متى سيتخلص البعض منّا من عقدهم المرضية و نظرتهم الفوقية و الفارغة لأهل الخليج ؟
متى سنعي حقيقة واقعنا المرّ و ندرك أين صاروا هم بإصرارهم و عملهم الدؤوب و مراكمتهم للنجاحات واحداً تلو الآخر على مرّ السنوات و الأيام و أين نحن .
للبعض منا … للمتعجرفين الفارغين المدّعين و الفاشلين من بيننا … أنظروا جيداً الى أنفسكم .. أنظروا الى الشوارع من حولكم … أنظروا بتمعن الى كل شيء في لبنان و قارنوه مع آخر بلد في الخليج العربي علّكم تعون حقيقتكم و تكفوا عن ادعاءاتكم الفارغة و كلامكم الفوقي المردود لكم و الذي يدينكم انتم بالذات و يعرّيكم و يكشف فشلكم مقارنة بنجاحات هؤلاء .
الثقافة ليست بالمنظر الجميل و الشكل العصري … التحضّر ليس بالتكلم بأكثر من لغة و طبعاً ليس بادعاء معرفة من جهلة هي براء منهم أصلاً …
تتكلمون عن أهل الجِمال و الصحاري باحتقار و لا تنظرون الى حقارتكم أنتم ووضاعتكم و فوقيتكم الفارغة و المريضة .
أحقاً انتم لا تدركون أين أصبح هؤلاء ؟؟ أتعرفون حجم اقتصادات بلدانهم ؟؟ هل تعرفون كم نسبة البطالة عندهم مثلاً ؟؟
ما الذي تملكونه انتم مقارنة بهم لتحتقروا أناساً ناجحين متقدمين تفوقوا عليكم و سبقوقكم بسنوات ضوئية و هم يبتعدون عنكم رويداً رويداً لتصبح المسافة الفاصلة بينكم و بينهم كبعد الشمس عن الأرض .
لنجري مقارنة بسيطة حول ما لديكم و ما لديهم لربما تتواضعون عندما تتكلمون عنهم :
بداية هل تتمتعون بمشاهدة كأس العالم يجري لأول مرة في التاريخ في بلد عربي هو قطر ؟؟ هل رأيتم دقة التنظيم عندهم و ضخامة الإفتتاح المبهر لهذا الحدث العالمي ؟؟ هل أعجبكم ذلك أم أن عجرفتكم الفارغة تمنعكم من الإعتراف بنجاح الآخرين ؟؟؟
أين تتمركز اليوم أهم و أكبر الجامعات في العالم العربي ؟؟ اليست في دبي و أبو ظبي و الرياض و جدة و الدوحة و الكويت و غيرها ؟؟
من هي أول و أهم وكالة فضاء بهذا الحجم في العالم العربي اليست مركز راشد للفضاء في الإمارات العربية المتحدة ؟ هي التي ارسلت بنجاح أول مسبار عربي الى مدار المريخ و تعمل على مشاريع طموحة و عملاقة ستبدأ بتتفيذها في القريب العاجل …
أين تقع أضخم و أكبر شركات الإنتاج الفني في العالم العربي ؟ اليست في بلدان الخليج ؟ حتى في الإعلام الذي تغنينا به يوما … أين أصبح إعلامنا و أين صار إعلامهم ؟؟ هم يمتلكون اليوم أهم و أضخم الوسائل الإعلامية و التي تتربع على عرش الصدارة في البلدان العربية من ال mbc الى الجزيرة و العربية وصولاً الى ال beinsports …. ماذا نملك نحن ؟ هل تتابعون شاهد التي أصبحت المنصة الرقمية الاولى في منطقتنا و هي تتجه بخطى ثابتة لتصبح من بين الأهم عالمياً و فنانينا و إعلاميينا جميعاً يعملون معها و يستفيدون منها .
من هي أكبر و أضخم المصارف العربية و أين تتمركز ؟؟ من هي أكبر البورصات العربية اليوم ؟ أين تتمركز إقليمياً كل الشركات و الإستثمارات الأجنبية اليس في بلدان الخليج العربي ؟؟ أين تحصل أضخم المهرجانات و التظاهرات الفنية و العروض العالمية اليس في مدنهم و بلدانهم ؟؟
من هي الدول التي تدخل اليها أحدث التكنولوجيات في العالم وفور صدورها ؟ اليست الإمارات و السعودية و قطر و غيرها ؟؟ من منا لم يشتري أيفون من دبي مثلاً قبل أن يصبح متوفراً في السوق المحلية ؟
هل نتكلم عن حجم العمالة الأجنبية عندهم و مئات آلاف فرص العمل التي يستفيد منها أشخاص من مختلف أنحاء العالم و بينهم لبنانيون طبعا ؟؟ الم يستثمر كثر من مواطنيكم في أسواقهم و ينجحوا و يراكموا الثروات هناك هم الذين يعيلون أهلهم اليوم في الوطن الأم و سط هذا الأزمة الطاحنة عندنا ؟
هل سمعتم أيها الفارغون عن نيوم … ذلك المشروع العملاق و الطموح الذي بدأت بتنفيذه المملكة العربية السعودية و هي تسير فيه بخطى ثابتة … هذا الإستثمار الهائل الذي إن قدّر له النجاح سيغير وجه منطقتنا الى الأبد و بدل السعي لنكون جزءاً منه نتحدث عنهم بلغة الحسد و الجهل دون إي إدراك لأهمية ما يفعلونه و ضخامة مشاريع كنيوم و أهمية السعي لنيل فرص الاستثمار داخلها !!!
ماذا لديكم أيها الفارغون ؟؟ قولوا لنا ؟؟ متى ستتخلصون من فوقيتكم المريضة و متى ستعودون الى رشدكم و تزيلوا الغشاوة عن عيونكم لتدركوا المتغيرات الكبيرة التي حصلت من حولكم ؟؟ متى ستفهمون أن فوقيتكم و عجرفتكم الفارغة رمتكم الى قعر ما بعده قعر و أن تواضعهم و طموحهم و تخطيطهم و عملهم الدؤوب أوصلهم الى أعلى القمم ..
الخليج اليوم في مكان آخر لا يمكن لنا حتى محاولة مقارنة أنفسنا به بأي شكل من الأشكال … الخليج اليوم في القمة و في مصاف الدولة الناهضة المتطورة التي تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل أما نحن فنتخبط في القعر و ننتقل من جهنم الى آخرى و من ضياع الى آخر … فقدنا كل شيء و أضعنا طريق العودة الى القمة التي أتينا منها فلم يعد لدينا سوى البكاء و النحيب و لعن الظلام بدل إضاءة شمعة صغيرة وسط هذه العتمة القاتلة .
كفوا عن سخافاتكم … كفوا عن عجرفتكم … تواضعوا … لأن الحياة تحب المتواضعين و الله يحبهم أيضاً و لأن تواضع أهل الخليج أوصلهم الى حيث هم … و الا لن تكون لكم قيامة لا اليوم و لا في أي يوم