها المعتمدة في صنع لقاح كورونا إنما تتماشى مع حال كل مريض بحد ذاته على حدة، وذلك بغية تحفيز جهاز المناعة لدى المرضى على مهاجمة الداء الخبيث.

تعمل تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" من طريق إرسال تعليمات أو مخطط أولي إلى الخلايا في الجسم تحثها على إنتاج مستضد أو بروتين معين، يتشابه مع البروتين الموجود على سطح الأورام، ما يولد استجابة مناعية. وهكذا يصير الجهاز المناعي قادراً على التعرف إلى الخلايا المصابة واستهدافها والقضاء عليها.

في حديث لها على إذاعة "بي بي سي" يوم الأحد الماضي مع المراسلة لورا كونسبرغ، قالت البروفيسورة توريتشي "إن "الحمض النووي الريبوزي المرسال" يعمل كنموذج أو مخطط أولي ويسمح لك بالطلب إلى الجسم إنتاج الدواء أو اللقاح... وعندما تستخدم "الحمض النووي الريبوزي المرسال" كلقاح، يكون "الحمض النووي الريبوزي المرسال" عبارة عن نموذج أولي لـ"ملصق مطلوب" الذي يشير إلى العدو- وفي هذه الحالة المستضدات السرطانية التي تميز الخلايا السرطانية عن نظيرتها الطبيعية".

في الحقيقة، قبل ظهور "كوفيد" وبدء المعركة ضده لم تكن مثبتة القدرة على تسخير قوة تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" في إنتاج اللقاحات. بيد أن النجاح الذي حققته اللقاحات التي تعتمد على "الحمض النووي الريبوزي المرسال" في دحر الجائحة حث العلماء على الاستفادة من هذه التكنولوجيا في التصدي للسرطان.

ولمن لا يعرف، كانت "بيونتيك" شرعت في تجارب مواجهة السرطان بتقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" قبل وقت طويل من نشوء جائحة "كورونا"، وقد أظهرت إشارات مبكرة مشجعة، وفق "بي بي سي".

البروفيسورة توريتشي، كبيرة المسؤولين الطبيين في "بيونتيك"، قالت إننا عبر كل خطوة، وكل مريض نعالجه في تجاربنا الخاصة بالسرطان، نعرف المزيد عن هذا الداء الذي نواجهه وكيفية التصدي له".

"كوننا علماء، نتردد دائماً في القول [الحاسم] بأنه سيكون في متناولنا علاج للسرطان. لدينا عدد من الإنجازات وسنواصل العمل عليها"، أضافت البروفيسورة توريتشي.

ولكن لا بد من توخي الحذر. تجارب واعدة كثيرة خاصة بالسرطان يكون مصيرها الفشل. في الحقيقة، ربما تمر سنوات عدة قبل أن نعرف ما إذا كانت علاجات "بيونتيك" ضد سرطاني الأمعاء والجلد أو الميلانوما، وأنواع أخرى من الأورام ترقى فعلاً إلى المستوى المنشود.

معركة قانونية

لا شك في أن اللقاحات المضادة لـ"كوفيد" التي تستند إلى تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال" قد حققت نجاحاً كبيراً وجمعت مكاسب بالمليارات لشركات "بيونتيك" و"فايزر" و"موديرنا".

ولكن نزاعاً قانونياً كبيراً يدور حول الجهة صاحبة الملكية الفكرية التي كانت السباقة في اختراع لقاحات تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال".

تذكيراً، بدأت "موديرنا" الأميركية إجراءات قانونية ضد نظيرتيها "بيونتيك" و"فايزر" زاعمة أنهما انتهكتا براءات الاختراع المسجلة باسمها- بشكل أساسي، ادعت أنهما نسختا العناصر الرئيسة لتكنولوجيا "الحمض النووي الريبوزي المرسال" الخاصة بها.

ولكن يقول البروفيسور شاهين، الرئيس التنفيذي لـ"بيونتيك"، إن الشركة ستدافع بقوة ضد هذه المزاعم، مضيفاً لا يخفى أن "ابتكاراتنا أصلية".

"لقد أمضينا 20 عاماً من البحث في تطوير هذا النوع من العلاجات وبالطبع سنناضل من أجله، من أجل ملكيتنا الفكرية"، أوضح البروفيسور شاهين.

لحسن الحظ، لن تحول النزاعات حول براءات الاختراع دون طرح لقاحات "كوفيد"، علماً أن كل الجرعات المعززة التي تستخدمها "هيئة الخدمات الصحية الوطنية" في بريطانيا تستند إلى تقنية "الحمض النووي الريبوزي المرسال". نشأت هذه التكنولوجيا في زمن الجائحة. والسؤال الآن، هل في مقدورها أن تتولى أمر السرطان وتوجه ضربة قاصمة له؟ وهل سيأتي يوم نكف فيه عن وصف السرطان بالمرض العضال؟

Thursday, October 20, 2022 - إقرأ الخبر من المصدر

إضغط هنا للانضمام الى قناة صدى الارز على Youtube

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top