سينتيا كرم: أستعدّ لدور «روكسي هارت» تمثيلاً ورقصاً وغناء في «شيكاغو ميوزيكال»
زهرة مرعي - القدس العربي
Thursday, April 21, 2022
ترى سينتيا كرم أن استمرار وجود فيلم «ع مفرق طريق» في الصالات اللبنانية منذ منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي يعود لكونه «مباشر وبعيد عن الإدعاء». في الواقع هذا الفيلم بخلاف الكثير من الأفلام اللبنانية كسر القواعد السائدة والقائلة بأن الفيلم اللبناني «ما بيشتغل أكثر من اسبوع بالصالات».

أدت سينتيا كرم في «ع مفرق طريق» دور الراهبة سيلستين. كانت الراهبة الحذرة التي تنشد عدم اغضاب الرب، وتخشى الشروع في أي موقف يقود لذلك. حذرها أخذ شكلاً كوميدياً فطرياً أثار ضحك المشاهدين.

سينتيا كرم حاضرة دائماً في الدراما اللبنانية وفي المسرح. ولدى البحث عن ممثلة حقيقية تكون هي نفسها من دون تعديلات وتدخلات طفيفة أو كبيرة، سيكون اسم سينتيا كرم من بين قلّة قررت أن تكون نفسها. لعبت قبل أشهر دور العجوز وتستعد للحضور مجدداً الدور نفسه مطوراً في تموز/يوليو المقبل. وجديدها القريب يتمثّل بدور «روكسي هارت» في العرض الموسيقي الراقص «شيكاغو ميوزيكال» في كازينو لبنان، والذي تمّ تعريبه. مع سينتيا كرم هذا الحوار:

○ «ع مفرق طريق» فيلم لبناني تشاركين فيه ما زال يعمل في الصالات منذ كانون الأول/ديسمبر من العام الماضي. هل فاجأك هذا؟

•لم اتفاجأ. أعرف محتوى هذا الفيلم وما تميز به من خفة دم، وكم هو مباشر وبعيد عن الادعاء. كنت على يقين بأن الناس ستتفاعل معه. المفاجأة في طول المُدّة الزمنية لبقائه في صالات العرض. وهذا مفرح جداً بالنسبة لي.

○ ألم يكن لديك خشية من تصوير الراهبات وهنّ بحالة احتفاء بشاب أتى إلى ديرهن هرباً من المدينة؟

•حاول أحد رجال الدين شنّ حملة «نقزتنا» في الواقع. وتبين لاحقاً أن حملته بنيت انطلاقاً من مشاهدته الـ«تريلور» وليس الفيلم كاملاً. دائماً سنجد من يهشم بعمل فني ومن غير وجه حق. يُنصِّب البعض أنفسهم كمدافعين عن الدين، ويرون الآخرين يتهكمون منه، وهذا ليس صحيحاً وغير مقبول. في رأيي ليس في لبنان ممثل يرضى التهكم من أي دين. الدين من وجهة نظري حب وتقبّل.

○ إلى أي مدى شكل الفيلم سياحة دينية إلى الصالات بعد أن تعذّر الوصول إلى وادي قنوبين نظراً لغلاء المحروقات؟

نعم مشاهد الطبيعة التي تضمنها الفيلم تُحمّس على السياحة إلى وادي قنوبين في شمال لبنان. وهذا ما عبّر عنه المشاهدون في السعودية لدى العرض الأول للفيلم في مهرجان البحر الأحمر. ففي هذا الفيلم نرى لبنان الطبيعة الخلابة، في حين تُظهر شاشات التلفزيون صوراً مؤلمة لحالنا والمشاكل التي نتخبط بها. الصورة تركز على سلبياتنا وتنسى ايجابياتنا. «ع مفرق طريق» شكل نسمة هواء تُخفف الاحتقان، وتذكرنا بحقيقتنا المختلفة.

