Share

التقرير الأسبوعي لبنك عوده: الليرة تترنّح من جديد بانتظار انفراجات سياسية واقتصادية إصلاحية
النهار
Thursday, April 21, 2022
بينما يشهد لبنان حدثاً تاريخياً مرتبط بالاتفاق حول ترسيم الحدود البحرية على أمل أن يفضي ذلك إلى انفراجات واعدة في المدى المنظور، وفي ظل استمرار حال الترقّب للمشهد السياسي القادم ولا سيما أنّ المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية تشارف على بلوغ خواتيمها فيما الفراغ الحكومي لا يزال سيد الوقف، وفيما لا تزال البلاد ترزح تحت وابل من الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، ظل سعر صرف الدولار في السوق السوداء يقارع عتبة الـ40 ألف هذا الأسبوع، بينما ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها، وشهدت سوق الأسهم صعوداً في الأسعار، وفق التقرير الأسبوعي ل#بنك عوده.

في التفاصيل، سجّل سعر صرف الدولار تحركات هامشية خلال هذا الأسبوع ليبلغ 39800 ل.ل.-39850 ل.ل. يوم الجمعة، مع استمرار الترقب للمسار الإصلاحي أمام لبنان وفي ظل تآكل احتياطيات مصرف لبنان من النقد الأجنبي. وفي ما يخص سوق سندات اليوروبوند، سجّلت زيادات طفيفة في الأسعار على طول منحنى المردود لتبلغ 6.0 -6.38 سنتاً للدولار الواحد يوم الجمعة، ذاك أنّ السوق تلقفت ببعض من الإيجابية الاعلان عن الاتفاق التاريخي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل. وعلى صعيد سوق الأسهم، زاد مؤشر الأسعار بنسبة 2.6% اسبوعياً، كما ارتفعت أحجام التداول بنحو 37%، علماً أن أسهم "سوليدير" استأثرت بالغالبية العظمى من النشاط.

الأسواق

في سوق النقد: تراجعت كلفة الكاش بالليرة من 15%-20% في الأسبوع السابق إلى 13%-18% هذا الأسبوع، في انعكاس لازدياد السيولة بالليرة في سوق النقد. توازياً، أظهرت آخر الإحصاءات النقدية الصادرة عن مصرف لبنان للأسبوع المنتهي في 29 أيلول 2022 اتساعاً كبيراً في حجم النقد المتداول للأسبوع الثاني على التوالي بقيمة 7153 مليار ليرة، والذي يأتي في أعقاب رفع الدعم بالكامل عن الفاتورة الاستيرادية للبنزين عبر منصة "صيرفة" في 12 أيلول 2022، ما أدى إلى تراكم اتساعات بنحو 12 ترليون ليرة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2022.

أما الودائع المصرفية المقيمة، فسجلت زيادة طفيفة قيمتها 85 مليار ليرة خلال الأسبوع المنتهي في 29 أيلول 2022، والتي نتجت بشكل رئيسي عن ارتفاع الودائع المصرفية المقيمة بالليرة بقيمة 428 مليار ليرة وسط زيادة في الودائع تحت الطلب بالليرة بقيمة 382 مليار ليرة وارتفاع في الودائع الادخارية بالليرة بقيمة 46 مليار ليرة، بينما تقلصت المقيمة الودائع بالعملات الأجنبية بقيمة 342 مليار ليرة أسبوعياً (أي ما يعادل 227 مليون دولار وفق سعر صرف 1507.5 ل.ل.).

عليه، تكون الودائع المصرفية المقيمة قد راكمت تقلصات بقيمة 7411 مليار ليرة خلال الأشهر التسعة الأولى من العام 2022، بشكل رئيسي نتيجة انخفاض الودائع المقيمة بالعملات الأجنبية بقيمة 8367 مليار ليرة (أي ما يعادل 5550 مليون دولار وفق سعر صرف 1507.5 ل.ل.) بينما زادت الودائع المقيمة بالليرة بقيمة 956 مليار ليرة.

في سوق سندات الخزينة: أظهرت النتائج الاولية للمناقصات بتاريخ 13 تشرين الأول 2022 أن مصرف لبنان سمح للمصارف الاكتتاب بكامل طروحاتها في فئة الثلاثة أشهر (بمردود 3.50%) وفئة السنة (بمردود 4.50%) وفئة الخمس سنوات (بمردود 6.0%). من ناحية أخرى، أظهرت نتائج المناقصات بتاريخ 6 تشرين الأول 2022 اكتتابات بنحو 34 مليار ليرة، كانت من حصة مصرف لبنان بالكامل وتوزعت كالتالي: 33 مليار ليرة في فئة الستة أشهر و609 مليون ليرة في فئة الثلاث سنوات، بينما بلغت الاستحقاقات زهاء 396 مليار ليرة، ما أسفر عن عجز اسمي أسبوعي بقيمة 362 مليار ليرة.

