أعمال قليلة بسبب الأزمة والدراما المشتركة تطغى .. المسلسلات اللبنانية تتنافس بلا جدوى في رمضان
هيام بنوت - اندبندنت عربية
Thursday, April 21, 2022
يواصل عدد من المنتجين اللبنانيين نشاطهم الفني، إذ يشكلون حضوراً لافتاً على الساحة العربية في الموسم الرمضاني 2023، عبر مجموعة من الأعمال التي تتنوع بين الدراما المشتركة والسورية والخليجية والمصرية، بينما يكتفى آخرون بالأعمال المحلية، على رغم الظروف الصعبة التي يعيشها لبنان والتي أرخت بظلالها على الدراما اللبنانية، في حين اكتفى آخرون بدور المنتج المنفذ.
وبعد انكفاء ملحوظ في عدد الإنتاجات في العام الماضي تتنافس شركات الإنتاج اللبنانية في عدد الأعمال التي تقدمها هذه السنة، حتى إن بعض الشركات تنافس نفسها. تتصدر شركة "الصباح" المشهد الدرامي الرمضاني عبر خمسة أعمال، من بينها عملان من النوع المشترك وعمل سوري وعملان مصريان. أول هذه الأعمال يحمل اسم "تغيير جو" (الذي كان مقرراً عرضه تحت اسم "علاج طبيعي") وهو مسلسل مصري من بطولة الممثلة المصرية منة شلبي، في ثاني تجاربها مع الشركة، بعد أن شاركت في رمضان الماضي في مسلسل "بطلوع الروح" الذي أنتجته شركة "الصباح" أيضاً، والذي حقق نجاحاً كبيراً وحصد جوائز عدة من بينها جائزة "موريكس دور" اللبنانية كأفضل مسلسل عربي لعام 2022. وقد نالت منة شلبي جائزة أفضل ممثلة عربية عن دورها فيه. وهذا المسلسل من تأليف محمد هشام عبيه وإخراج مريم أبوعوف. أما العمل المصري الثاني لـ"الصباح " فهو "الأجهر" من بطولة الممثل المصري عمرو سعد الذي تألق العام الماضي في مسلسل "توبة"، الذي دارت أحداثه في منطقة شعبية في محافظة بورسعيد.
وتشارك سعد بطولة مسلسل "الأجهر" الممثلة التونسية درة، بعد نجاحهما كثنائي في أعمال سينمائية عدة، من بينها "مولانا" و"حديد". ويقدم سعد في جديده إحدى شخصيات الفتوة في الحارة المصرية التي اشتهر بها في أعماله الدرامية الأخيرة. وهذا العمل من إخراج ياسر سامي، تأليف ورشة كتابة "ملوك"، ويتم تصويره في لبنان وعدد من الدول الأجنبية. أما العمل الثالث لـ"الصباح" فهو سوري الهوية ويحمل اسم "الزند - ذئب العاصي" وهو من بطولة تيم حسن الذي يحصر تعامله الفني في السنوات الأخيرة مع هذه الشركة، وتشاركه البطولة دانا مارديني ورهام القصار وفيلدا سمور وباسل حيدر ونهال الخطيب، ويتولى إخراجه سامر البرقاوي ويتم تصويره في مدينة حمص. العمل تاريخي تدور قصته حول شاب استطاع التعامل مع الجو الإقطاعي الذي كان سائداً في الفترة الماضية، ويروي قصة حب تضيء على الفوارق الطبقية في تلك الفترة، واللافت أنه بدأ منذ الآن الحديث عن جزء ثانٍ منه سيصور لاحقاً.
نادين نجيم "واخيراً"
أما المسلسل الرابع فهو مشترك بعنوان "وأخيراً"، وتدور أحداثه حول قضية اجتماعية لامرأة قوية تدعى "خيال" صاحبة ماضٍ، تسعى دائماً للوصول إلى هدفها. وهو من بطولة قصي خولي ونادين نسيب نجيم، في ثالث تعاون بينهما، ومن كتابة بلال شحادات وإخراج أسامة الناصر. والمسلسل الخامس مشترك أيضاً سيعرض تحت اسم "النار بالنار" وهو من الأعمال الدرامية المقتبسة عن مسرحية "تاجر البندقية" للكاتب الإنجليزي وليم شكسبير، وتدور أحداثه في حارة يعيش فيها مجموعة من السكان من جنسيات مختلفة تنشأ بينهم علاقات اجتماعية وعاطفية. المسلسل تأليف رامي كوسا وإخراج محمد عبدالعظيم وبطولة عابد فهد وكاريس بشار وجورج خباز وزينة مكي.
من جهته يحرص المنتج جمال سنان على أن تكون للدراما الخليجية حصة في إنتاجاته، وهو سيدخل المنافسة الرمضانية عبر ثلاثة مسلسلات منوعة، بين المشترك والخليجي والمصري. وستكون دينا الشربيني بطلة المسلسل المصري الذي يحمل اسم "كامل العدد" المؤلف من 15 حلقة، وتدور أحداثه في إطار "كوميديا لايت" حول مجموعة من المشكلات، من بينها تأثير السوشيال ميديا على المجتمع، ونظرة المجتمعات للمرأة بعد الطلاق. ويشارك فيه مجموعة من الفنانين من بينهم أحمد جمال سعيد وسمير علام ومصطفى درويش وجيهان الشماشرجي وإسعاد يونس وتميم عبده وآية سماحة وعمرو جمال. وهو من تأليف يسر طاهر، وإخراج خالد الحلفاوي. "ملح وسمرة" هو ثاني إنتاجات "إيغل فيلمز"، وهو من بطولة هدى حسين وفاطمة التقي وجمال الردهان وسحر حسين وعبدالله الطراوة وعبدالله السويد ومشاري المجيبل وسلوى بخيت وعبدالله البلوشي ومنيرة محمد وغيرهم، ومن كتابة حمد الرومي وإخراج علي العلي. يناقش العمل مجموعة من القضايا المهمة من بينها قضية رأي عام تواجهها شخصيات المسلسل. وللسنة الثالثة على التوالي تتمسك شركة "إيغل فيلمز" بمسلسل "للموت" بعد نسب المشاهدة العالية التي حققها في موسميه الأول والثاني، ولكن سيغيب عن العمل هذه السنة اثنان من أبطاله الأساسيين هما باسم مغنية ومحمد الأحمد، ليحل مكانهما مجموعة جديدة من الممثلين والممثلات من بينهم يامن حجل ومهيار خضور وورد الخال ودجا حجازي. المسلسل من كتابة نادين جابر وإخراج فيليب أسمر، ويشارك فيه مجموعة من نجوم الفن السوري واللبناني في مقدمتهم ماغي بو غصن ودانيالا رحمة وأحمد الزين ورندة كعدي وفادي أبي سمرا وغيرهم.
ما بالنسبة إلى الإنتاجات المحلية فيقول المنتج والمخرج إيلي معلوف إنه سيستكمل عرض مسلسل "أسماء من الماضي" الذي يعرض حالياً على شاشة "أل بي سي"، ولو لم يحقق النجاح المطلوب. ويشير إلى أنه يصور أيضاً مسلسل "سر وقدر" الذي كان مقرراً عرضه أيضاً في الموسم الرمضاني، لكن إصابة بعض العاملين فيه بكورونا، ومن بينهم مدير التصوير وبطل المسلسل بيتر سمعان، يمكن أن تحول دون عرضه، بسبب إيقاف التصوير لأكثر من مرة. وتحدث معلوف عن سبب تراجع عدد المسلسلات اللبنانية التي سوف تعرض في الموسم الرمضاني 2023، إذ لا يتعدى عددها العملين، في حين أن عدد الأعمال السورية التي ستعرض في الموسم نفسه يتجاوز عشرة أعمال، على رغم أن كلا البلدين يعيش ظروفاً واحدة، ويقول "الدراما السورية مطلوبة خليجياً والمنتجون يبيعون بـ(فريش دولار)، أما المحطات اللبنانية فلا تدفع إلا بالعملة الوطنية، وعلى رغم ذلك أنا أصور عملين هما (أسماء من الماضي) و(سر وقدر)، وقريباً سوف أباشر بتصوير مسلسل (الزيتونة)". ويشير معلوف إلى أن الأعمال اللبنانية أفضل من الأعمال السورية، ولكن الثانية مفضلة خليجياً لأنهم يعتبرون ممثليها نجوماً عرباً.
بدوره يشير المنتج مروان حداد إلى أن مسلسل "عشرة عمر" هو العمل الوحيد الذي سيعرض له في الموسم الرمضاني المقبل، وهو من بطولة ماريتا الحلاني وجو صادر. حداد الذي يقدم الحلاني للمرة الثانية كبطلة لأعماله، يوضح "ماريتا ممثلة واعدة وتملك شعبية واسعة وتوحي بالرومانسية شكلاً وتصرفاً، والناس يتعاطفون معها إلى حد كبير. وهذا الأمر لمسته من خلال تجربتي معها في مسلسل (حكايتي)، عدا أنني تربطني بها علاقة عائلية متينة". إلى ذلك يوضح حداد أن الدراما تراجعت منذ عام 2020 ووضعها يشبه وضع كل الصناعات والإنتاجات في لبنان. ويضيف "نحن مستمرون ولكننا نبيع أعمالنا للسوق المحلية فقط، وعاجزون عن البيع للسوق العربية بسبب التغيير الكبير الذي طرأ عليها، بينما كانت تعرض أعمالي سابقاً على مختلف المحطات العربية. فعلاً، بدأت الأزمة في لبنان منذ عام 2016 ومعها تراجعت الإنتاجات وتفاقمت الأمور في أواخر عام 2019. وقبل هذه الفترة لم يكن هناك دراما مشتركة، ولم تكن هناك منصة (شاهد) التي تنتج الدراما. ولم تكن محطة (أم بي سي) قد خاضت غمار الإنتاجات التركية، بل كانت هناك شركات تتولى مسؤولية الإنتاج والبيع للمحطات. والأمور يمكن أن تعود إلى مسارها الطبيعي عندما يصبح هناك حلول للحالة العامة في لبنان". ويعقب حداد "سبق للدراما السورية عام 2011 وبسبب الحرب أن مرت بظروف مشابهة للظروف التي تمر بها الدراما اللبنانية اليوم، لناحية تراجع عدد الإنتاجات. والأمر نفسه ينطبق على الدراما المصرية بعد إزاحة حسني مبارك عن سدة الحكم. لا يمكن أن نفصل الواقع الدرامي عن الواقع الاقتصادي في لبنان، خصوصاً مع تراجع مداخيل محطات التلفزة".
يقارن حداد بين وضع الدراما السورية ووضع الدراما اللبنانية في ظل الظروف الصعبة في كلا البلدين، ويوضح أن هناك فرقاً بين الممثل اللبناني والممثل السوري، قائلاً "الممثل السوري يتقاضى أجراً عالياً لقاء مشاركته في الدراما المشتركة، ولكنه يرضى بأجر أقل بكثير عندما يشارك في عمل سوري محلي كمساهمة منه في تنشيط الحركة الدرامية المحلية، أما الممثل اللبناني فلا يرضى بذلك".
في المقابل يشير المنتج مفيد الرفاعي إلى أنه لن ينافس كمنتج في السباق الرمضاني 2023 بسبب انشغاله كمنتج منفذ لمصلحة شركة "آي سي ميديا" في تصوير مسلسل سوري بعنوان "دوار شمالي"، الذي يضم نخبة من الممثلين السوريين والممثلة اللبنانية كارمن لبس، مشيراً إلى أن العمل يصور في بيروت، على أن يكون جاهزاً للعرض في رمضان المقبل.
ملاحظة : نحن ننشر المقالات و التحقيقات من وسائل الإعلام المفتوحة فقط و التي تسمح بذلك مع الحفاظ على حقوقها ووضع المصدر و الرابط الأصلي له تحت كل مقال و لا نتبنى مضمونها