تصنيع سماد عضوي سائل من النفايات ... يحمي البيئة ويساعد المزارعين في لبنان
رويترز
Thursday, April 21, 2022
الشقيقتان اللبنانيتان زينب وحنان إسماعيل، اللتان تعمل عائلتهما في الصناعات الزراعية، شاهدتا المزارعين يكافحون بسبب الانهيار الاقتصادي في البلاد وشعرتا بأن عليهما واجب المساعدة.
ونظراً لعدم وجود خلفية في الزراعة لديهما، فقد استفادتا من الوقت الذي أمضيتاه خلال فترة الإغلاق الخاصة بجائحة كوفيد-19 وكرستا وقتهما للبحث عن حلول حتى خرجتا في النهاية بفكرة تصنيع المخلفات من النفايات الغدائية والفضلات الحيوانية إلى سماد عضوي سائل، أي ضرب عصفورين بحجر واحد بحيث يُنظف البيئة من المخلفات ويساعد المزارعين على تحقيق إنتاجية أفضل لأرضهم.
وهكذا ولدت فكرة شركة “غاربالايزر” التي أسستها الشقيقتان.
فالأسمدة التي تصنع باستخدام أنواع مختلفة من النفايات العضوية تكلفتها بسيطة مقارنة بالأسمدة المستوردة. كما أنها صديقة للبيئة مقارنة بالأسمدة الكيميائية.
وبعد مرور عامين على مشروعهما، أصبحت شركة “غاربالايزر” توظف الآن 12 شخصاً، منهم تسع نساء بهدف تمكين الإناث في الأعمال التجارية. وتُباع منتجات الشركة لنحو 500 مزارع في أنحاء لبنان.
وفيما يتعلق بفكرة إنشاء الشركة قالت زينب إسماعيل مصري، مؤسسة الشركة ورئيستها التنفيذية، “بلشنا بالفكرة من البيت، كنا عم نحضر ندوة عبر الانترنت عن المشاكل التي بيعاني منها لبنان، من ناحية النفايات وكيف نتخلص من النفايات العضوية بالتحديد، لأن ما أحد حدا يستطيع التخلص منها بطريقة مزبوطة. وبذات الوقت مشكلة المزارعين والوضع الاقتصادي الذي نعيشه، وخاصة ارتفاع الدولار وغلاء الأسمدة المستوردة.
وأضافت أن الشركة بدأت تكبر تدريجياً وحصلت على قرض، وبدأت بتصنيع برميل صغير قبل أن تصل إلى إنتاج 480 ألف لتر سنوياً بنقدر من السماد السائل الطبيعي مئة في المئة”.
ولتصنيع السماد العضوي يتم تقطيع مخلفات وبواقي الخضار والفواكه أولا ثم خلطها لاحقا بمخلفات حيوانات وطيور مختلفة ويستقر السماد السائل النهائي في الحاويات المخصصة لذلك.
ويوضح حسني إسماعيل، مدير عمليات الإنتاج، أن شركة “غاربلايزر” تختبر مجموعات مختلفة من المخلفات في براميل في الهواء الطلق لتجربة خلطات مختلفة، لمعرفة النتيجة التي ستظهر.
وقبل طرح المنتج في السوق، تختبره الشركة على الخضروات التي تزرعها في صوبة زراعية بداخلها.
وقال مهند عالول، المهندس الزراعي مسؤول البحث والتطوير في شركة غاربالايزر، أنه قبل إنزال المنتج إلى السوق يتم اختباره في الدفيئة الزراعية الخاصة بالشركة وذلك لإرشاد الراغبين بالزراعة المنزلية لحاصلات كالثوم والفول. ومشيراً إلى أنه يتم استعمال بقايها في مصنع الشركة.
وقالت زينب المصري، مديرة تطوير الأعمال والعلاقات العامة في الشركة “غاربالايزر خلقت من بعد الأزمة الاقتصادية، أو بقلب الأزمة الاقتصادية اللي ضربت لبنان وأول حد قدرت تضربه بالزراعة هو المزارع اللبناني اللي عانى من الأسعار اللي كتير عالية اللي ضربت الأسمدة. فلهذا السبب خلقت غاربالايزر، وقدرت أن تقلل من نصف السعر اللي يدفعه المزارع على الأسمدة الثانية لأن غاربالايزر هي مصنعة محلية، موجوده بقلب لبنان، البقايا العضوية أساسا موجودةبقلب لبنان، فالتصنيع يكلف أقل، وهيك يستفيد المزارق ويقدر يبيع بسعر أقل منن باقي الأسعار في السوق” وبينما يسير عالول بين البراميل ويوضح قائلا أن طهذه البراميل “دايجست مُصغر” عن الموجود عندنا بالمعمل، كل برميل نضع فيه خلطة معينة، ونرى المنتج اللي يطلع معنا، هادي البراميل فيها مثلا سواد بقر وبقايا خضار، وهادي فيها سواد جاج (مخلفات دجاج)، يعني نشوف تأثير على كل نوع من المحاصيل، تأثير التخمير على كل نوع من المحاصيل حتى نحسن عملية التخمير ونحسن نوع المنتج عندنا”.
وتوضح زينب إسماعيل كيفية العمل داخل المصنع قائلة “من بعد ما ننتهي من القطّاعة التي تفرم المواد الأولية ينزل كل شيء فرمناه على الميكسر (الخلاط)، ومن بعد الميكسر بيتحولوا على كذا دايجستر (الهاضم)، هناك شفنا واحد وهنا فيه ثلاثة دايجستر”.
وفيما يتعلق بفوائد منتجات شركتها تقول زينب إسماعيل “كتير مزارعين جربوا منتجنا، بعينات نقدمها مجاناً. وكتير ناس طلبوا هذا المنتج والحمد لله النتايج كانت تعجبهم. جربناه على البندورة، على الخس، على البطاطا (البطاطس)، على كتير مزروعات”.
وقالت أيضاً أن الشركة تتطلع إلى التوسع في منطقة بعلبك وخارج بعلبك… صوب الجنوب وبيروت والهرمل، مشيرة إلى أن الذين يأخذون عينات مجانية للتجربة يعودون ويطلبون تزويدهم بكميات تجارية كبيرة، مما يشجع الشركة على التفكير بتوسيع نشاطها.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها