الأمن الذاتي … بين أصحاب النوايا المعروفة و منتحلي صفة التغيير
الأمن الذاتي … بين أصحاب النوايا المعروفة و منتحلي صفة التغيير Posted on Sunday, April 10, 2022

كتب المقال : شربل نوح ناشر موقع صدى الارز
charbelnouh@mail.sadalarz.com
Thursday, April 21, 2022
نشهد منذ فترة تصاعداً مقصوداً لحملة مبرمجة تستهدف بعض المناطق المسيحية من خلال تضخيم بعض التحركات الفردية و غير المنظمة داخلها و التي بأغلبها حركات أهلية سلمية لا علاقة لها بسلاح أو أمن .

بدأت هذه الحملة عند إعلان النائب نديم الجميل عن انشاء مجموعة عيون الأشرفية لمساعدة الأهالي و الدولة على ضبط السرقات و التفلت المجتمعي داخل مناطقهم و عندما فشلوا في حملتهم المبرمجة عليها نتيجة وضوح تصرفات تلك المجموعة و تبيان أنها تعمل تحت أعين الأمن الشرعي اللبناني انتقلوا الى مرحلة أخرى من مراحل استهداف المنطقة المسيحية و لم يجدوا أمامهم سوى مجموعة دينية تحمل تصرفاتها بعض الإلتباس هي جنود الرب ليبدأوا بتضخيم حجمها و دورها في وسائل إعلامهم .

لم نعرف حتى الآن ما هدف هؤلاء الحقيقي من وراء هذا الاستهداف المباشر للمنطقة المسيحية مع أن السوابق كثيرة جداً فربما هم يحضرون الجو لتصرف ما يريدون القيام به لاحقا أو ربما لشدّ عصب بيئتهم المتهاوية و المتعبة و ربما لأسباب لا يعلم بها أحد سواهم لكنها حتما ستكشف مع الأيام … لن ندخل في تحليل النوايا طبعاً انما سننتظر لنرى .

الملفت وسط هذه الحملة هو تبرّع بعض منتحلي صفة التغيير ( نواب الصدفة) كما تشير أرقامهم و الذين لا يتمتعون فعلياً بأي تمثيل حقيقي داخل المنطقة المسيحية إنما استفادوا من قانون الانتخابات الحالي الذي سمح لهم بتأمين حواصل بأرقام متدنية جداً و بالتالي الدخول الى المجلس النيابي … الملفت أن هؤلاء و دون سابق انذار تبرعوا للمشاركة في حملة الممانعة على المنطقة و مجاراتها لا بل المزايدة عليها أحياناً تحت شعارات فارغة و ممجوجة ضجر منها اللبنانيون و لم تعد تقنعهم كالوحدة الإنصهار و التخويف من التقسيم و غيرها .

المفارقة المريبة ان هده القوى و عند طرح أي موضوع من قبل ما يسمى بمحور الممانعة أو عند أي إشكال يفتعله هذا المحور نراهم و بطريقة غير مباشرة ينبرون لمساعدته متخفّين بغطاء مدني ظناً منهم أن باستطاعتهم غشّ الناس الى ما لا نهاية و تكرار ما فعلوه قبل الانتخابات الاخيرة .

هذا ما رأيناه عند انتخاب نائب رئيس المجلس النيابي فلولا تعمدهم شرذمة القوى السيادية لما تمكن الممانعون من إيصال مرشحهم نفس الشيء حصل في اللجان و في اكثر من انتخابات نقابية و طلابية و لعل الأبرز كان التحاقهم بالعرقلة المفضوحة التي يقوم بها جماعة المحور في الموضوع الرئاسي من خلال تصويتهم بنفس طريقته و إسهامهم الفاعل بإقفال الباب على انتخاب رئيس جديد للبلاد .

و كأن هذه القوى أتت أصلاً لتنفذ دوراً معيناً و أجندة خاصة بمحور الممانعة متلطية بشعارات طنّانة رنّانة تخدع بها أحياناً بعض البسطاء و أصحاب النوايا الصافية من المواطنين المتعبين و الا كيف نفسر تصرفاتهم التي صبّت كليا حتى اليوم في خدمة حلفاء إيران بدآً من بعض التحالفات الملتبسة في الانتخابات النيابية مروراً بكل الاستحقاقات الدستورية التي امتُحنوا بها وصولاً الى تحييدهم سلاح حزب الله بشكل كلي و التحاقهم بحملة الممانعة ضد المناطق المسيحية و اتهامها بإقامة أمنها الذاتي و الهجوم جنباً الى جنب مع إعلام هؤلاء على أهل تلك المناطق المسالمين و الملتزمين كليا بالدولة ؟

لقد كشفتم أنفسكم بأنفسكم و ما كلامكم في موضوع الأمن الذاتي المطابق لكلام الممانعين سوى دليل آخر على حصان طروادة الجديد الذي امتطاه حلفاء إيران ليدخلوا من خلاله الى عمق المناطق المناوئة لهم .

مرة أخرى … لا أمن ذاتي في المناطق المسيحية و هي أكثر المناطق التزاما بالدولة و القانون و لن يلجأ أهلها الى أي نوع من أنواع الأمن طالما الجيش اللبناتي موجود و قوي كما هو اليوم و الحمد لله لأنه قادر على حمايتهم و حماية مناطقهم و لديهم كل الثقة به و بقيادته و أفراده .

أما للمزايدين و أحصنة طروادة ربما نوايا البعض منكم صافية و ربما بعضكم الآخر ساذج مع استبعادنا للإحتمالين معا لكنكم و إن سلمنا جدلاً بعدم إدراككم للأهداف الحقيقية لحملات كهذه فانتم و بتصرفاتكم الغوغائية تجارون مفتعلي الفتن في لبنان و تسرّعون الانهيار و تستفزون المسيحيين في مناطقهم بتسليطكم الضوء عليهم و تحييد الميليشيات الفعلية و هذا ربما يدفعهم لتبني خيارات و مشاريع سياسية مستقبلاً تصل لحد المطالبة بالانفصال نتيجة الكيدية في التعاطي معهم و سياسة الصيف و الشتاء تحت سقف واحد تلك الخيارات التي التي لا يريدها أحد في لبنان .

يا من انتحلتم صفة التغيير دون وجه حق لقد خذلتم من انتخبوكم و سرتم في الدرب المعاكسة لما أراده هؤلاء منكم فاتقوا الله و أوقفوا افتراءتكم خدمة لمشاريع دمرت لبنان في الماضي و ستدمر ما تبقى منه مستقبلا .

Copyright © 2023 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top