○ قرأنا في الفيلم تسامحاً دينياً في القضايا العاطفية؟

•تسامحاً دينياً؟ وهل كان الدين مرّة ضد العواطف والحب؟

○ أقصد موقف الراهبات من علاقة حب مسرحها الدير؟

•لم يحرّم الدين يوماً الحب. فالدين حب. كنا حيال قصة حب رومانسية. وبما أن الأديان جميعها تدعو لاستمرار الجنس البشري عبر الزواج، فمن المفترض أن يسبق الحب الزواج.

○ كنت الراهبة الحذرة من قصة الحب التي شهدها الدير ولهذا أتى السؤال؟

•»الراهبة سيلستين» والتي أديت دورها كانت تخاف كونها جديدة على حياة الدير، بخلاف الراهبات الأخريات. وضعت سلة مخاوف أمام ذاتها رغبة منها بأن تكون في كامل طاعتها الدينية. الحياة تعلّمنا، وعندما نرى الأمور من مسافة أبعد من ذاتنا فنحن نتقبلها. عندما نقارب الحياة بإيجابية نكتسب منها نضجاً.

○ هل تمنيت دوراً آخر في الفيلم؟

•أبداً انسجمت تماماً بالدور وتمنيت لو لعبته بطريقة مختلفة. أي لو رحت معه أكثر باتجاه الكوميديا. تمنيت لو ذهبت بصدق وخوف الراهبة سيلستين إلى الأبعد. جرعة إضافية من الكوميديا كانت محبذة.

○ وهل وقفت المخرجة لارا سابا بوجه رغباتك؟

•لارا سابا مخرجة رائعة. ما قلته رداً على السؤال هو نقد ذاتي، وهذا ما يصدر مني بعد كل عمل أقدمه. فأنا لا أرضى كلياً عن حضوري في هذا الدور أو ذاك، بل أتمنى لو أضفت إليه المزيد.

○ وهل من مشروع جديد في إطار السينما؟

•حالياً ثمة مشروع قيد التحضير. وعلى صعيد المسرح نحن حيال مشروعين كبيرين. فقد حصلنا على حقوق عرض «شيكاغو ميوزيكل» في بيروت في 5 و6 أيار/مايو المقبل. ويُعتبر لبنان البلد الـ49 الذي تتم ترجمة وعرض هذه المسرحية لجمهوره. في هذا العرض ألعب دور روكسي هارت، وهو الدور الأول ويعتبر مركباً. سأغني وأرقص وأمثل في الوقت عينه، وبدون تسجيل. إنه حلُم كل فنان حقيقي. مخرج هذا العرض روي خوري.

○ ومن يشارك في عرض «شيكاغو ميوزيكل» من الممثلين؟

•روي خوري، وميرفا القاضي، ويُمنى بو هدير، وفؤاد يمين، وماتيو خضر وآخرين. يشترك في العرض فريقاً كبيراً بين راقصين وموسيقيين.

○ يبدو أنكم حيال إنتاج كبير ألا تخشون المجازفة في هذه المرحلة الاقتصادية الصعبة؟

•العمل يُنتج من اللحم الحي من قبل المخرج. لكننا جميعاً نؤمن بهذا الوطن، وبقدراتنا وبأهمية الفن ولهذا نُقدم. من وجهة نظري هذه هي الثورة. فالبلد الذي يفتقر للفن والثقافة هو الفقير دون شك.

○ هذا الجهد الكبير يقتصر على عرضين ليومين فقط؟

•يبدو أن الاقبال كبير على بطاقات العرضين اللذين طُرحا للجمهور وتمّ التعاقد عليهما مع كازينو لبنان كبير، والبحث جار للتمديد.

○ وماذا عن المشروع المسرحي الآخر الذي تحدثت عنه؟

•سأكون مع فؤاد يمين في مسرحية «غمّض عين فتّح عين» على مسرح مونو في تموز/يوليو المقبل. نمثّل زوجين عجوزين في زمن كورونا. زوجان متحابان متمسّكان بمكانهما وأرضهما. ليس هذا وحسب بل من الطبيعي جداً أن يتناحرا في وحدتهما تماماً كما أي زوجين. ولا بد لكل متفرج من أن يرى ذاته وبعضاً من عائلته في هذا العرض المسرحي.

