عن العدّ و المسيحيين و حليمة التي رجعت الى عاداتها القديمة !!!
عن العدّ و المسيحيين و حليمة التي رجعت الى عاداتها القديمة !!!  Posted on Sunday, April 10, 2022

كتب المقال : شربل نوح ناشر موقع صدى الارز
charbelnouh@mail.sadalarz.com
Thursday, April 21, 2022
كنا نعتقد أننا تأقلمنا مع الإعلام الممانع و مطابخه و أخباره و شائعاته التي صارت خبزاً يومياً لهؤلاء و لم يعد يأخذها أحد على محمل الجد … لنتفاجأ منذ فترة ببعض الوسائل الإعلامية خاصة المكتوبة التي كانت تحسب في فترة من الفترات على المحور السيادي تطلق السموم و الأخبار المفبركة و تسوّق لتسويات غير موجودة الا برؤوس كتاب تلك المقالات و أوهامهم و ربما تمنياتهم الناتجة عن أحقاد دفينة على المسيحيين و الموارنة خاصة تبدأ ربما منذ تأسيس الكيان و لا تنتهي في يومنا هذا !!!

كنا اعتقدنا أن ١٤ آذار و ما تلاها أزالت الكثير من الرواسب المرضية المزمنة من عقول البعض و أن ما جرى وقتها أخرجهم من أوهام "الامم الدينية المختبئة تحت ستار القوميات" و أعادهم الى الكيان اللبناني الذي رفضوه تاريخياً ..

لكنّ ما قرأناه و نقرأه في بعض هذا الإعلام في الفترة الأخيرة برهن لنا و بشكل لا لبس فيه أن هؤلاء لم يتخلصوا يوماً من موروثاتهم و عقدهم الدونية المزمنة و أن ما جرى في ١٤ آذار و ما بعدها لم يكن سوى محطة مرحلية لتصفية حسابهم مع حليفهم السابق ( النظام السوري ) استغلوا فيها طيبة المسيحيين ليقفوا الى جانبهم و عندما انتهى ذلك الحساب "رجعت حليمة لعادتها القديمة "!!!

لم نفهم حتى اليوم لما كل هذا التركيز على المسيحيين في عناوينهم و مقالاتهم و لما هذه المحاولة المكشوفة لتحميل الموارنة تحديداً مسؤولية الأزمة الراهنة و التسويق للضعفاء بينهم للرئاسة الا عندما عدنا الى "فلفشة" صفحات الماضي الأليم فأدركنا حقيقة ما يكتبه و يقوله هؤلاء و فهمنا انهم لم يتخلصوا يوماً مما كانوا به في كل تاريخهم !!

لهؤلاء نقول : إن كان تاريخكم مليء بالهزائم و الإستسلامات فهذا ليس بسبب الوجود المسيحي بل بسبب ضعفكم و عدم دفاعكم عن أنفسكم يوماً و لجوئكم الدائم الى غريب ما للدفاع عنكم و اعتباركم له من أهل البيت لأن مفهومكم "القومي الديني" المبطََن سبق دائماً الوطن الذي كان من المفترض أن تنتموا اليه و نحن ندرك ذلك حتى لو حاولتم إخفائه !!

و لهؤلاء نقول : استسلامكم لمحور الممانعة و دخولكم في البازارات و الصفقات معه ان ليس مسؤولية الموارنة فأنتم من لم تدافعوا عن أنفسكم كالعادة و ليس من الضروري إن عجزتم و فشلتم أمام هذا المحور أن تستديروا نحو المسيحيبن " لتفشوا خلقكم " .

لن نسترسل أكثر و لن نستفيض لأننا ضنينون بلبنان بكل مكوناتهم لكنّ هذا الكلام واجب لوضع النقاط على الحروف لئلا يعتقد هؤلاء أنهم على حق أو أنّ أحداً مغشوش بهم أو مخدوع حقاً بكلامهم بأقلامهم التي وجهوها فجأة صوب المكان الخطأ و نحو الخصم الخطأ …

ما هكذا يبنى لبنان و ما هكذا تجعلون المسيحيين يتخلون عن قناعتهم بعدم إمكانية العيش معاً بعد الآن لا بل العكس هذا الكلام يعزز تلك القناعة عندهم بخطأ تأسيسهم للبنان الكبير و التشارك مع الآخرين به و بالتالي باستحالة العيش معاً …

توقعنا أن يأتي "العدّ" من محور تغيير الهوية و التاريخ و وجه الكيان فأتى من حيث لم يتوقعه أحد لكننا لم نتفاجأ لأننا نعرف أن البعض يقدّمون  اوراق اعتمادهم اليوم لمن يعتقدون أنه المنتصر كما فعلوا سابقاً  و أولى صفحات تلك الأوراق هي الهجوم على الموارنة و محاولة تحطيمهم و نذكِّر هؤلاء أيضاً بأن المسيحيين لم ينسوا شيئا , من مؤتمرات رفض الكيان مروراً بكل الثورات ذات البعد القومي و الحروب مع الغرباء ضد أخوتهم في الوطن وصولاً الى مرحلة الإحتلال السوري و الارتماء بأحضانه و تقاسم تركة الموارنة معه …

ربما الرئيس ميقاتي تكلّم عن الأعداد صدفة أو عن انفعال أو نتيجة ما عاناه من التيار العوني و هذا مفهوم خاصة أن ميقاتي معروف باعتداله تاريخياً لكن ما يفعله بعض الإعلام بعد هذا الكلام باستكمال صب الزين على النار هو غير المبرر و غير المفهوم إطلاقاً .

لهؤلاء تحديداً و حصراً نقول : لا زالت الذاكرة بخير و ما تفعلونه اليوم ينعشها أكثر و يجعل مؤسسي الكيان يستفيقون من أوهام وحدة مزعومة تأسست بعد الرابع عشر من آذار لكنها و في الحقيقة لم تعِش الا في عقولهم الطيبة فقط … فشكراً لكم !!!!

Copyright © 2023 -  sadalarz  All Rights Reserved.
CSS smooth scrolling effect when clicking on the button Top