في سوق القطع: مع استمرار المخاوف من فراغ في الاستحقاقات الدستورية، وفي ظل التآكل المستمر في احتياطيات مصرف لبنان السائلة من النقد الأجنبي والتي سجّلت تقلصات لافتة بأكثر من 20 مليار دولار منذ اندلاع الأزمة في تشرين الأول 2019 إلى أن وصلت اليوم إلى ما دون الـ10 مليار دولار، ومع تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية، ظل سعر صرف الدولار في السوق السوداء يترنّح في محيط الـ40 ألف ليرة لبنانية خلال هذا الأسبوع، علماً أنه أعلى مستوى تاريخي له وهو يقارن مع سعر صرف 27500 ل.ل. للدولار الواحد في نهاية العام 2021.

ويأتي هذا التدهور المطرد في سعر صرف الليرة منذ بداية العام 2022 على الرغم من استمرار ضخ الدولار النقدي من قبل مصرف لبنان عبر منصة "صيرفة"، ذاك أن تلبّد الآفاق السياسية، والبطء الشديد في تطبيق الإصلاحات المطلوبة من صندوق النقد الدولي طغى على نشاط سوق التداول.

من جهة أخرى، أفاد مصرف لبنان بأنّ سعر صرف الدولار على منصة Sayrafa ظل مستقراً عند 29800 ل.ل. بين 7 و14 تشرين الأول 2022 كمعدل لأسعار صرف العمليات التي نُفذت من قبل المصارف ومؤسسات الصرافة على المنصة.

في سوق الأسهم: واصلت بورصة بيروت مسلكها التصاعدي هذا الأسبوع، كما يستدل من خلال ارتفاع مؤشر الأسعار بنسبة 2.6%. فمن أصل 6 أسهم تم تداولها، زادت أسعار أربعة أسهم بينما تراجع سعر سهم واحد وظل سعر سهم واحد مستقراً. في ما يتعلق بالأسهم المصرفية، قفزت أسعار إيصالات إيداع "بنك عوده" بنسبة 5.0% إلى 1.48 دولار، تلتها أسهم "بنك لبنان والمهجر العادية" بنسبة +3.8% إلى 3.04 دولار.

في المقابل، ظلت أسعار أسهم "بنك بيبلوس العادية" مستقرة عند 0.60 دولار. وعلى صعيد أسهم سوليدير، زادت أسعار أسهم سوليدير "أ" بنسبة 5.0% إلى 54.0 دولار. وارتفعت أسعار أسهم سوليدير "ب" بنسبة 1.9% على 54.0 دولار. وفي ما يخص الأسهم الصناعية، انخفضت أسعار أسهم "هولسيم لبنان" بنسبة 9.7% إلى 28.0 دولار. وعلى صعيد أحجام التداول، زادت قيمة التداول الاسمية في بورصة بنحو 37% أسبوعياً لتبلغ زهاء 3.9 مليون دولار، علماً أنّ النشاط تركز يشكل شبه كامل على أسهم "سوليدير".

سوق سندات اليوروبوندز: وسط ترقب للمشهد السياسي الداخلي وتوقع بأن يدخل لبنان في فراغ حكومي ورئاسي، ووسط تحذيرات من قبل صندوق النقد الدولي بشأن التباطؤ الشديد في تطبيق الإصلاحات المتفق عليها في نيسان الماضي والتي تعدّ مطلباً رئيسياً من أجل الحصول على الدعم الدولي المرجوّ، ظلت أسعار سندات اليوروبوندز اللبنانية عند أدنى مستوياتها، علماً أنها سجّلت زيادات طفيفة على طول منحنى المردود بعد التوصل إلى اتفاق تاريخي لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل.

في التفاصيل، تراوحت هذا الأسبوع بين 6.0 و6.38 سنتاً للدولار الواحد بالمقارنة مع 5.50 -6.13 سنتاً لدولار الواحد في نهاية الأسبوع السابق، أي بزيادة تراوحت بين 0.13 و0.50. أما على المستوى التراكمي، فتكون السندات السيادية قد سجلت تقلصات إضافية في الأسعار بنحو 3.75 دولار إلى 4.13 دولار منذ بداية العام 2022.

Copyright © 2022 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top