○ كنت في دور مشابه في مسرح دوّار الشمس وجسدته بنجاح. أليس تكراراً لدور العجوز؟

•إنه العرض المسرحي نفسه والذي جرى تطويره. في دوار الشمس حمل عنوان «نحنا وناطرين نوح» وفي الصيف المقبل سيكون بعنوان «غمّض عين وفتّح عين». كان زمنها فقط 20 دقيقة وأمتدّت إلى ساعة، بحيث تضمُ خمسة تابلوهات. «غمّض عين وفتّح عين» من كتابة مشتركة بين كريم شبلي وسارة عبدو، ومن تمثيلي مع الزميل فؤاد يمين.

○ يبدو أنك تقبلين على أداء دور العجوز بتلقائية تامة، بخلاف ممثلاث كثيرات منجذبات دائما إلى الصبا والشباب؟

•الممثلة التي لا ترضى بكافة الأدوار وخاصة دور العجوز ليست برأي ممثلة، ونقطة ع السطر.

○ الحق يقال أنك قدّمت دور العجوز باحتراف كبير؟

•هو دور كما كافة الأدوار من واجبي كممثلة الاستعداد له بما أملكه من معرفة أكاديمية وخبرة مهنية. ويشرّفني أني تركت لديك هذا الانطباع بعد مشاهدة العرض. دور العجوز يحتاج مراناً متواصلاً بهدف اتقانه. وصراحة أعتبره أحد أدوار حياتي المهنية.

○ هل من خطوط تضعينها كممثلة لقبول أو رفض دور ما في المسرح أو التلفزيون أو السينما؟

•بالتأكيد. وهذه الخطوط يضعها كافة العاملين في التمثيل. من جهتي أهتمّ بالدور الذي يستفزّني ويحفّز قدراتي واحساسي ويجعلني أكتشف جديداً عندي. اهتم بالشخصية الجديد وبالمجازفة التي تشكّلها لي كي أكتشف معها المزيد من قدراتي. النص المشغول باحساس عالٍ، يجذب الممثل. شخصياً اهتم بالمخرج وبما سبق وقدّمه من أعمال تحكي عن حرفيته المهنية. معايير قبول الدور متعددة وكل واحد منها يُكمل الآخر
.
○ منذ انطلاقتك الفنية من خلال برنامج ستار أكاديمي ترغبين بتأكيد ذاتك في عالم الأغنية. أين أنت الآن من هذا الطموح؟

•أعجز عن الفصل في حياتي المهنية بين أن أكون مغنية أو راقصة أو ممثلة. أنا في هذه الفنون جميعها. في الغناء تحديداً أكون حيث أجد الكلام واللحن الذي يشبهني. البقاء بعيداً من الغناء أفضل بكثير من تقديم غناء يشبه الجميع باستثنائي. أصعب الأمور أن يقال لي نريدك كما هذه أو تلك، أو يتم اغرائي بغناء ما هو «تراندي». لهذا «قلبي بيحمل» هي الأغنية الوحيدة لي. والأغنيات الأخرى أديتها لأفلام ومسلسلات.

○ هل ندمت يوماً على المهنة التي اخترتها؟

•مطلقاً. ولد الفن معي، ونما وكبر معي. أندم لكوني لم أغامر.

○ ماذا تعني لك المغامرة؟

•يحكم التردد أي خطوة لي في طرح المشاريع التي أفكر فيها. لا أرغب مطلقاً بطرق الأبواب. كانت تراودني افكار لمسرحيات ولم اكن اطرحها. هذا النوع من العمل يحتاج المغامرة والجرأة.

الوقت أمامك؟


•صحيح طالما نحن نحيا علينا الإقدام. ولا أعتراف بأن الوقت تأخر طالما نحن على قيد الحياة.

Sunday, March 19, 2023 - إقرأ الخبر من مصدره

تابعوا أخبارنا عبر خدمة : google-news

ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها

Copyright © 2023 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top